نيويورك تأمر بتطعيم إجباري ضد الحصبة وتنتقد المعلومات المضللة

نيويورك تأمر بتطعيم إجباري ضد الحصبة وتنتقد المعلومات المضللة

10 ابريل 2019
حالة الطوارئ الصحية في نيويورك (رويترز)
+ الخط -


أعلنت بلدية نيويورك، حالة الطوارئ الصحية العامة في أجزاء من بلدة بروكلين في الولايات المتحدة الأميركية، يوم الثلاثاء، وذلك لمواجهة تفشي الحصبة. ويلزم ذلك السكان غير المحصنين ضد المرض في المناطق المصابة بالحصول على اللقاح وإلا واجهوا غرامات.

وقال رئيس بلدية نيويورك، دي بلاسيو، خلال مؤتمر صحافي، وفقا لما نقلت عنه وكالة "رويترز"، إن أكبر تفشٍّ للحصبة تتعرض له المدينة منذ عام 1991 اقتصر بصورة أساسية على السكان من اليهود في حي وليامزبورج في بروكلين، إذ سجلت 285 حالة مؤكدة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقارنة بحالتين فقط سجلتا عام 2017.

وقال دي بلاسيو: "هذه بؤرة تفشٍ للحصبة مقلق جدا جدا ويتحتم التعامل معه على الفور".
وانضم إليه مسؤولون صحيون شجبوا ما وصفوه بالمعلومات المضللة التي ينشرها معارضو التطعيم.

ويتفشى المرض بسهولة وقد يكون فتاكا. وقال مسؤولون إنه في حين لا توجد وفيات مؤكدة بعد، فإن 21 شخصا نقلوا إلى المستشفى وخضع خمسة منهم للعلاج في العناية المركزة. وباستثناء 39 حالة، فجميع الحالات المؤكدة لأطفال.

وفي مارس/ آذار الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، من ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في العالم إلى مستويات عالية ومقلقة، إذ تمثل عشرة بلدان ما يزيد عن 74 في المائة من مجموع الزيادة في حالات الإصابة، ويعود الداء إلى العديد من البلدان الأخرى التي أعلنت في السابق أنها تخلصت منه.

وأوضحت اليونيسف في تقريرها، أنه على الصعيد العالمي، أبلغ 98 بلداً بحدوث المزيد من حالات الحصبة عام 2018 مقارنةً بعام 2017، ما أدى إلى تآكل التقدم المحرز ضد هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه إلى حد كبير، والذي يمكن مع ذلك أن يكون فتاكاً.

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، لا يزال يعتبر أحد أهم أسباب الوفيات بين الأطفال الصغار في العالم، على الرغم من توافر لقاح آمن وفعال له.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية، أنه وفي إطار خطة العمل العالمية للقاحات، يتم استهداف القضاء على الحصبة العادية والحصبة الألمانية بحلول عام 2020. 

وتنتقل عدوى الحصبة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف أو فم أو حلق كل من الأشخاص المصابين. وتشمل الأعراض الأولية، التي عادة ما تظهر بعد فترة تتراوح من 10 إلى 12 يوما من العدوى، حمى شديدة، وسيلان الأنف وعيونا محتقنة بالدم وظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم. ويصاب المريض، بعد مرور عدة أيام، بطفح يظهر أولاً على الوجه وأعلى العنق وينتشر تدريجيًا إلى أسفل الجسم.

تظهر حالات الحصبة الشديدة بشكل كبير بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية، وعلى وجه الخصوص في حالة نقص فيتامين (A) أو في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" أو أمراض جهاز المناعة الأخرى. وتشتمل المضاعفات الأكثر خطورة على العمى والتهاب الدماغ (حالة عدوى تُسبب تورما في الدماغ) والإسهال الشديد وحالات الجفاف ذات الصلة وحالات عدوى الجهاز التنفسي الشديدة مثل الالتهاب الرئوي.

ويعتبر تطعيم الحصبة الروتينية للأطفال، جنبًا إلى جنب مع حملات التطعيم في الدول ذات التغطية الروتينية المنخفضة، من أهم الاستراتيجيات الصحية الرئيسية التي تُقلل من الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة.

(العربي الجديد، رويترز)