معوقات جديدة تنتظر اللاجئين والمهاجرين بعد الانتخابات الأوروبية

معوقات جديدة تنتظر اللاجئين والمهاجرين بعد الانتخابات الأوروبية

08 مارس 2019
تزايد دعوات تعديل اتفاق شينغن لصد المهاجرين (أليس بينو/الأناضول)
+ الخط -
في رسالته إلى المواطنين الأوروبيين التي لم تغب عنها الانتخابات الأوروبية المقبلة، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عدد من الموضوعات التي تثير قلق مواطني دول الاتحاد، ومنها سياسات اللجوء، واتفاقات شينغن التي يقترح مراجعتها.


وتلقفت أحزاب اليمين واليمين المتطرف المقترح الذي تنادي به منذ فترة طويلة، مشددة على ضرورة العودة إلى الحدود الوطنية. لكن هذه الأحزاب لا تخفي قلقها من صعوبة توافُق الدول الأوروبية.
وعبّر ماكرون عن الأمل في الوصول إلى "سياسة أوروبية موحدة حول اللجوء"، باعتبار أن "اتفاقات شينغن" التي تنظم دخول اللاجئين وتسوية أوضاعهم، غير ناجعة، بل تعتبرها دول مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان غير عادلة، وتطالب منذ سنوات بتضامن أوروبي حقيقي في ملف اللاجئين.

ويخشى البعض أن تسفر الانتخابات المقبلة عن أغلبية يمينية في البرلمان الأوروبي، وحينها سيجد المعسكر "التقدمي" نفسه معزولاً، وهو احتمالٌ ينذر بظروف غاية في الصعوبة للاجئين والمهاجرين في أوروبا.
وساهمت أزمة المهاجرين في زعزعة التوازن الأوربي السائد، ما جعل الرئيس الفرنسي يقترح إعادة إصلاح "شينغن". لكن الحلول ليست كثيرة، وأبرزها التمييز الصارم بين اللاجئين الحقيقيين والمهاجرين غير القانونيين، ثم إعادة تشديد الرقابة على الحدود الأوروبية، واللجوء إلى نوع من الرقابة على الحدود بين الدول الأوروبية.

وبين الحلول ما عبّر عنه الصحافي الفرنسي، فانسان تريمولي دي فيلر، في صحيفة "لوفيغارو"، ويتمثل في "معاقبة البلدان التي تستفيد من دعمنا وتسمح لشبابها بالتوجه نحو السراب الغربي".

وتستقبل فرنسا سنوياً ما بين 40 إلى 50 ألف طالب لجوء، وهو رقم يسيرٌ إذا ما قورن بمشاكل بلدان الاستقبال الأولى، إيطاليا واليونان وإسبانيا، والتي ضاقت ذرعاً بأمواج كبيرة من المهاجرين، ويُطلَب منها وفق "معاهدة شينغن" أن تقوم بفرز الواصلين الجدد والتخلص ممن لا حق لهم في البقاء على الأراضي الأوروبية، بينما لم تعد تريد أن تُواصل لعب هذا الدور في ظل غياب اعتراف أوروبي به وغياب تضامن حقيقي يتناسب مع حجم الأزمة.


لكن تعديل الاتفاقات لا يروق لجميع الأوروبيين، فثمة من لا يزال يرى أن آلية تصحيح الأوضاع التي اتفق عليها سنة 2015، والتي ترتكز على تقاسم الأعباء ارتكازاً على الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان، لم تؤد إلى نتائج باهرة، والعديد من البلدان في أوروبا الشرقية، وخاصة المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، ترفض علانية استقبال لاجئين جدد.

ورغم بعض الانفتاح الذي يبديه ماكرون مقارنة مع تشدد القادة الإيطاليين الجدد، وفي مواجهة انزواء ألمانيا بعد اضطرار المستشارة أنجيلا ميركل للتعايش مع حلفاء سياسيين متشددين فيما يخص الهجرة واللجوء، فإن فرنسا لا تقترح الكثير، فبعض مسؤوليها يعيبون على إيطاليا إغلاق موانئها أمام المهاجرين، في حين أن فرنسا لا تريد فتح موانئها في مارسيليا وفي كورسيكا لهذه السفن.

ولا توجد حلول حالية لمن تُرفَض طلباتُ لجوئهم، فهم يغادرون بلدان الاستقبال الأولى ويتوزعون على معسكرات بائسة في بلدان مثل فرنسا وألمانيا ودول اسكندنافية.

المساهمون