اليمين الشعبوي الألماني يحرّض على مواجهة "الأسلمة" بـ"الإنجاب"

اليمين الشعبوي الألماني يحرّض على مواجهة "الأسلمة" بـ"الإنجاب"

برلين

شادي عاكوم

avata
شادي عاكوم
24 مايو 2019
+ الخط -
يعيش حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، حالة من عدم اليقين بعدما استشعر، وفق آخر استطلاعات الرأي، خطر تراجع تأييده بين الناخبين الذين دعموا طروحاته الانتخابية خلال العامين المنصرمين وساهموا في وصوله إلى كافة برلمانات الولايات والبوندستاغ، إلى جانب  فضائح الدعم المالي غير القانوني الذي تلقاه خلال الحملة الانتخابية عام 2017، ما قد يفرض عليه دفع غرامات بآلاف اليوروات، لنفاد مخزون التحشيد والشعارات الفضفاضة لديه، فضلا عن إثارته لملفات اشمأز منها المواطنون، بينها ما يتعلق بنيته مستقبلا السعي لخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما أطلق عليه "ديكسيت" لفكره المناهض أساسا للاتحاد وإقفال الحدود على اللاجئين من دون طرح بدائل عملية. 

أمام هذا الواقع، ترجم البديل لعبه على وتر مواضيع تزيد من الشرخ في المجتمع الألماني وهو يسعى لاستغلال الناخبين وشحذ تأييدهم قبل أيام من الانتخابات الأوروبية المقررة في 26 مايو/أيار الجاري، وكانت آخر فصولها لجوء الحزب الشعبوي لتحفيز الألمان على الإنجاب لعدم أسلمة البلاد، والهدف طبعا إثارة غرائزهم ضد المسلمين في ألمانيا، إذ يوجد أكثر من 4.5 ملايين منهم من جاليات مختلفة.

وفي السياق، حثّ الزعيم المشارك لحزب البديل يورغ مويتن، في حوار مع شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، أخيرا، النساء الألمانيات على زيادة الإنجاب وضمان نسبة إجهاض أقل، معلنا عن نية حزبه العمل من أجل ذلك من خلال التوعية والمساعدة في المجالات الاجتماعية، وموضحا "أنه لا يؤيد التصدي للنساء بالإكراه في هذا الأمر، هذه الطريقة غير ناجعة"، وتابع قائلا "يجب استخدام وسائل لطيفة لإقناع النساء الحوامل بصرف النظر عن الإجهاض"، قبل أن ينتقد مراكز الاستشارات الخاصة لأنها تقوم بذلك بشكل سريع.

تصريحات مويتن جاءت تتمة لما أعلنته، أخيرا، مرشحة الحزب للانتخابات الأوروبية كريستينا أندرسون، بأنه ينبغي على النساء الألمانيات إنجاب المزيد من الأطفال، مبرزة أن هناك حاجة لمعدل إنجاب 2.2 طفل لكل امرأة حتى نتمكن من الحفاظ على شعبنا، وبالمعدل الحالي 1.4 لن تسير الأمور. كذلك، لم يكتف البديل بتصويبه على الإنجاب بل عمد للفت انتباه الناخبين إلى بروز اسم "محمد" بين أسماء المواليد الجدد في ألمانيا، بعدما بينت دراسة نشرتها أخيرا جمعية اللغة الألمانية قائمة الأسماء الأكثر شيوعا في العام 2018، وجاء اسم "محمد" ضمن هذه القائمة وبرز بشكل لافت في السجلات الرسمية متقدما على اسم كارل هاينتس، وفق ما ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل". ويعتبر البديل مؤشرا على تنامي أعداد المهاجرين من المسلمين، وبات مادة للجدل والاستغلال السياسي من قبله لنشر المخاوف لدى الألمان حول مستقبلهم في بلدهم بفعل التغير الديمغرافي.

وأكثر من ذلك، فإن الرئيسة المشاركة لكتلة البديل في البوندستاغ، أليس فايدل، أقدمت مطلع الشهر الحالي على نشر عنوان لتقرير نشرته صحيفة "بيلد" أشار إلى تصدر اسم محمد للقائمة في ولاية برلين، وكتبت: "حسنا.. ماذا بعد؟". ولم يكتف البديل بهذه الأمر، إذ عمد إلى نشر ملصق على حسابه الرسمي على "تويتر" يظهر تلاميذ داخل صف مدرسي الجميع فيه من المسلمين، الفتاة تضع حجاباً على رأسها، فيما الصِبية بقلنسوة على الرأس، وكتب عليها بالخط العريض: "وقف الأسلمة: فقط مع البديل من أجل ألمانيا". كما كتب على صفحته على فيسبوك: الأسلمة تحدث في ألمانيا، اسم محمد يحتل المرتبة الأولى بين المواليد الجدد في برلين.


مع العلم أن صحيفة بيلد الواسعة الانتشار ذكرت أنه ولأول مرة يصبح اسم محمد الأكثر شيوعا في ولاية برلين، إذ حل في المرتبة الأولى بين أسماء الأطفال حديثي الولادة من الذكور ومتقدما على اسم "لويس" الذي حلّ ثانيا، فيما جاء اسم "إميل" في المرتبة الثالثة، مع الإشارة إلى أن اسم "محمد" يبرز أيضا في ولايات مثل هامبورغ وشمال الراين فستفاليا وبريمن وسارلاند ويحل ضمن الأسماء العشرة الأوائل في التصنيفات ولوائح الأرقام.

يذكر أن القانون الألماني لا يجرم الإجهاض وبإمكان المرأة الإقدام عليه حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وفي ظروف معينة حتى الأسبوع 22 بعد استشارة طبية تمنحها إذنا بذلك، بينها ثبوت إمكانية تعرض المرأة الحامل لأذى وخطر شديد قد يهدد حياتها.

ذات صلة

الصورة
تحاول السلطات الألمانية قمع المتعاطفين مع فلسطين (ينغ تانغ/Getty)

مجتمع

يواصل البرلمان الألماني "البوندستاغ" مناقشة التعديلات المطروحة حول التجنيس، وبينما تضم التعديلات تقليص عدد سنوات الإقامة اللازمة للحصول على الجنسية، برز نقاش جد
الصورة

سياسة

أقحم الملياردير إيلون ماسك نفسه في السياسة الألمانية، يوم الجمعة، حيث شارك منشوراً على حسابه الآخر على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به.
الصورة

اقتصاد

إن كنت من المهتمين بالعمل في ألمانيا، الاقتصاد الأوروبي الأول، فلعل من المفيد جداً بالنسبة إليك أن تعلم أن هذا البلد المهم يحتاج إلى نحو 7 ملايين موظف في 200 مهنة. إليك التفاصيل.
الصورة

سياسة

أعلنت الشرطة الألمانية، الخميس، مقتل عدة أشخاص في إطلاق نار في كنيسة في مدينة هامبورغ بشمال البلاد.