90 شخصاً قضوا بين الباغوز ومخيم الهول

90 شخصاً قضوا بين الباغوز ومخيم الهول

09 مارس 2019
الناجون من الباغوز يبيتون في العراء (تويتر)
+ الخط -
يستمر الناجون من المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" ومقاتلي تنظيم "داعش"، في الخروج من منطقة الباغوز، آخر معاقل التنظيم شرق الفرات في ريف دير الزور، إلى مخيم الهول شرقي الحسكة، وسط ظروف بائسة تعرّض حياتهم للخطر، خصوصاً أن الأمم المتحدة أشارت إلى وفاة 90 شخصاً، حتى الثالث من مارس/آذار الجاري.

ظروف إنسانية صعبة يقضيها الناجون على الطريق حتى وصولهم إلى المخيم، فيبيتون في العراء، في ظل غياب الاستجابة السريعة من المنظمات الإنسانية والجهات الدولية و"قسد".

مصدر إعلامي في تجمّع شباب الحسكة قال، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات قسد هي التي تنقل الناجين، وفي بعض الأوقات يساندها الهلال الأحمر الكردي".

وأوضح أنه "ليست هناك صعوبات بالنسبة للمليشيا، بحكم سيطرتها الكاملة على كافة المناطق، لكن الصعوبات تصل إلى حدود المأساة لما يمر به الناس من بداية خروجهم من دير الزور بالشاحنات والقاطرات باتجاه المخيم".

وعن خروج المدنيين من منطقة الباغوز وأعدادهم، قال المصدر: "بالنسبة لخروج الأهالي من الباغوز ليست هناك معلومات دقيقة. منطقياً، هم يخرجون من منطقة القصف والقنص في ظل هذه الحملة ضد داعش، فيصار إلى إعطائهم الأمان بتسليم أنفسهم، وهناك تنسيق مع داعش وبعض الوكلاء خارج وداخل الباغوز. فينقل بعض الخارجين باتجاه مخيم رميلان، والعدد هائل فعلاً، وأغلبهم ينامون خارج المخيم في العراء. ليتم التحقيق والتفتيش الدقيق، ثم يدخلون على دفعات، مع العلم أن أعداداً من الأهالي يتعرضون للاستغلال، فتُسلب أموالهم وما لديهم من حليّ ومجوهرات".

وأضاف المصدر أن "الأجانب منهم يخضعون للضغط، وتساوم المليشيات أهلهم في أوروبا أو الدول العربية، لتسليمهم، أو التواصل معهم مقابل حوالات ومبالغ مالية كبيرة. أيضاً يجري تهريب بعضهم تحت غطاء أنهم عناصر فاسدة يساعدون بعض الأهالي على الهرب من المخيم".

الناشط من دير الزور، محمد عبد الله، أوضح لـ"العربي الجديد" أن "عدد النازحين في مخيم الهول تجاوز 50 ألفا، وهم بحاجة إلى تدخّل سريع من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وطريقة التفتيش التي تقوم بها قسد مشكلة بحد ذاتها، إذ يقارب عدد الواصلين إلى المخيم والذين يبيتون في العراء الـ5 آلاف شخص. والمشكلة الأكبر هي الوفيات بين الأطفال، بسبب الأمراض وسوء التغذية والبرد".

وأردف عبد الله "الطريق صعب على النازحين من الباغوز نحو المخيم، وطرق النقل تؤثر كثيراً على صحة الأطفال والنساء بالدرجة الأولى، ومن الأفضل إقامة مركز إيواء مؤقت للخارجين من الباغوز بالقرب من المنطقة، ومنه يجدون آلية لنقلهم وتوزيعهم على المخيمات في مناطق سيطرة قسد".

مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، قال لـ"العربي الجديد": "يتوجب على المنظمات الدولية والأمم المتحدة أن تشرف على مخيم الهول، أمنياً وإدارياً وإنسانياً. كذلك، يجب على المنظمات الدولية أن تتولى بنفسها توزيع المواد الإنسانية، وتشرف على المواد الطبية، لأنّ الأخبار الواردة من المخيم تقول إنّ إدارة المخيم والعناصر التي تشرف على أمنه تسرق المواد الإنسانية والطبية وتبيعها للأهالي".

وبلغ عدد وفيات النازحين على الطريق الواصل بين الباغوز ومخيم الهول 90 شخصاً، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أمس الجمعة.