ترحيل قاصرين مغاربة في إسبانيا يثير مخاوف حقوقية

ترحيل قاصرين مغاربة في إسبانيا يثير مخاوف حقوقية

05 مارس 2019
ترحيل قريب للأطفال القاصرين (Getty)
+ الخط -


مصير مجهول ينتظر مئات الأطفال المغاربة المتواجدين على الأراضي الإسبانية بطريقة غير قانونية، بعد أن وصلوا إلى هناك عن طريق الهجرة السرية بمختلف أصنافها، ومن المرتقب أن يتم ترحيل هؤلاء الأطفال قريباً إلى المملكة.

وصرح وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، لدى زيارته مؤخراً لمدينة مليلية الواقعة في التراب المغربي، وتحت السيادة الإسبانية، بأن حكومة بلاده اتفقت مع الرباط بشأن ترحيل قريب للأطفال القاصرين غير المرافقين لذويهم، إلى عائلاتهم في المملكة.

المسؤول الإسباني تحدث عن كون الاتفاق حول عملية ترحيل الأطفال غير المرافقين إلى بلدهم، سيضع في الاعتبار المصلحة الفضلى لهؤلاء المهاجرين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 6 آلاف طفل خلال سنة 2018، مبرزاً أن حكومة المغرب تهتم بالملف، وتسعى إلى لم شمل الأطفال المرحلين مع عائلاتهم.

وتعتبر الحكومة الإسبانية أن هؤلاء الأطفال الذين قدموا عن طريق الهجرة السرية، إما عبر قوارب الموت أو من خلال التسلل داخل شاحنات تنطلق من الشمال المغربي صوب الأراضي الإسبانية، يستفيدون من حماية اجتماعية، وأن حقوقهم مكفولة وفق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالطفولة.

حديث المسؤولين الإسبان عن كفالة حقوق الأطفال المرحلين، تعارضه عدد من المنظمات الحقوقية المغربية، إذ يعتبر عبد الإله الخضري مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن عملية ترحيل الأطفال "الحراكة" غير المرافقين لذويهم من إسبانيا إلى المغرب قد تشوبها الكثير من التجاوزات، لأنها لن تراعي ظروف هؤلاء الأطفال".

ويرى الخضري في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن الملف شائك ومعقد، وينطوي على أضرار اجتماعية لحقت بدول الاستقبال خاصة إسبانيا، باعتبار أن العدد الهائل للأطفال تجاوز الطاقة الاستيعابية لمراكز الاستقبال لديها"، مبرزاً أن  الحل لا يكمن في ترحيلهم بهذه الطريقة التي لن تخلو من عنف وانتهاك".

ويشير إلى أن " الكثير منهم أطفال شوارع أو من أسر في وضعية هشة جداً، فضلاً عن إصابة غالبيتهم بالإدمان وأمراض مستعصية وميل نحو العنف والإجرام، وترحليهم إلى المغرب لا يعني التحاقهم بذويهم، ولا يعني أنهم سيعدلون عن المحاولة مرة أخرى".

كما يلفت إلى أن "المغرب لا يتوفر على أية بدائل مقنعة لهؤلاء الأطفال، الذين بلغ أغلبهم مستوى من الوعي أكبر بكثير من سنه، بالنظر إلى التجارب والمحن التي مروا منها"، مضيفاً "نحن أمام إفرازات اجتماعية سلبية غاية في الخطورة، لسلسلة تراكمية من السياسات غير الديمقراطية، ستشكل عائقاً بنيوياً في بناء مستقبل البلاد".

ويرى حقوقيون مغاربة أن "ترحيل إسبانيا لهؤلاء الأطفال غير المرافقين لذويهم هو خرق واضح للمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تمنع رجوع هؤلاء القصر إلى بلدانهم الأصلية"، ودعوا حكومة مدريد إلى ضرورة ضمان حقوق الأطفال المعنيين، خاصة في مدينة مليلية، باعتبار أن كثيراً منهم يعيشون أوضاعاً مزرية.