نازحو مخيم الركبان يطالبون بممرات آمنة إلى الشمال السوري

نازحو مخيم الركبان يطالبون بممرات آمنة إلى الشمال السوري

08 مارس 2019
غياب الطعام والعلاج أبرز أزمات مخيم الركبان (فيسبوك)
+ الخط -

تظاهر عشرات النازحين أمس الخميس، في مخيم الركبان الواقع في المنطقة المنزوعة السلاح على الشريط الحدودي بين سورية والأردن، مطالبين التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بتأمين ممرات إنسانية آمنة نحو الشمال السوري، ومناشدين أهالي المناطق المحررة مدّ يد العون لهم.

وقال الناشط في تنسيقية مدينة تدمر مجد التدمري، لـ"العربي الجديد": "مطالبة الأهالي للتحالف الدولي بفتح ممرات آمنة إلى الشمال السوري أمر طبيعي، فإلى متى يمكنهم تحمل هذه الظروف غير الإنسانية من تفشي الأمراض وغياب الرعاية الصحّية، وندرة الغذاء، ومياه الشرب الملوثة. نطالب كافة الجهات بإيجاد حل لسكان المخيم المحاصرين، ووقف سياسة التجويع التي تهدف إلى تركيعهم لقبول التسوية".

وأشار إلى أنه "إذا كانت كل الدول والأمم المتحدة عاجزة عن توفير الدواء والماء والطعام لأهالي المخيم، فعليهم على أقل تقدير إيجاد مكان يمكنهم الحياة فيه دون خوف أو جوع".

وفي حين جددت روسيا والنظام السوري المطالبة بتفكيك مخيم الركبان للنازحين، الذي يتواصل حصاره ومنع الموادّ الغذائية عنه منذ السماح بدخول قافلة مساعدات أممية في 6 فبراير/ شباط الماضي، قال رئيس الرابطة السورية لشؤون اللاجئين، مضر حماد: "كل فترة تخرج علينا روسيا بقصة جديدة حول مخيم الركبان، وآخر فبركات الروس والنظام أنهم اكتشفوا مقبرة جماعية بالقرب من المخيم، والمقصود من ذلك اتهام أهالي المخيم بالإرهاب رغم أن أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة".

وأضاف: "بعد الاتصال مع أهالي المخيم، تبين أن المقبرة الجماعية المزعومة هي مقبرة المخيم، التي يدفن النازحون فيها أمواتهم طيلة السنوات السبع الماضية، علماً أن عدد سكان المخيم وصل في بعض السنوات إلى 120 ألف نسمة".

وبعد مرافقة القوات الروسية لقافلة الأمم المتحدة، عملت على حصار المخيم، ثم فتحت ممرين آمنين للنازحين؛ الأول في منطقة جبل الغراب، والثاني في بلدة جليب في البادية السورية، متبعة سياسة حصار أشدّ من التي كان النظام يطبقها على المخيم.

وأوضح النازح أبو حسام لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع في المخيم مأسوية، وعدم توفر الموادّ الغذائية أو ارتفاع أسعارها ليس الأخطر، بل انتشار الأمراض، وخاصة التي تصيب الأطفال، والنقطة الطبّية في الأردن لا تقوم بدور كبير بسبب الضغوط عليها".

وأضاف: "بعدنا عايشين. لا أستطيع الرجوع إلى بيتي، فقد يعتقلني النظام، وتدمر حالياً ليست آمنة لمن يريد العودة. صحيح أننا نعاني في المخيم، لكننا بمأمن عن قبضة النظام. نتمنى لو ينقلوننا إلى الشمال السوري أفضل من البقاء هنا في الصحراء، ونرجو أن يكون الشمال هو آخر تجاربنا مع التهجير والنزوح".

وأنشئ مخيم الركبان في المنطقة الحدوديّة من الجهة السوريّة، وهو مخيّم عشوائي يمتد بطول 7 كلم في المنطقة المنزوعة السلاح بعمق 3 كلم، ومعظم اللاجئين فيه فرّوا من ريف حمص الشرقيّ والبادية السوريّة التي سيطر عليها تنظيم داعش عام 2015.

المساهمون