أطفال سورية... يبحثون عن اللعب بين الخردوات فتقتلهم قذيفة

أطفال من سورية... يبحثون عن اللعب بين الخردوات فيقتلهم لغم أو قذيفة

13 ابريل 2019
الأطفال هم ضحايا مخلفات الحرب (Getty)
+ الخط -
تُشكّل مخلفات الحرب والألغام معضلة للأهالي في مناطق سورية عدة، كون ضحاياها الأكبر من الأطفال الذين ليست لديهم دراية بها، خصوصًا مع انتشار ظاهرة البحث عن الخردوات التي من ضمنها بقايا القذائف وشظايا الصواريخ والألغام.

ويقول الناشط من مدينة الرقة، أحمد الشبلي، لـ"العربي الجديد": "قبل عام تقريباً، وبعد سيطرة قوات سورية الديموقراطية "قسد" على الرقة، كانت منظمات عديدة تعمل على نزع الألغام وإزالتها، لكن منذ مدة توقف العمل بهذا الموضوع تقريباً، وفي المقابل ما زالت الألغام ومخلفات الحرب تشكل خطراً وهاجساً على الأهالي في المنطقة".

وأضاف الشبلي: "خطر الألغام والقذائف غير المنفجرة كبير، وحتى الآن تجاوز عدد قتلاها في الرقة خمسة عشر شخصاً منذ مطلع العام الحالي".

من جهته، أكد أحد الضباط المنشقين والذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن خطر المقذوفات غير المنفجرة والقنابل العنقودية كبير، فهذه الأنواع من القذائف والقنابل تدوم لسنوات دون أن تتعطّل ومعظمها ينفجر عند التعرض للضغط، ومنها قذائف المدافع الرشاشة من عيار 32 ميليمتراً، وقذائف مدفعية الميدان التي سقطت في الأراضي الزراعية، وهي منتشرة بكثرة في مناطق إدلب وريف حماة الشمالي.

تفكيك القذائف يحتاج إلى جهود كبيرة (Getty)

وتابع الضابط، "بشكل عام، المدنيون لا يدركون حجم الخطر الناجم عن القذيفة، كما أن تفكيك القذائف والألغام بحاجة إلى جهود كبيرة ومختصين بهذا المجال".

وسبق أن أكد مدير الدفاع المدني في سورية، في تصريحات سابقة، أن مخلفات الحرب تدوم لعشرات السنين، وسيعاني منها السوريون لعقود مقبلة، وضررها لا يقتصر على البشر فقط إنما على البيئة لما تسببه من تلوث وانتشار للمواد الكيميائية الضارة.

خطر الألغام دائم قائم (Getty)



أما بالنسبة للمدنيين، فقد قال عمار عبد الكريم لـ"العربي الجديد": "منذ مدة ليست بالبعيدة كان هناك أطفال في بلدتنا بريف إدلب يلعبون بمقذوف غير متفجر، لينفجر في يد أحدهم، ما أدى إلى بتر أصابعه وتشويه يده، وبالتالي هؤلاء الأطفال بحاجة لرقابة وتوعية بألا يلعبوا بأي شيء وجدوه، وخاصة الأشياء المعدنية، ونحن نرجو أن تقوم المدارس بحملات توعية بهذا الخصوص وكذلك الأهل عليهم توعية أطفالهم".

وتوجّه المتحدث بالشكر إلى فرق الدفاع المدني التي تعمل على الدوام على إزالة الألغام ومخلفات الحرب، مؤكداً تفاعلها الكبير مع بلاغات الأهالي عن القنابل والقذائف غير المنفجرة، إذ تعمل على إزالتها على الفور.

مخاوف الأهالي من مخلفات الحرب (Getty)

وتشير إحصائيات محلية إلى أن عدد ضحايا مخلفات الحرب في سورية حتى العام الماضي تجاوز الألف طفل، إضافة لتسجيل أعداد كبيرة من الإصابات ومنها البتور في الأطراف السفلية على وجه الخصوص.

دلالات