أطفال في الطوارئ لأسباب غير طارئة

أطفال في الطوارئ لأسباب غير طارئة

08 مايو 2019
هل حالته تستدعي الطوارئ؟ (Getty)
+ الخط -

من أصعب الأمور المتعلقة بكونك أباً للمرة الأولى، التعامل مع مرض طفلك الطارئ، والتساؤل عمّا إذا كان يستدعي نقله الفوري إلى غرفة الطوارئ في المستشفى أم لا، مع أنّ كثيراً من المرات التي ينقل فيها الأهل أطفالهم إلى الطوارئ، لا تستدعي ذلك، بل تكون مجرد عوارض طبيعية، بحسب دراسة أخيرة من إعداد أطباء يدعون فيها إلى زيادة الثقافة الطبية للأهل.

بعيداً عن الحوادث، فإنّ أسباب نقل الأطفال إلى الطوارئ، عديدة، قد يكون بعضها مرتبطاً برمص العينين (العماص) أي تلك الحالة التي لا يتمكن فيها الطفل من فتح عينيه لالتصاق الجفون ببعضها بسبب المادة التي تفرزها العينان، وتتحول إلى قشرة على الزوايا عادة. ومنها أيضاً استغراب الأهل شكل سرّة طفلهم. ومنها كذلك، تقيؤ الطفل، أو شكل برازه الغريب، أو تنفسه غير المنتظم، أو حركاته البدنية غير الاعتيادية، بحسب دراسة أعدها أطباء، ونشرت في "المجلة الأميركية لطب الطوارئ".

يقول المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور زاكاري درابكن، من جامعة "يوتاه" الأميركية، إنّ "الفوارق ما بين الحالة الطبية الخطيرة والتصرف العادي للطفل، يمكن أن تكون مخادعة". يتابع: "لعلّ من المفيد أن يجري نصح الأهل حول ما يجب أن يتوقعوه خلال الأيام الأولى في حياة مولودهم".

حتى أطباء الطوارئ المتخصصون قد يجدون أنفسهم في حالة تحدٍّ للتمييز ما بين السلوك والعلامات والعوارض الاعتيادية للطفل، وتلك التي تشكل خطراً محتملاً على حياته، بحسب درابكن وزملائه. على سبيل المثال، فإنّ الأطفال المصابين بالعماص، أو شحاذ العين (جلجل) لا يحتاجون إلى الطوارئ إذا كان الأمر اعتيادياً، بل فقط إذا جاءت الإصابة عن طريق العدوى. ويمكن التفريق بين الإصابة العادية والإصابة عن طريق العدوى عبر تثقيف الأهل بالذات حول الانتفاخ غير الطبيعي والإفرازات الكبيرة وبعض الإشارات الأخرى.




أما في خصوص السرّة، فمن العادي أن تتحول إلى اللون الأسود أو البني، وتجف، قبل أن يسقط الجزء الخارجي بالكامل، خلال أسبوع واحد غالباً. كذلك، من العادي أن تصبح رائحتها نتنة، كما لو أنّها رائحة فاكهة متعفنة. لكن، في المقابل، فإنّ التقيح والحرارة المرتفعة والحمّى قد تشكل مؤشرات على إصابة تتطلب تدخلاً طبياً طارئاً. كذلك، تشدد الدراسة على أنّ جميع الاطفال، تقريباً، يتقيؤون، وذلك يعود إلى صغر حجم المعدة لديهم، وهو ليس أمراً طبياً طارئاً، طالما أنّهم يتبولون ويتبرزون وينمون بشكل طبيعي.

المساهمون