39 أجنبياً من 10 دول قتلوا في تفجيرات سريلانكا

39 أجنبياً من 10 دول قتلوا في تفجيرات سريلانكا

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
23 ابريل 2019
+ الخط -



تفاصيل قاتمة بدأت تظهر تباعاً عن عائلات قتل أفرادها في تفجيرات سريلانكا، بعضهم كان في إجازة، ومنهم من كان في رحلات عمل، لكن الموت كان لهم بالمرصاد.

39 شخصاً أجنبياً من بين 321 قتيلا راحوا ضحايا سلسلة التفجيرات التي استهدفت فنادق وكنائس كانت مليئة بالمصلين، بينهم ثمانية بريطانيين، وأشخاص من عشر دول أخرى، منها الدنمارك والبرتغال وتركيا وأستراليا والهند وبنغلاديش واليابان والولايات المتحدة. كذلك جرح آخرون من دول أجنبية، إذ بلغ إجمالي عدد الجرحى 500 جريح.

وأعلن وزير الدولة للدفاع لمنطقة جامباها السريلانكية، روان ويجوارديني، أن عدد القتلى ارتفع إلى 321 شخصًا، بينهم 39 أجنبيًا، في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء.

وتبقى أعداد القتلى غير نهائية لأن إصابات أعداد من الجرحى خطيرة. ونقلت وسائل الإعلام أنباءً عن المستشفى الوطني في كولومبو بأن طاقمه الطبي استلم شاحنة محمّلة بأجزاء من جثث تم انتشالها من مواقع الانفجارات، وظلت محتجزة إلى حين الانتهاء من التحقيق بشأنها، والعمل على تحديد هويات القتلى. 


45 طفلاً على الأقل
وذكرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن 45 طفلاً على الأقل كانوا من بين قتلى الهجمات الانتحارية والتفجيرات في سريلانكا.

وقال المتحدث باسم "يونيسف" كريستوف بوليايرك، للصحافيين في جنيف: "العدد الإجمالي الآن 45 طفلاً ماتوا"، مشددًا على أن آخرين "جرحوا ويقاتلون حاليًا من أجل حياتهم"، ما يعني أن عدد القتلى القاصرين في هجمات الأحد قد يرتفع.

8 ضحايا من بريطانيا

أعلن المفوض السامي لسريلانكا لدى المملكة المتحدة، في بيان صحافي، أمس الاثنين، أن ثمانية مواطنين بريطانيين معروفون حتى الآن قتلوا في التفجيرات. ويعتقد أن نحو 8000 بريطاني موجودون في الجزيرة، بحسب صحيفة "ذا تايمز".

وفقد الأب البريطاني ماثيو لينسي (63 عاماً)، في أحد التفجيرات التي استهدفت فندق شانغريلا في كولومبو، ابنه دانييل (19 عاماً)، وابنته إيميلي (15 عاماً)، وكانا يتناولان طعام الفطور مع والدهما لحظة وقوع الهجوم الانتحاري.

وصرح الأب لوسائل الإعلام في لندن عن القرار اليائس الذي واجهه حين أصيب ولداه وكان عليه اختيار أحدهما لإنقاذه. وأوضح أنه سارع بالعودة إلى منزل العائلة في وسط لندن، أمس الاثنين، ليكون مع زوجته البريطانية أنجلينا (51 عامًا)، وابنيه الآخرين وأعمارهما 12 و21 عامًا، الذين لم يكونوا في عطلة.

ولفت إلى أنه نجا ودانييل وإيميلي من الانفجار الأول الذي استهدف الفندق، لكنهم وقعوا ضحية التفجير الثاني. وقال إنه كان يعتقد أن إيميلي أصيبت بجروح أقل خطورة من دانييل، لذلك اختار أن يحمل ابنه إلى الطابق السفلي تاركًا ابنته مع ناجين آخرين. وكان كلاهما فاقداً للوعي. وأشار إلى أنه حاول إيقاظ ابنه قبل نقله إلى المستشفى، لكن محاولات تدليك قلبه لإنقاذ حياته لم تفلح. ليكتشف لاحقًا أن ابنته ماتت أيضًا.

تشييع جماعي في كولومبو (كارل كورت/Getty) 

وأوضح لصحيفة "ذا تايمز": "لا يمكن وصف سوء الوضع الذي مررنا به. كان الناس يصرخون. كنت مع أطفالي، ولم أستطع تحديد ما إذا كانوا على ما يرام، كان الظلام يخيم. كنت قلقاً من وجود انفجار آخر، هربنا إلى الخارج، ووقع الانفجار الثاني".

