فرنسيون يدعمون مطعم "أبواب دمشق" في مارسيليا

فرنسيون يدعمون مطعم "أبواب دمشق" في مارسيليا

11 مايو 2019
مطعم "أبواب دمشق" في مارسيليا (ماكلن جيدين)
+ الخط -
فتح السوري سميح الدرقاوي مطعمه "أبواب دمشق" في مدينة مارسيليا الفرنسية قبل 30 سنة، ومنحه طابعاً شرقياً بديكوراته وأطباق الطعام التي يقدمها، وتمكن من توسعته واستقطاب مزيد من الزبائن، قبل أن يتعرض لانتكاسة غير متوقعة حين انهارت عدة مبان قديمة في الحي خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

عقب انهيار المباني تم إخلاء نحو 200 مبنى من شاغليها، منها مطعم "أبواب دمشق"، ما أدى إلى تعرض الدرقاوي، وبقية أصحاب المتاجر في الحي لخسائر مادية كبيرة، قبل السماح لهم مجددا بافتتاح متاجرهم.

ورغم مرور شهور على سماح بلدية مارسيليا بعودة النشاط، إلا أن حركة المرور والنشاط التجاري في الحي لم تعد إلى حالتها الطبيعية بعد، ولا يزال المطعم، مثل بقية المتاجر في المنطقة، يعاني من الركود.

قررت كاتبة السيناريو الفرنسية، كاترين غالوديه، دعم سميح الدرقاوي في الأزمة بطريقتها الخاصة، فقررت إقامة سهرة في المطعم تلعب فيها دور "شهرزاد"، أو حكواتي المقاهي، ودعوة أشخاص لم يسبق لهم أن ارتادوا المطعم، بهدف تعريف المزيد من الناس عليه، وإعادة الحياة إليه.

وقال الدرقاوي لـ"العربي الجديد": "منعتنا المحافظة من فتح المطعم لوقت طويل بعد انهيار عدة أبنية في الحي، وتسبب ذلك بخسائر مادية كبيرة. كان الأمر بمثابة كارثة للسكان وأصحاب المحلات، وعندما سمح لنا بالعودة كان الوضع سيئاً جداً، وأبدى الناس تعاوناً في ما بينهم، حيث كان بعضهم يضعون حاجياتهم لدى جيرانهم، أو حتى النوم عندهم، وكان الأمر مربكا للجميع في المنطقة".

كاترين غالوديه تروي الحكايات بمطعم أبواب دمشق (ماكلن جيدين) 


وتابع أن "كاترين أبدت محبتها لسورية والشعب السوري والطعام السوري، وأرادت استثمار علاقاتها وصداقاتها كشخصية معروفة، وكانت لفتة رائعة منها أن تبادر إلى إقامة هذه السهرة، وتدعو معارفها إلى المطعم".

تسكن كاترين غالوديه قريبا من المطعم الذي تعرفه منذ وقت طويل، وقالت لـ"العربي الجديد": "أحب المطعم كثيراً، وأحب مطبخ سميح، وطالما كنت معجبة بعزيمته. لقد عانى كل الحي بعد انهيار المباني في شارع أوبانيو، وتسبب ذلك بمشاكل لجميع التجار لأن حركة المرور توقفت".

مدخل مطعم أبواب دمشق في مارسيليا (ماكلن جيدين) 


وأضافت أنها جاءت ذات يوم إلى المطعم، وعرفت أن العمل لا يسير على ما يرام، وأنه يعاني منذ إغلاق الحي، وبما أن مهنتها قائمة على سرد القصص ككاتبة سيناريو للأفلام السينمائية، عرضت عليه أن تلعب دور شهرزاد، وتقوم بسرد القصص في سهرة بمطعمه، وأن تدعو أصدقاءها من أجل تنشيط الحركة في المطعم.

قامت كاترين الأسبوع الماضي، برواية قصة أحد أفلامها للحضور، وبعدها تناولوا وجبة العشاء، ثم عادت لتروي لهم قصة أخرى بعد الطعام، وقالت: "كان المطعم ممتلئا، وكان الحاضرون سعداء لاكتشافهم هذا المطعم الذي لم يكونوا يعرفونه، وأعجبهم الطعام، وكنت سعيدة للقيام بدور الراوية لأول مرة في حياتي. الهدف أن نتشارك في دعم المطعم، وتعريف الآخرين به، وحثهم على ارتياده".

وتسبب انهيار المباني في مارسيليا في 5 نوفمبر 2018، بمقتل ثمانية أشخاص، وقامت المحافظة بهدم المزيد من المباني كإجراء احترازي، مما جعل 1500 شخص يفقدون مساكنهم.

ديكورات شرقية بمطعم أبواب دمشق في مارسيليا (ماكلن جيدين) 

المساهمون