الأمم المتحدة: نقص في تمويل مواجهة إعصار "كينيث" بموزمبيق

الأمم المتحدة: نقص شديد بتمويل المساعدات لمواجهة إعصار "كينيث" في موزمبيق

27 ابريل 2019
الإعصار يضرب بقوة (إبراهيم يوسف/فرانس برس)
+ الخط -


حذرت وكالات الأمم المتحدة من الأمطار الغزيرة والفيضانات وانزلاقات التربة المهددة للحياة التي يحملها الإعصار القوي "كينيث"، الذي يضرب مساحات شاسعة من شمال موزمبيق، قبل أن تتعافى البلاد من إعصار "إيداي" السابق. ونبهت إلى أن الاستجابة للمساعدات تعاني من نقص في التمويل.

وأوضح بيان مشترك نشر أمس الجمعة على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، أن الإعصار الاستوائي الجديد الملقب بـ"كينيث" اجتاح مناطق واسعة شمال موزمبيق منذ مساء الخميس، متسببا بأمطار غزيرة ورياح تجاوزت سرعتها 225 كيلومترا في الساعة. وأوضح أن الإعصار الجديد ضرب جزر القمر قبل وصوله إلى شمال موزمبيق، مودياً هناك بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل.

ونقل عن المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلير نوليس، قولها إن "كينيث" وصل إلى شمال موزمبيق والحدود مع تنزانيا، مشيرة إلى أن هذه "المنطقة لم تشهد أي عاصفة منذ عصر الأقمار الصناعية" حسب تعبيرها.

وعلى عكس إعصار "إيداي" الذي غمر مساحات شاسعة جنوب موزمبيق قبل ستة أسابيع وأودى بحياة المئات، ضربت العاصفة الأخيرة منطقة ريفية بشكل أساسي. وحذرت منظمة الأرصاد العالمية من ارتفاع حجم العاصفة المهددة للحياة إلى مستوى يفوق مستويات إعصار "إيداي".

كذلك أبلغ برنامج الأغذية العالمي عن توقعات بوصول مستويات الأمطار في ميناء مدينة بيرا إلى 600 ملم في الأيام العشرة القادمة، أي ضعف ما هطل من أمطار بعد ضربة "إيداي".

وحذر متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، من أن "إعصار كينيث قد يتطلب عملية إنسانية جديدة كبرى، في نفس الوقت الذي تجري فيه عملية الاستجابة لإعصار إيداي." ونقل للصحافيين في جنيف عن بيان منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، أن "استجابة المساعدات تعاني من نقص شديد في التمويل".

وعلى الرغم من أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية خفضت من "إدراج الإعصار الجديد إلى المستوى الاستوائي" إلا أن حوالي 700 ألف شخص ما زالوا في خطر، حسبما أوردت الوكالة الوطنية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث في موزمبيق. وتعمل الأمم المتحدة مع الحكومة وغيرها من المنظمات الإنسانية على خطة استجابة فورية لشمال البلاد في مقاطعة كابو ديلجادو التي وصل إليها الإعصار.

وحسب برنامج الأغذية العالمي تم تخصيص المباني العامة مثل المدارس لإيواء ضحايا الفيضانات من مناطق مختلقة في شمال البلاد. وأعلن المتحدث باسم البرنامج توفير أكثر من 500 طن متري من الأغذية في مقاطعة بيمبا لدعم المتضررين، بالإضافة إلى ألف طن آخر في مستودع برنامج الأغذية العالمي، في مقاطعة ناكالا المجاورة.


ضحايا ودمار

وحذرت منظمات إغاثة من احتمال حدوث فيضانات وانهيارات طينية في الأيام المقبلة. في حين تضاربت الأنباء المتعلقة بعدد ضحايا الإعصار حتى الآن. وذكرت وسائل إعلام أن أربع وفيات سقطت على الأقل. في حين أعلنت سلطات مواجهة الكوارث في موزمبيق أن شخصا واحدا قتل في مدينة بيمبا وآخر في منطقة ماكوميا التي تضررت بشدة، في حين قال سكان جزيرة إيبو إن شخصين لقيا حتفهما هناك.


ودمر "كينيث" عدداً كبيراً من المنازل في أجزاء من إقليم كابو ديلغادو في أقصى شمال البلاد، مع انقطاع الكهرباء وانهيار جسر رئيسي واحد على الأقل. ووصل الإعصار إلى موزامبيق مساء الخميس الماضي، بعد ستة أسابيع فقط من الإعصار إيداي الذي ضرب وسط موزمبيق وأسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص. وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ المسجل الذي يضرب فيه هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا إعصاران في موسم واحد، ما يثير المخاوف مرة أخرى بشأن تغير المناخ.

وأبلغ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن حدوث أضرار جسيمة في محافظة كابو ديلغادو في أقصى شمال موزمبيق، بينما تعيش مجتمعات ماكوميا وكويسنغا وموسيمبوا دا برايا في حالة قلق كبير.

المساهمون