وتابع "ذهبنا إلى مكان وجود المصاعد ولم أستطع تحريك ولديّ، وكان كلاهما فاقداً للوعي. بدت حالة ابني أسوأ من ابنتي. حاولت إحياءه. قالت لي سيدة إنها ستبقى مع ابنتي. حملت ابني نحو الطابق السفلي إلى سيارة إسعاف، ونقلناه إلى المستشفى. واعتقدت أن ابنتي في حال أفضل، لكن للأسف مات كلاهما".

 


وفقد المحامي البريطاني بن نيكولسون (43 عامًا)، عائلته في تفجير فندق شانغريلا، حيث خسر زوجته أنيتا (42 عامًا)، وابنه أليكس (14 عاماً)، وابنته أنابيل (11 عاماً)، الذين قتلوا في الهجوم الانتحاري، أثناء تناولهم وجبة الإفطار صباح الأحد الماضي. وكان الأب معهم لكنه الوحيد الذي نجا من الموت.

وكانت الأسرة التي تقيم في سنغافورة تقضي عطلة في سريلانكا. ووصف نيكولسون عائلته بأنها "مدهشة"، وبأن ولديه كانا موهوبين ويتمتعان بالذكاء. وقال: "من حسن الحظ أنهم ماتوا على الفور من دون معاناة".

بن نيكولسون الأب فقد زوجته وطفليه (فيسبوك) 

وقُتل البريطاني المتقاعد بيل هاروب، وزوجته سالي برادلي، وهي طبيبة، وهما من مانشستر. وكان هاروب رجل إطفاء وتقاعد عام 2012. وانتقل الزوجان إلى أستراليا وكان هدفهما دائمًا هو تجربة الحياة على أكمل وجه. وقالت أسرة برادلي في بيان صحافي: "الروح المعنوية رافقتهما في سفرهما في جميع أنحاء العالم، والابتسامة على وجهيهما".


الدنمارك

وكان من بين قتلى التفجيرات في كولومبو ثلاثة من أبناء الملياردير الدنماركي أندرس هولش بوفلسن، البالغ من العمر 46 عامًا، ولديه أربعة أبناء.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، في عددها الصادر أمس الاثنين، أن بياناً صدر عن شركة Bestseller للملابس التي يملكها بوفلسن، أكد مقتل ثلاثة من أطفال بوفلسن الأربعة، من دون تحديد أي منهم. ولفتت الصحيفة إلى عدم معرفة أعمار الأبناء الأربعة لكنها ذكرت أن أسماءهم معروفة على نطاق واسع بحكم شهرة الوالد، وهم: ألما، وأغنيس، وأستريد وألفريد.

ويعتبر بوفلسن أغنى رجل في الدنمارك، ويملك حصة كبيرة في شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت "أسوس" فضلاً عن منطقة شاسعة في المرتفعات الاسكتلندية.



البرتغال وبنغلاديش

وقتل روي لوكاس (31 عامًا)، من البرتغال، الذي تزوج الأسبوع الماضي وكان يقضي شهر العسل مع زوجته سيلفيا راموس، التي نجت من الهجوم.

وتوفي حفيد ابن عم رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، البالغ من العمر ثماني سنوات، في أحد التفجيرات، حسبما ذكرت وسائل الإعلام في البلاد. وكان الطفل زيان شودري يتناول وجبة الإفطار مع والده في فندق في كولومبو عندما فجر مهاجم انتحاري نفسه.

ذات صلة

الصورة
نازحان في غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول النازح الفلسطيني أبو أحمد أبو القمبز من حي الشجاعية شرق مدينة غزة التخفيف من آلام صديقه الجديد أبو مصطفى سالم، الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية.
الصورة
امرأة فلسطينية وطفل فلسطيني وسط الحرب على قطاع غزة (بلال خالد/ فرانس برس)

مجتمع

أفادت الأمم المتحدة بأنّ إسرائيل تقتل سبع نساء فلسطينيات في قطاع غزة كلّ ساعتَين، واثنتَين من الأمهات كلّ ساعة. أضافت أنّ 67 في المائة من بين أكثر من 14 ألف شخص قُتلوا حتى الآن هم من النساء والأطفال.
الصورة
تأمين أرغفة قليلة من الخبز يستغرق ساعات (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)

مجتمع

إضافة إلى المعاناة الناتجة عن الحرب واستمرار القصف، يقضي الغزيون ساعات يومية في محاولة لتأمين الخبز والمياه لعائلاتهم النازحة، وسط صعوبة في التواصل مع بعضهم البعض والهرب من قصف قد يستهدفهم في أية لحظة
الصورة

مجتمع

بين ركام عمارات سكنية دمّرتها غارات إسرائيلية في غرب مدينة غزة، تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة إسمنتية كبيرة أمام ثلاثة مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة. ويصرخ شاب باكياً "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله".