صالات الروليت في بغداد... برعاية المليشيات

صالات الروليت في بغداد... برعاية المليشيات

21 مايو 2019
لعبة الروليت وسيلة معتمدة لغسيل الأموال (فيليب لوبيز/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد فنادق ونوادي العاصمة العراقية بغداد، للعام الثاني على التوالي، انتشاراً لافتاً لصالات الروليت وألعاب الرهان المختلفة. ورغم مخالفة كثير منها للقانون، وتسببها الدائم بمشاكل أمنية، إلا أنها مستمرة في العمل، وسط تأكيدات مسؤولين بالشرطة في بغداد بأنها محمية من مليشيات وشخصيات سياسية في البلاد، لها منها نصيب وتعتبر رافداً مالياً جديداً لها.

ووفقاً لمسؤول عراقي في وزارة الداخلية فإن ما لا يقل عن 30 صالة للقمار، أو ما باتت تعرف اليوم باسم صالات الروليت، ثلاث منها فقط منحت إجازة من قبل هيئة السياحة، أما الصالات المتبقية فهي غير قانونية.

وأضاف "إن جميع تلك الصالات تحظى بدعم وحماية من مليشيات مسلحة وشخصيات سياسية أو مدعومين من سياسيين ولهم حصة أو نسبة محددة من أرباحها"، لافتاً إلى أن تلك الصالات باتت مكاناً لغسيل الأموال أيضاً.

وأوضح في حديث لـ "العربي الجديد" أن "الخطورة تكمن في وجهة مبالغ مالية كبيرة يتم الحصول عليها عن طريق صالات الروليت". وأشار إلى وجود مليشيات وعصابات تشرف على صالات الروليت، وأن أشخاصاً متنفذين ينتمون إلى فصائل مسلحة يعتمدون على هذه الصالات كأحد مصادر التمويل لهم.

وبيّن  المسؤول في "الداخلية" أن ملايين الدولارات شهرياً يتم تداولها داخل وخارج العراق من خلال صالات الروليت، والسلطات العراقية لم تتدخل على الرغم من تلقيها بلاغات متكررة بهذا الشأن.

   

ولفت إلى أن "بعض فنادق بغداد الكبرى تحتوي على قاعات خاصة بكبار الشخصيات VIP تشهد اجتماعات مهمة لمسؤولين وقادة فصائل مسلحة، منها ما يتعلق بالنقاش الخاص بالمناصب والمواقع المهمة في الدولة العراقية".

وحذّر القيادي في تحالف "سائرون" جاسم الحلفي من خطورة الروليت التي تمارس من قبل عصابات تتداول من خلالها ملايين الدولارات شهرياً، مؤكداً خلال مقابلة متلفزة أنها تحولت إلى لعبة للفاسدين الذين يحصلون على الأموال من الخطف والسلب وفرض الإتاوات.



وبيّن الحلفي أن مثل هذه الأعمال تكون على حساب أمن البلاد واستقرارها، مشيراً إلى أن عصابات الروليت محمية من مليشيات، ولها ارتباطات خارجية، وكذلك إلى أن لعبة الروليت لا تنتشر كثيراً حتى في العالم المتحضر مع مراقبة من يمارسها، ووجهة الأموال التي يتم تداولها فيها.

وسبق لرئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي السابق، حاكم الزاملي، أن أكّد وجود 10 صالات للعبة الروليت في فنادق بغداد، تستخدم كوسيلة لغسيل الأموال وتهريبها إلى الخارج.

وأشار إلى أن لجنة خاصة رفعت تقريراً إلى الحكومة العراقية يدعو إلى إغلاق هذه الصالات، إلا أن الحكومة لم تتجاوب، مبيناً أن لعبة الروليت تمثل عمليات غسيل الأموال من قبل الفاسدين والسارقين الذين يحوّلون أموالهم المسروقة.

ونبّه إلى وجود شخص يدعى "الحجي" يشرف على صالات الروليت في فنادق بغداد، واصفاً إياه بـ"الكذاب"، وبأنه يمتلك نوادي ليلية، ويتعاطى المخدرات ويشرب الخمر، ولافتاً إلى أنه دفع مليوني دولار لكل فندق مقابل السماح بفتح هذه الصالات.

وبيّن الزاملي أن صالات الروليت تُدار في أهم فنادق بغداد مثل المنصور ميليا، وبغداد، والمريديان، والشيراتون وغيرها، مشيراً إلى وجود خبراء عرب وأجانب في هذه الفنادق يشرفون على لعبة الروليت.