"المعصم الأسود" لـ"إنتربول" يطيح شبكة دولية للتحرش بالأطفال

"المعصم الأسود" لـ"إنتربول" يطيح شبكة دولية للتحرش بالأطفال

25 مايو 2019
عملية "المعصم الأسود" مستمرة (تويتر)
+ الخط -
تمكنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول" الدولية من تفكيك شبكة من المتحرشين بالأطفال يعملون دولياً أسفرت عن إنقاذ 50 طفلاً واعتقال تسعة مشتبه بهم في أكثر من دولة، في إطار عملية أسمتها "المعصم الأسود".

وأعلنت "إنتربول" استمرار عمليتها التي أطلقت بالتعاون مع الأجهزة المختصة في أكثر من دولة بدأت عام 2017، بهدف إنقاذ الأطفال من المتحرشين عبر الإنترنت، مؤكدة أن التحقيقات تكشف عن المزيد من المتورطين.

وذكر موقع "إنتربول" أول من أمس أن عملية "المعصم الأسود" أنقذت حتى الآن 50 طفلاً، في حين أن هناك نحو 100 طفل آخرين ما زالوا يخضعون لعمليات استغلال جنسي واعتداءات وسوء معاملة لعدم الوصول إلى تحديد هوياتهم وعناوينهم.

وأوضح أن القضية بدأت في عام 2017 عندما اكتشفت المنظمة موقعًا يضم 63 ألف عضو من جميع أنحاء العالم. واكتشاف صور لسوء المعاملة ارتكبت ضد 11 صبيا تقل أعمارهم عن 13 عامًا.


ولفتت إلى أن الموقع كان ينشر على مدى سنوات صورًا جديدة أسبوعيًا، بحرص شديد لتجنب كشفه، وكثيراً ما كان يخفي وجوه الأطفال ويترك القليل جدًا من القرائن المرئية أو الصوتية. واعتمد الضباط على السمات الجسدية للأطفال لتتبع سوء المعاملة المستمر، والتواصل مع مجتمع الشرطة العالمي طلبًا للمساعدة.


شبكة دولية للمتحرشين بالأطفال

في يونيو 2017، تولت إدارة التحقيقات الخاصة في تايلاند النظر في القضية، بالتعاون الوثيق مع مكتب الاتصال التابع للإنتربول في بانكوك. وانضم المحققون من جميع أنحاء العالم أيضًا إلى الجهود المبذولة لتحديد هوية الأولاد الـ 11 والعثور على مسؤولي الموقع.
وشاركت في البحث والتحقيق وزارة الأمن الداخلي الأميركية، ودائرة الجرائم الإلكترونية في بلغاريا، وإدارة الشؤون الداخلية في نيوزيلندا، التي تعاونت جميعها في فك حزم المعلومات الاستخباراتية، وتجميعها على مستخدمي الموقع الإلكتروني للبلدان الأعضاء في إنتربول.
وساعد المركز الوطني الأميركي للأطفال المفقودين والمستغلين بمراجعة عناوين البريد الإلكتروني وقدم معلومات إضافية في التحقيق، كما ساهمت الشرطة الفيدرالية الأسترالية (AFP) وشرطة جنوب أستراليا في القضية.


اعتقالات وأحكام

في نوفمبر 2017، تم تحديد الضحايا الأوائل وتنفيذ عمليات اعتقال متزامنة في تايلاند وأستراليا بعد شهرين.

وأوضحت المنظمة أن المسؤول الرئيسي للموقع الإباحي يدعى مونتري سالاغام ومقره في تايلاند، وشوهد وهو يسيء معاملة الصبية الأحد عشر، أحدهم ابن أخته. وأخضع سالاغام الأطفال للإغراء في منزله عبر وجبات الطعام، وإتاحة دخولهم إلى الإنترنت وبألعاب كرة القدم. وخضع سالاغام للمحاكمة وصدر بحقه حكم بالسجن 146 عاماً في يونيو/حزيران 2018 بتهمة اغتصاب الأطفال والاتجار بالبشر وحيازة وتوزيع مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وحكم على رجل ثانٍ، وهو مدرس بمدرسة حضانة قريبة من توكبوتسا، بالسجن 36 عامًا بنفس الاتهامات.

واعتقل المسؤول الثاني في الشبكة، يدعى روشا توبكوتزا، ومقره في أستراليا. عثرت الشرطة في أجهزته المضبوطة على آلاف الصور التي التقطت في كل من تايلاند وأستراليا، منها صور التقطها توبكوزا بنفسه. كان أصغر الأطفال الذين تم التعرف عليهم خلال إجراءات محكمة جنوب أستراليا الأخيرة يبلغ 15 شهراً.

أقر توكبوتزا بأنه مذنب في 50 تهمة تتعلق بإساءة معاملة 11 طفلاً أصغرهم بعمر 15 شهرًا بين عامي 2011 و2018.

وأصدر قاضي محكمة مقاطعة جنوب أستراليا ليسل تشابمان، يوم 19 مايو/أيار الجاري، حكماً بالسجن ضد توبكوتزا مدته 40 عاماً وثلاثة أشهر، وهو أطول حكم يفرض على الإطلاق في أستراليا بقضية جرائم جنسية ضد الأطفال، وخاطبه خلال جلسة إعلان الحكم "أنت أسوأ كابوس لكل طفل ومصدر رعب لكل والد". كما اعتقلت السلطات الأسترالية مشتبهاً به آخر.

وعلقت الصحافة بعد الحكم على توبكوتزا بأنه أكبر المدمنين على الجنس وأخطرهم، واصفة نتائج التحقيق بالجرائم الفظيعة والشريرة.

"المعصم الأسود" مستمر

حذرت "إنتربول" من أن نحو 100 طفل آخرين شاركوا في الآلاف من الصور ومقاطع الفيديو التي تم الاستيلاء عليها لم يتم تحديد هويتهم حتى الآن، ومن المرجح أنهم ما زالوا يتعرضون للاعتداء. مؤكدة أن التحقيق مستمر وربما يستغرق سنوات.

ورحب الأمين العام لـ"إنتربول" يورغن ستوك، بالمحاكمات الناجحة وأشاد بالجهود الدولية الضخمة المطلوبة، مشيراً إلى "عملية المعصم الأسود رسالة واضحة إلى أولئك الذين يسيئون معاملة الأطفال، وإنتاج مواد لاستغلال الأطفال جنسيًا وتشارك الصور عبر الإنترنت".

وأضاف "أن كل صورة مسيئة للأطفال هي دليل على ارتكاب جريمة، وسيوفر إنتربول دائمًا دعمه الكامل للضباط الموجودين على الأرض للمساعدة في تحديد هوية الضحايا وإنقاذهم في جميع أنحاء العالم".

المساهمون