تونس: 56 حالة اختناق بمحافظة سيدي بوزيد

تونس: 56 حالة اختناق بمحافظة سيدي بوزيد

12 مايو 2019
10 حالات لا تزال تتلقى العلاج بمستشفى الجهة (فيسبوك)
+ الخط -
أصيب قبيل موعد الإفطار أمس السبت، أكثر من 50 شخصاً من أهالي محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد، باختناق شديد وبضيق في التنفس بعد هطول مفاجئ لكميات كبيرة من الأمطار، نقلوا إثرها إلى مستشفى الجهة لتلقي الإسعافات والعلاج.

وأكد المدير الجهوي للصحة بمحافظة سيدي بوزيد، محمد الزاهر الأحمدي، في تصريح صحافي أن "قسم الاستعجال بالمستشفى الجهوي بمحافظة سيدي بوزيد استقبل 56 شخصاً أصيبوا بحالة اختناق وبصعوبة في التنفس بعد نزول كميات من الأمطار".

وأضاف أن "صعوبة التنفس وحالات الاختناق مصدرها أزهار الزيتون بحسب المعطيات الأولية"، مشيرا إلى أن غالبية الحالات غادرت المستشفى بعد تلقيها الإسعافات اللازمة في حين تم الاحتفاظ بعشر حالات لمتابعة علاجهم.

وشدّد الأحمدي على أن الفريق الطبي وشبه الطبي بسيدي بوزيد على أهبة الاستعداد، وفي حالة استنفار للقيام بالتدخلات الطبية الضرورية.

ويتكرر سيناريو تعكر صحة الأهالي وإصابتهم بالاختناق الجماعي وصعوبات التنفس خلال هذه الفترة من كل سنة، إذ سجل بين أواخر شهر أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار من العام 2018 إصابة أكثر من 65 شخصا، في حين بلغ عدد المصابين خلال الفترة ذاتها من العام 2017 أكثر من 70 شخصاً بحسب التقارير الطبية في سيدي بوزيد.

ويبدو أن الأهالي الذي يتعرضون للاختناق مصابون بحساسية مزمنة مردها زعر الزيتون، إضافة إلى الرطوبة الناتجة عن تساقط الأمطار، والأدوية الفلاحية ومنها المبيدات الحشرية التي تستخدم بكميات كبيرة لمداواة أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، والتي تعلق على حبوب اللقاح المنتقلة في الهواء.

وقال الدكتور حسن العبادي المختص في الأمراض الصدرية والتنفسية لـ"العربي الجديد": "إن أزهار الزيتون من أكثر الأسباب المثيرة لحساسية الجهاز التنفسي الموسمية، ويبدو أن عددا كبيرا من أهالي سيدي بوزيد مصابون بما يعرف بـ"حساسية الزيتون" وهي من أكثر أنواع الحساسية شيوعا في العالم، وبالخصوص لدى الفلاحين وفي الأوساط الريفية ولدى الأشخاص الذين يزرعون الزيتون في حدائق منازلهم".

ولفت العبادي إلى أن الأسباب الرئيسية للحساسية هي طلع الزيتون أو ما يعرف بحبوب اللقاح خلال موسم الربيع. ويصاب مرضى حساسية الزيتون بخلل مناعي في الجهاز التنفسي لاعتبار أن طلع الزيتون مادة ضارة تتسبب في حدوث تفاعلات تحسسية تصل إلى الاختناق وعدم القدرة على التنفس.

وبيّن العبادي أنه حين يتعرض الإنسان لغبار الطلع أو حبوب اللقاح فإنها تلامس العيون مباشرة قبل استنشاقها عبر الأنف، فتدخل مباشرة إلى الجسم ويتصدى لها جهاز المناعة بإنتاج الأجسام المضادة التي تبدأ بالتفاعل مع الأجسام الغريبة لصدها ومنعها من التأثير على الجسم. إلا أن المصابين بالحساسية من ضعيفي الجهاز المناعي أو المصابين بخلل في المناعة يصابون بأعراض الاختناق لعدم قدرة أجسامهم على الدفاع والمقاومة.

دلالات

المساهمون