استمرار نزوح الليبيين وأوضاع مأساوية بسبب حرب طرابلس

استمرار نزوح الليبيين وأوضاع إنسانية مأساوية بسبب حرب طرابلس

11 ابريل 2019
الاشتباكات متواصلة في محيط طرابلس (محمد تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تلقي المواجهات المسلحة جنوب العاصمة الليبية منذ إطلاق اللواء المتقاعد خليفة حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، بظلالها على الوضع الإنساني، وتؤثر مباشرة على المدنيين العالقين داخل مناطق الاشتباك، كما يتضرر منها جميع الليبيين اقتصاديا وأمنيا.

وأكدت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، ماريا ريبيرو، في بيان، تضاعف أعداد النازحين من جنوب طرابلس، لتصل إلى أكثر من 2800 شخص بسبب القتال.

وقال المتحدث باسم مركز الطب الميداني، مالك مرسيط، إنه "حتى الآن لا يمكن تأكيد أرقام النازحين، لكن التقديرات الأولية تشير إلى نحو 3000 نازح"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأمم المتحدة تستقي معلوماتها من جهات رسمية بناء على إحصاء النازحين في مراكز الإيواء الحكومية، لكن الكثيرين من النازحين يتوجهون إلى مناطق الجوار دون أن يعرف عددهم".

وأضاف مرسيط أن "أحياء كاملة في جنوب طرابلس أصبحت خالية من سكانها، والأوضاع الإنسانية غاية في الصعوبة. الحكومة أقامت عددا من المراكز الصحية الميدانية القريبة من مناطق الاشتباكات، فضلا عن تسيير دوريات متحركة لنقل المصابين وتقديم الإسعافات الأولية".

وتمكن جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق أمس الأربعاء، من إنقاذ 7 أسر كانت عالقة داخل مناطق الاشتباك، وقال مركز الطب الميداني، إن جهاز الإسعاف والهلال الأحمر تمكنا من إقناع طرفي القتال بوقف مؤقت للاشتباكات للوصول إلى الأسر التي ظلت عالقة ليومين داخل منطقة وادي الربيع.

وكشف الهلال الأحمر الليبي عن تمكنه من إنقاذ 8 أسر أخرى من حي عين زارة، ونقلها إلى أحد مراكز الإيواء التابعة للحكومة، ليصل عدد الأسر التي تم إنقاذها خلال اليومين الأخيرين إلى 30 أسرة من منطقة عين زارة وحدها.

وقال مختار الرجوبي، وهو أحد ضباط مديرية أمن قصر بن غشير، إن "المديرية سحبت كامل قواتها من المنطقة بعد أن أصبحت مسرحا للاشتباكات"، وتحدث عن وضع إنساني خطير بالمنطقة قائلا: "المعلومات تؤكد سقوط قذائف عشوائية على المنازل منذ اجتياج قوات حفتر للمنطقة، ما يعزز البلاغات التي وصلت بوجود كثير من الجثث تحت ركام أنقاض المنازل".

وأشار إلى أن "حدة الاشتباكات لا تمكن من الوصول إلى الأسر العالقة حتى الآن داخل قصر بن غشير، وهناك ما يفيد بوقوع اعتقالات نفذتها قوات حفتر بحق بعض المواطنين الذين يشارك أبناؤهم في القتال لصالح قوات حكومة الوفاق".
وأكد الرجوبي أن "قوات حفتر لم تستجب لمطالب البعثة الأممية بوقف إطلاق النار، وبدء هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين العالقين من الخروج من مناطق القتال، ما تسبب في صعوبة جهود إنقاذ الأسر العالقة التي لا يعرف مصيرها حتى الآن".

وواصلت الشركة العامة للكهرباء مناشدة طرفي القتال تجنب محطات التوليد والإمدادات الكهربائية، مؤكدة عدم تمكنها من إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في مناطق الاشتباك التي تعيش ظلاما دامسا منذ أربعة أيام، وخصوصا المناطق المحيطة بمطار طرابلس، وقصر بن غشير، وأجزاء من وادي الربيع.
وأعلنت حكومة الوفاق في طرابلس، أمس الأربعاء، عن تشكيل خلية أزمة لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة ملف النازحين في مناطق الاشتباكات المسلحة، وبينها زيادة عدد المراكز المخصصة لاستقبال النازحين وتوفير الخدمات الإنسانية العاجلة لهم.

المساهمون