حواجز حديدية على جسور بغداد للحدّ من انتحار العراقيين

حواجز حديدية على جسور بغداد للحدّ من انتحار العراقيين

22 ابريل 2019
هل يمنع السياج الانتحار حقاً؟ (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
مع استمرار تسجيل المدن العراقية ارتفاعاً كبيراً ومتسارعاً في معدلات الانتحار، لا سيما في بغداد وديالى وبابل وذي قار، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية وثيقة صادرة عن مجلس العاصمة العراقية بغداد، تتضمن قراراً بوضع حواجز حديدية على جسور بغداد الممتدة بين جانبي الكرخ والرصافة.

وبحسب الوثيقة الصادرة عن المجلس المذكور، فإن عدد عمليات الانتحار بين الشباب باتت "مفزعة"، وأشار المجلس إلى أنه "سيسعى إلى توثيق هذه الأرقام والتثبت منها من خلال مخاطبة الجهات الحكومية ذات العلاقة".

وأضاف أن إنشاء سياج أمني محكم لجميع الجسور في محافظة بغداد بارتفاع مترين لمنع محاولات الانتحار فكرة جيدة تحد من ذلك، وستكون مجدية إذا نفذت بتصميم بسيط وبكلفة قليلة.

عضو اللجنة الأمنية في المجلس، سعد المطلبي، قال: "هذا القرار غريب، فأمور كهذه لا تعالج بهذه الطريقة، وخصوصا أنّ الانتحار لا يكون فقط عبر القفز من الجسور". وتابع "سيكون لنا اجتماع مع رئيس مجلس المحافظة لمعرفة الجهة التي اقترحت هذا الاقتراح، وتفاصيل القرار".

وأثار القرار لغطاً واسعاً في الشارع العراقي، كما قوبل بالسخرية والانتقاد والدعوات للبحث في أسباب تصاعد ظاهرة الانتحار في البلاد.



وقال أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة صلاح الدين، برهان العلواني، إن "الحكومة ما زالت بعيدة وستبقى لأنها لا تريد الاعتراف بأن الجوع والفقر والمخدرات والبطالة والأمية والتفكك الأسري وفشلها طول 16 عاماً في توفير بلد آمن ومريح هو سبب الحالة التي وصلنا إليها اليوم".

وأضاف "هناك عدة ظواهر اجتماعية وليس الانتحار فقط، لدينا ظاهرة الإلحاد، وظاهرة الهروب من المنازل، وظاهرة تعاطي المخدرات، وكلها بسبب سوء إدارة البلاد بالفترة الماضية، والفساد الذي تصدرت به أحزاب دينية في العراق"، معتبرا أن "معالجات الأسيجة خطوة مضحكة من جانب ومبكية من جانب آخر، فهل سيمنعون السكاكين أو الحبال أيضا؟".

وبيّن لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدم وجود كفاءات في مواقع المسؤولية تبحث الحلول الناجعة لوضع حد لظاهرة الانتحار المتصاعدة، تعد أمراً مبكياً على حال البلاد، والتي وصلت إلى مرحلة يتسنم فيها قيادة دفة البلد من لا يعرفون إدارة أبسط الأمور".

وأكد أنّ "الجانب المضحك في ذلك، هو سذاجة التفكير ببناء تلك الأسيجة وعدم الوقوف على علة الانتحار"، مشيرا إلى أنّ "قضية الانتحار تحتاج إلى دراسة ووقوف على أسبابها ودوافعها الرئيسة، حيث إنّ الحكومة وقراراتها وغياب إيجاد حلول للشباب العاطلين من العمل هي من أبرز أسباب تلك الظاهرة المتفشية بالمجتمع". وسخر عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي من هذه الخطوة، التي عدوها مثيرة للاستغراب.


   

المدوّن العراقي عامر الكبيسي، قال: "أمانة بغداد تريد إنشاء سياج أمني بطول مترين على جسور المدينة بسبب ازدياد حالات الانتحار". وتساءل: "هذا حجي بالله؟ بمكان ما تفتحون مراكز علاج نفسي، وحملات للتوعية، تكملوها بهذي الشغلات؟ ليش هو الانتحار بس من فوق الجسر؟".

عضو الحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي، قال في تغريدة على حسابه على "تويتر": "بعد تفكير طويل اقترح المسؤولون وضع سياج عال على جسور بغداد للحد من حالات الانتحار!غابت عن بالهم الأسباب الحقيقة التي تدفع شباب العراق إلى الانتحار، وفي مقدمتها الفساد والمحاصصة وسوء الإدارة والبطالة التي أنتجت اليأس والإحباط وفقدان الأمل".


كذلك قال مواطن آخر يدعى عصام زمي صالح: "لا يوجد داعي للسياج (...) إذا وفرتوا للمواطن ما يحتاجه في حياته اليومية فلا ينتحر".

دلالات