مؤتمر باحثي معهد الدوحة... قلق معرفي واشتباك نقدي

مؤتمر باحثي معهد الدوحة... قلق معرفي واشتباك نقدي

21 مايو 2019
من جلسات المؤتمر (العربي الجديد)
+ الخط -


اختتمت مساء أمس الاثنين فعاليات "المؤتمر الثالث لباحثي معهد الدوحة للدراسات العليا" الذي يعقد سنوياً منذ عام 2017، وبادر خريجو الدفعة الأولى للمعهد بتنظيمه والإشراف عليه، ليكون تقليداً طلابياً يعرض فيه الطلبة الأوراق البحثية، ورسائل الماجستير، ويشاركون مجهوداتهم ونتائج أبحاثهم مع الزملاء الأساتذة، تتويجاً لمشوارهم الأكاديمي في المعهد، بصفتهم باحثين واعدين.

في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الطالب في برنامج العلوم السياسية، مجد أبو عامر، بأن الدورة الثالثة للمؤتمر اتخذت من عبارة "قلق معرفي.. اشتباك نقدي" شعاراً لها، كونها الأكثر تكرارا في أوساط الجماعة العلمية لمعهد الدوحة، والتي يعتمدها الأساتذة في عمليّة التدريس والتقييم الأكاديمي، وتعكسه الأوراق المشاركة في مساءلتها قضايا المنطقة العربية، والاشتباك النّقدي في معالجتها، وتقديم الإجابات العلمية لها.

ويعتبر المؤتمر من أبرز الأحداث العلمية، التي يعقدها طلبة المعهد، لما فيه من ملامسة للأهداف الّتي يعمل المعهد على تحقيقها، إذ يتعامل المعهد مع طلبته كشركاء في تحقيق مشروعه المعرفي النّهضوي، عن طريق المبادئ التي يرتكز عليها ويعمل على تعزيزها، وهي: مشاركة عربية في إنتاج المعرفة، والالتزام بالمعايير الأكاديمية، ومسؤولية فكرية ووعي نقدي، ومجال مفتوح للاستقلال الفكري، وفقا لمجد أبو عامر.

كما يُقدم المؤتمر خبرة عملية للطلبة، بآليات وشروط التقدم للمشاركة في المؤتمرات العلمية، وكذلك فرصة لاختبار مهارة العرض والنقاش، التي اكتسبوها خلال مقرراتهم الدراسية طيلة عامين.

انتظمت جلسات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام وبواقع ثلاث جلسات يوميا، واستضافت الجلسة الافتتاحية، أربعة من خريجي المعهد، عرضوا فيها تجاربهم الأكاديمية والمهنيّة أثناء دراستهم في المعهد وبعد تخرجهم، وهم: الناشطة والباحثة في العلوم السياسية مريم الهاجري، والصحافية مها لباريس، والصحافية والناشطة شدى سلهب، والباحث والاستشاري الاقتصادي عمران موسى.
المؤتمر أصبح تقليداً طلابياً سنوياً (العربي الجديد) 

وضم المؤتمر، في ثماني جلسات علمية، طلبة من تخصصات مختلفة بحسب موضوع الإشكالات البحثية، فحملت الجلسة الأولى عنوان "الهامش يتكلم: اغتراب الإنسان في العالم العربي"، وتناول الباحثون فيها ظاهرة السجون السياسية، واغتراب المواطن في العالم العربي، ودوامة الصمت في منصّات التواصل الاجتماعي، والصراع على التاريخ من خلال الربيع العربي. وعقدت الجلسة الثانية، بعنوان "سورية: روايات من لا صوت لهم"، وقدّمت المشاركات رؤية حول علاقة الرواية بالشاشة، وتمثّلات المكان في الرواية السّورية، ومسألة اللاجئين السوريين.

في اليوم الثاني انتظم الباحثون في ثلاث جلسات لتقديم أوراقهم. في الجلسة الثالثة، التي حملت عنوان "أسئلة في الحرية: التضاد بين الديمقراطية والاستبداد"، تناول الباحثون مواضيع الحريات الاقتصادية في حالات الطوارئ، وسؤال الديمقراطية في الخليج العربي، وإنتاج الاستبداد على المستوى الاجتماعي، وقضايا المجتمع المدني في العالم العربي. وجاءت الجلسة الرابعة، تحت عنوان "السياسات العامة في العالم العربي: محاولات نقدية"، عالج الباحثون خلالها موضوعات الاستثمار الأجنبي المباشر، قطاع الخدمات الصّحية وصُنع القادة في دولة قطر، والدعم الحكومي للقطاع الزراعي.

وانتهى اليوم الثاني بالجلسة الخامسة وتناولت "بنية المصطلح العربي: النحوي والبلاغي"، وعالجت المصطلح في المعجم التاريخي، المصطلح البلاغي في القاموس اللغوي العام، المصطلح النحوي في كتاب العين، توظيف المصطلح النّحوي القديم في تسمية المفاهيم اللسانية الوظيفية، وتخطيط السياسة اللغوية ومشروع بناء الدولة القومية.
نقاش إشكاليات تطرحها أبحاث الخريجين (العربي الجديد) 

في اليوم الأخير، عقدت الجلسة السادسة بعنوان "دراسات ثقافية: تحليل مضامين من نماذج عربية"، وتناول الباحثون دراسات عالجت السخرية والكوميديا في الإعلام المرئي والمسلسلات التلفزيونية، وأخرى حلّلت كتابة الرواية العربية باللغة الأجنبية. وفي الجلسة السابعة "في الحاجة إلى علم النفس والعمل الاجتماعي"، عالجت الرفاهية والصحة النفسية في قطر، وعلاقة السمات الشخصية بالسيطرة الاجتماعية. أما الجلسة الأخيرة، فقدم الباحثون قراءات تحليلية نقدية في مشاريع ثقافية عربية وغربية.

يُشار إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر وكذلك المنسقين ورؤساء الجلسات، تألفت من طلبة وخريجي الأفواج الأربعة للمعهد. أما المشاركون في المؤتمر فهم من طلبة وخريجي الفوجين الثالث والرابع. وشارك في هذه الدورة، 34 باحثا من عشر دول عربية، وأتت الأوراق المُشاركة من 12 برنامجا مختلفا من برامج المعهد.

يذكر أن معهد الدوحة للدراسات العليا احتفل في نهاية إبريل/ نيسان الماضي بتخريج الفوج الثالث وعددهم 161 خريجاً وخريجة موزعين على ثلاث كليات هي: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية 69 طالباً وطالبة، وكلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية 61 طالباً وطالبة، ومن كلية علم النفس والعمل الاجتماعي 16 طالباً وطالبة، و15 طالباً وطالبة في برنامج النزاع والعمل الإنساني.

كما أعلن قبل أيام، عن قبول 288 طالباً وطالبة من أصل 2446 طلب التحاق قُدمت من  الدول العربية وبعض الدول الأجنبية.

ويتابع المقبولون دراسة الماجستير في السنة الجامعية المقبلة 2019-2020، ويتوزعون على 17 برنامجاً يقدمها المعهد، إذ قُبل 216 طالباً وطالبة في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، و72 في كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية، وتنطلق الدراسة في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.

المساهمون