42 شخصاً ضحايا الفيضانات في إيران

42 شخصاً ضحايا الفيضانات في إيران... وتحذير من أمطار غزيرة مرتقبة

30 مارس 2019
خسائر كبيرة ألحقتها السيول بالقرى والمدن في إيران (تويتر)
+ الخط -


وسط تحذيرات من موجات جديدة من السيول خلال الأيام المقبلة، أعلن رئيس مصلحة الطب العدلي في إيران، أحمد شجاعي، اليوم السبت، أن عدد ضحايا الفيضانات التي ضربت أنحاء البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين ارتفع إلى 42 شخصا، وفقا لما نقلت عنه وكالة "إيسنا" الإيرانية.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية أمس الجمعة عن وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، قوله إن عدد الضحايا وصل إلى 45 شخصا.

ولا تزال تداعيات السيول، خصوصاً في محافظة غلستان شمال شرقي البلاد، مستمرة، وتعيش هذه المحافظة إلى جانب محافظات أخرى حالة الطوارئ، وتحذر السلطات الإيرانية من موجات جديدة من الأمطار الغزيرة في معظم أنحاء إيران.

وأعلنت منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية أن الموجة الجديدة من الأمطار الغزيرة تجتاح البلاد من الغرب والجنوب الغربي، اعتباراً من مساء اليوم، ثم تشتد غداً الأحد وتستمر حتى الثلاثاء المقبل، متوقعة أن تصل نسبة هطول الأمطار في جنوب غربي إيران إلى 70 ملم.

وحذّر المدير العام للرصد والتنبؤات الجوية في المنظمة، أحد وظيفه، من وقوع فيضانات في المحافظات الإيرانية الواقعة في غرب وجنوب غربي ووسط البلاد، وخصوصا المحافظات الخمس: لرستان وخوزستان وجهار محال بختياري، وإيلام وكرمانشاه، قائلا إن الموجة تتركز في هذه المناطق ويتوقع أن تؤدي إلى فيضان الأنهار الكبيرة.

وأعلنت السلطات الإيرانية حالة التأهب في عشرين محافظة، ورفعتها إلى الدرجة القصوى في محافظات في غرب وجنوب غربي البلاد، وخصوصا في محافظتي لرستان وخوزستان بسبب امتلاء سدودهما واحتمال فيضان الأنهار. وتم إخلاء عشرات القرى والمناطق المأهولة القريبة من مصبات الأنهار والسدود في المحافظتين.


ودعا المتحدث باسم جهاز إدارة الأزمات في إيران، بهنام سعيدي، المواطنين الإيرانيين إلى تجنب السفر خلال الأيام القادمة وتأجيل سفرياتهم، والتنسيق مع أجهزة الإغاثية في الحالات الطارئة.

وبدوره، حذر نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، في تغريدتين، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، من تداعيات الموجة الجديدة من الأمطار الغزيرة، داعيا سكان المحافظات في غرب وجنوب غربي البلاد، وخاصة في محافظة خوزستان، إلى أخذ الحيطة والحذر، والتعاون مع السلطات للحد من الخسائر المحتملة جراء السيول.

وقال جهانغيري إن "الأمطار الغزيرة الأخيرة كانت لها تداعيات إيجابية وسلبية، فمن جهة رفعت مستوى التضامن والتلاحم الاجتماعي وعوضت عن نقص المياه، ومن جهة أخرى أدت إلى وفاة عدد من المواطنين بسبب الأخطاء الإدارية، والإنسانية والتدخلات السلبية في البيئة".

كما طمأن محافظ طهران، أنوشيروان محسني بندبي، المواطنين في العاصمة الإيرانية بشأن سدودها، قائلا "لا داعي للقلق حول سدود طهران، فنصف سد طالقان خال، وبالنسبة لبقية السدود أيضا مثل سدي لتيان وماملو لا يوجد قلق".

وأضاف محسني بندبي أن جميع أجهزة الإغاثة والدفاع المدني والإنقاذ في العاصمة في حالة الطوارئ، معلنا أن إجازات جميع الموظفين ألغيت حتى تستقر الأوضاع.

تأتي الموجات الجديدة في وقت ما زالت تحاصر المياه مدنا وقرى في محافظة غلستان، ولم تفلح السلطات بعد في إخراج المياه من مدينة "آق قلا". كما أن سكان هذه المناطق ومحافظات أخرى تعاني من تداعيات السيول المتمثلة في الخسائر والأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنى التحتية، والطرق والبيوت والمصانع وخطوط إمداد مياه الشرب والغاز والكهرباء، وكذلك المعالم الأثرية والتاريخية.


حتى اللحظة، لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم الخسائر المادية من جراء السيول التي ضربت 20 محافظة إيرانية، إلا أن المدير العام لدائرة الأزمات في وزارة الجهاد الزراعي الإيرانية، محمد موسوي، أعلن أن حجم الخسائر في قطاع الزراعة يبلغ ألفي مليار وو417 مليار تومان (سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء يعادل 13400 تومان).

وفيما أعلنت الحكومة الإيرانية تخصيص مساعدات عاجلة تقدر بـ 710 مليارات تومان لمتضرري السيول، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إن الحكومة ستقدم تسهيلات مصرفية تقدر بأربعة آلاف مليار تومان على شكل قروض للمواطنين المتضررين لإعادة إعمار بيوتهم وممتلكاتهم.

واستدعى هذا الوضع تدخل المرشد الإيراني، علي خامنئي، ليدعو القوات المسلحة الإيرانية إلى التدخل السريع لمواجهة تبعات السيول، وذلك في رسالة وجهها لرئيس الأركان العامة لهذه القوات، محمد باقري قبل أيام. بعد ذلك توافد قادة الجيش والحرس الثوري الإيرانيين إلى المحافظات الشمالية المنكوبة، وخاصة محافظة غلستان لتفقد الأوضاع ومتابعة عمليات الإغاثة التي تقوم بها القوات الإيرانية.

كما أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ونائبه وعدداً كبيراً من الوزراء توجهوا إلى المحافظات المنكوبة، وخاصة غلستان ومازندران وخوزستان لمتابعة الأوضاع عن كثب، وسط انتقادات لأداء السلطات المحلية والأجهزة التابعة للحكومة بالتقصير في اتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة السيول قبل وقوعها وفي أثنائها وبعدها.

وترجع الأوساط العلمية أسباب السيول الأخيرة في إيران إلى التدخلات البشرية وأخطاء السلطات المعنية مثل تدمير الغابات، وعدم تنظيف مجاري الأنهار، وعدم مراعاة معايير السلامة البيئية في الإنشاءات من خلال السماح بعمليات البناء وإنشاء الطرق على ضفاف الأنهار ومصبات المياه.​

المساهمون