100 فلسطيني طُردوا من مساكنهم بحجة تدريبات الاحتلال العسكرية

100 فلسطيني طُردوا من مساكنهم بحجة تدريبات الاحتلال العسكرية

08 مايو 2019
التذرع بتدريبات عسكرية لإخلاء فلسطينيين من منازلهم (Getty)
+ الخط -

طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، نحو مائة فلسطيني، بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، من مساكنهم في الأغوار الشمالية الفلسطينية، شرقي الضفة الغربية، بحجة التدريبات العسكرية التي تُجريها في المنطقة، ما سيضطرهم، اليوم الأربعاء، إلى البقاء تحت أشعة الشمس الحارقة في ظل الأجواء الرمضانية.

خمس عشرة عائلة فلسطينية، من خربة "حمصة الفوقا" في الأغوار الشمالية، تضم نحو مائة شخص، معظمهم من الأطفال، تم إخطارهم بالإخلاء من مساكنهم على مدار أربعة أسابيع، بحجة التدريبات العسكرية التي ستُجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار، معتز بشارات، لـ"العربي الجديد"، أنه نظّم زيارة ميدانية لخربة "حمصة الفوقا"، للاطلاع على وضع العائلات التي تم توجيه إخطارات لها، وتبيّن أن الإخلاءات ستكون لمدة 3 أيام من كل أسبوع، هي "الأحد والإثنين والأربعاء"، وعلى مدار 4 أسابيع.

ويشير إلى أن الإخلاء يبدأ يوم الأحد من كل أسبوع من الساعة الثانية ظهرا ولغاية العاشرة من صباح يوم الإثنين، ثم يجدد الإخلاء يوم الإثنين من الرابعة عصرا ولغاية العاشرة من صباح يوم الثلاثاء. أما يوم الأربعاء فمن السابعة صباحا ولغاية الساعة الثانية ظهرا من اليوم ذاته.

تدريبات الاحتلال العسكرية في خربة "حمصة الفوقا" وغيرها من الخرب المنتشرة في الأغوار الفلسطينية، ستحوّل معظم أراضيها إلى مناطق مزروعة بالألغام الأرضية، ما قد يوقع ضحايا بشكل مستمر، فيما تُجري قوات الاحتلال الإسرائيلي، بين الفينة والأخرى، تدريبات عسكرية واسعة في منطقة الأغوار، وهو أمر يهدد وجود السكان هناك.

وبحسب تقرير مفصل أصدره "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، أخيرا، فإن التدريبات العسكرية التي يُجريها الجيش الإسرائيلي بالذخيرة الحية في منطقة الأغوار، مقدمة لمصادرة مساحات كبيرة من الأراضي لصالح المستوطنات.

ويصاحب تلك التدريبات ترويع وترحيل للسكان وتدمير للحقول والمزارع والمنشآت، وهو ما يندرج، بحسب المكتب الوطني، في إطار سياسة التهجير التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في منطقة الأغوار، والهادفة إلى اجتثاث الوجود الفلسطيني من تلك المنطقة مترامية الأطراف، بهدف الاستحواذ على أراضيها لصالح المستوطنات.

وتستخدم إسرائيل عادة ذريعة وجود تدريبات عسكرية لإخلاء كثير من الفلسطينيين من منازلهم المبنية من الخيام أو الصفيح، في مناطق تقع قرب المستوطنات، بينما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن 78 بالمائة من المناطق العسكرية المغلقة، التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ عام 1967، بهدف إجراء مناورات، لا تستخدم لهذا الغرض، وتستغل لتوسيع المستوطنات المحيطة بها.

وتكتسب الأغوار الفلسطينية أهمية خاصة، كونها منطقة استراتيجية أمنياً وحدودياً، وتشكل ربع مساحة الضفة الغربية، ويسكنها نحو 56 ألف فلسطيني، وتشكل أراضي الأغوار مصدر إنتاج لكثير من المزروعات جعلتها سلة مزروعات هامة؛ منها الحمضيات والخضراوات.



وتبدو الأطماع الإسرائيلية واضحة في الأغوار ذات البعدين الاستراتيجي الاقتصادي والأمني، إذ ترفض إسرائيل مغادرة المنطقة بسبب أهميتها الأمنية، حتى في ظل وجود اتفاق سلام، في مقابل رفض فلسطيني للتنازل عنها ولو بمتر واحد "فالأغوار بوابة الدولة العتيدة إلى العالم".

وتبلغ مساحة الأغوار الفلسطينية 2070 كيلومترا، بواقع 1.6 مليون دونم، وتمتد على مسافة 120 كيلومترا، بعرض يتراوح بين 3 و15 كيلومترا، من شمال البحر الميت جنوب فلسطين إلى بردلة عند مدخل بيسان شمالا. ويعيش فيها أكثر من 50 ألف فلسطيني، مقابل 7000 مستوطن إسرائيلي يسيطرون على أغلبية الأراضي هناك.