الطنطورة تحتضن مسيرة "الشهداء الخامسة" في ذكرى المذبحة

الطنطورة تحتضن مسيرة "الشهداء الخامسة" في ذكرى المذبحة

الطنطورة

ناهد درباس

ناهد درباس
18 مايو 2019
+ الخط -
شارك المئات في "مسيرة الشهداء الخامسة" في قرية الطنطورة المهجرة، في الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، والتأم شمل الفلسطينيين على أرض الطنطورة من مناطق الضفة والقدس والجليل والداخل، ومهجري القرية تحت الراية الفلسطينية.

وانطلقت "المسيرة الخامسة" المنظمة من طرف جمعية فلسطينيات، مساء أمس الجمعة، بعرض لفرقة كشاف الشعلة المقدسية من القدس، من أمام مقبرة الشهداء الجماعية التي قام الاحتلال الإسرائيلي بمحوها وتحويلها إلى مركن سيارات. وكانت "جمعية فلسطينيات" باشرت في 20 مايو/ أيار عام 2015، بإحياء ذكرى شهداء الطنطورة لأول مرة، من خلال مسيرة وطقس وطني سياسي، ومنذ ذلك الوقت تقوم الجمعية سنوياً، بتنظيم النشاط بموعده.

وعاد صوت الأذان ليتردّد من جديد في أرجاء قرية الطنطورة المنكوبة، بعد أن أسكتت آلة الحرب الإسرائيلية صوت الحياة فيها، واقترفت واحدة من أبشع مجازرها إبّان النكبة، أتبعتها بتهجير أهاليها، ثم محو شواهدها الفلسطينية.

وقال مدير جمعية فلسطينيات جهاد أبو ريا: "كانت مجزرة الطنطورة منسية، لكن اليوم نستطيع أن نقول بكل ثقة إن أهل القرية ثبتوا وصمدوا وأعادوا إحياء الذكرى، التي أعدم فيها الصهاينة 230 من شباب الطنطورة بعد انتهاء المعركة". وأضاف: "أستغل هذه المناسبة لأقول إنه في الداخل الفلسطيني، هناك العشرات من المجازر التي ما زالت منسية، ومنها مجزرة الدوايمة التي تم طحن جماجم الأطفال بالعصي فيها، ومجزرة طيرة حيفا، التي حرق فيها الناس أحياءً، ثم مجزرة عين غزال ومجزرة صفد وهنين ومجزرة نصر الدين ومجزرة اللد عكا وحيفا، وهذه أمانة في أعناقنا أن نذكر بها، وببشاعة المحتل وصمود الشعب الفلسطيني".

وأضاف أبو ريا: "حان الوقت لكي نعمل على ألا تنسى هذه المجازر، وأن نحيي ذكرى الشهداء. ومن الطنطورة نقول إننا ما زلنا على العهد، وهذه القرية هي بلدتنا والأرض أرضنا، ولا سلام إلا بعودة الأرض إلى أصحابها".

من جهته، قال رئيس لجنة مناهضة الجدار من القدس جمال جمعة، إن "المجزرة التي أرادوا لها أن تكون نسياً منسياً اليوم، تجمع الشعب الفلسطيني على رسالة واحدة هي أن العودة قادمة وأنها حق لا ينسى". وتابع: "تجتمع اليوم مختلف الأجيال تحت ظل العلم الفلسطيني في هذه المنطقة، لتبلغ رسالتها لترامب ونتنياهو أن القضية الفلسطينية أكبر منهم، وستبقى حية بسواعد أبنائها وبجهودهم وستبقى دائماً حية في ضميرنا وضمير كل أحرار العالم".

أما محمد أيوب المهجر من قرية الطنطورة، فقال: "هنا اغتالوها وهدموها بدم بارد، لكنهم فشلوا في محوها من الذاكرة التاريخية والإنسانية والفلسطينية. وكأنني بكل طنطوري يقول عشنا قبلها لعقود وها هي اليوم تعيش في قلوبنا إلى الأبد، عشنا قبلها فتجذرت في قلوبنا وسنبقى على العهد نتذكر وننقل شعلة الذاكرة إلى الأجيال القادمة، وسنقول للعالم كما قال أبي الشاعر وائل أيوب ابن الطنطورة: تراب بلادنا إحنا جنوده من شرايينا منروي وروده".

أما العائد المهجر محمد طرزان، فقال: "ولدت في سورية، وهجر والداي من القرية، أسكن اليوم صوفيا في بلغاريا، وبفضل جواز السفر البلغاري أتيحت لي الفرصة أن آتي إلى هنا وهذا كان حلماً بالنسبة لي، شاركت في ثلاث مسيرات، وأعتبر زيارتي واجباً وطنياً يجب على كل فلسطيني أن يقوم به".

ورفع الأذان للمرة الثانية عند المغرب، بعد رفعه في مسيرة العام الماضي في سماء قرية الطنطورة لإفطار شهر رمضان، وتلته وجبة إفطار رمضانية وأمسية فنية ملتزمة.

وتقع قرية الطنطورة جنوبي مدينة حيفا، حيث اقترفت العصابات الصهيونية إحدى أفظع مجازرها بتاريخ 22 و23 مايو/ أيار 1948، وقتلت بدم بارد أكثر من 200 شخص، قبل أن يقيم الاحتلال على أنقاض القرية المنكوبة مستعمرة "نحشوليم" ومنتجعاً سياحياً.

وتختلف مجزرة الطنطورة عن بقية المجازر في فلسطين، إذ إنها ارتكبت بيد قوات جيش الاحتلال بعد أسبوع من إعلان "قيام دولة إسرائيل"، واختار الجيش هذه القرية خصيصاً بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، الذي اتهموا أهل القرية بأنهم حوّلوه إلى مرفأ لتوريد السلاح. وعلى منصة قرب الشاطئ، نشرت جميع أسماء الشهداء في الطنطورة، وأسماء شهداء غزة في مسيرات العودة.

ذات صلة

الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
الصورة
الأسير الشهيد ثائر أبو عصب (فيسبوك)

سياسة

بعد تعتيم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القضية لأكثر من شهر، كُشف اليوم الخميس عن بعض ملابسات استشهاد أسير فلسطيني في سجن "كتسيعوت".
الصورة
الفلسطينيان الشهيدان عمر دراغمة وعرفات حمدان (فيسبوك)

مجتمع

لم يمض سوى يومين على اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب عرفات ياسر حمدان (25 عاماً) من قرية بيت سيرا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، حتى أعلنت قوات الاحتلال عن استشهاده مساء أمس الثلاثاء، ليلتحق بالشهيد عمر دراغمة (58 عامًا) من مدينة طوباس.
الصورة
مشافي غزة 1

تحقيقات

يرفض الطبيب صهيب الهمص رئيس مجلس إدارة المستشفى الكويتي التخصصي الخيري وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بإصرار الاستجابة لأوامر الاحتلال الإسرائيلي المتكررة بإخلاء المشفى تمهيدا لقصفه، إذ تلقى أحدثها مساء السادس عشر من أكتوبر عبر اتصال من ضباط "الشاباك"