مسار 12 عاماً لـ"ساعة الأرض": حركة عالمية لحماية البيئة

مسار 12 عاماً لـ"ساعة الأرض": حركة عالمية لحماية البيئة

30 مارس 2019
الملايين يحتفلون ويشاركون في برامج بيئية واعدة (تويتر)
+ الخط -
يحيي الملايين حول العالم اليوم السبت، احتفالات وفعاليات ساعة الأرض 2019، التي تنظم سنوياً في السبت الأخير من شهر مارس/ آذار. وتعتبر حركة ساعة الأرض أكبر حركة شعبية مدافعة عن البيئة على مستوى العالم، وقوة ضاغطة من أجل إقرار قوانين وسياسات تكافح التغير المناخي، ومحركة للتمويل الجماعي الذي يدفع باتجاه مستقبل أفضل للحياة على سطح الأرض.

واتسعت فعاليات ساعة الأرض منذ انطلاقها في سيدني في أستراليا عام 2007، التي بدأت بإطفاء الإضاءة لمدة ساعة واحدة عند 8.30 مساءً بحسب التوقيت المحلي في دول العالم، لتسجيل موقف حيال التغير المناخي. وينظم نشاطات ساعة الأرض الصندوق العالمي للطبيعة برعاية منظمات تطوعية عديدة، سعياً لإشراك أكبر عدد ممكن من الناس وتحفيز وعيهم ومسؤوليتهم تجاه الكوكب.

ويذكر موقع ساعة الأرض الرسمي، أنه في الوقت الذي يهدد فيه تسارع تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي المذهل كوكبنا، تحركت المحادثات غير المسبوقة حول ما تؤول إليه أحوال الطبيعة والحاجة الملحّة لحمايتها، التي تضع برامج بيئية تحمي الطبيعة والكائنات فيها حتى عام 2020.

ساعة الأرض عبر السنوات

 - عام 2007 انطلقت ساعة الأرض في سيدني، أستراليا في هذا العام، وشارك فيها 2.2 مليون شخص، و2100 شركة، بإطفاء الأنوار لمدة ساعة واحدة وتسجيل موقف ضد تغير المناخ. وما لبثت أن أصبحت تلك المناسبة حركة استدامة عالمية نظمها الصندوق العالمي للطبيعة، لوقف تدهور البيئة الطبيعية، وبناء مستقبل يعيش فيه الناس في وئام مع الطبيعة.

- عام 2008 في سنوية ساعة الأرض الثانية، أطفأ نحو 30 مليون شخص أضواءهم لمدة 60 دقيقة بحلول الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي، في أكثر من 380 مدينة و3500 شركة في 35 دولة. وأوّلا الأماكن التي حلّ فيها موعد ساعة الأرض وشاركا بالمناسبة، كانا مدينتي سوفا في فيجي، وكريس تشيرش في نيوزيلندا.

عام 2009 قدر عدد المشاركين بإطفاء الأنوار بنحو مليار شخص في 83 دولة، بينها 47 دولة نامية ارتفاعاً من تسعة في العام الذي سبقه. واشتركت 4000 مدينة وبلدة، مع التعهد على المساهمة في أنشطة تكافح التغيرات المناخية. وانضمت الصين إلى ساعة الأرض للمرة الأولى، وكذلك الهند. وأطفئت أيضاً أنوار أشهر المعالم منها أهرام الجيزة وأبو الهول في مصر، وأكروبوليس في اليونان، ومبنى إمباير ستايت في نيويورك، وبرج إيفل في باريس، وتمثال المسيح في ريو دي جانيرو، وأبراج بتروناس في كوالا لامبور، ودار الأوبرا في سيدني.

زاد من زخم المناسبة أنها سبقت انعقاد مؤتمر كوبنهاغن للتغيرات المناخية في ديسمبر/ أيلول من العام ذاته، وتعهد منظمو ساعة الأرض رفع مطالب المشاركين للمؤتمر للإضاءة على مشاكل البيئة الفعلية.

عام 2010 شاركت 128 دولة بساعة الأرض، وللمرة الأولى أطفئت أضواء مبان تاريخية حول العالم. 89 عاصمة وتسع من أكبر عشر مدن في العالم، وآلاف المدن الأخرى، وعدد لا يحصى من الشركات، ومئات الملايين من الأفراد ساهموا بالمناسبة، وفقاً للصندوق العالمي لحماية الطبيعة.

عام 2011 ازدادت المشاركات فيه بلا شك، ولكن ازداد زخمه مع مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العالم قائلاً: "دعونا نتكاتف للاحتفال بهذا المسعى المشترك لحماية الكوكب وضمان رفاهية الإنسان... دعونا نستخدم 60 دقيقة من الظلام لمساعدة العالم على رؤية النور". وفي تلك السنة في هذا اليوم نظمت وقفات للحظة صمت على أرواح من سقطوا ضحايا تسونامي والزلزال في اليابان.

عام 2012 انتشر تحدي I Will If You Will الهادف إلى إقامة حملات التشجير. والتحدي المذكور كان مبادرة جديدة من الصندوق العالمي للطبيعة لتشجيع المدن على القيام بأفعال بيئية ملموسة، لمواجهة التأثيرات الباهظة التكلفة للطقس القاسي المرتبط بالمناخ، والحد من انبعاثات الكربون. ومن الأمثلة على التحدي كان إعلان موقع بوكويو (برنامج تلفزيوني تعليمي للأطفال بعمر ما قبل المدرسة)، استعداده لزراعة 50000 شجرة إذا لعب 100 ألف شخص لعبة إعادة التدوير الخاصة به على موقع EarthHour.org. كما أعلن رئيس فيجي، إبيلي نايلاتكاو، البالغ من العمر 70 عاماً، استعداده للسير مسافة 30 كلم لزيادة الوعي بقضايا المناخ، إذا اتخذت الشركات والمنظمات غير الحكومية والإدارات الحكومية في بلده إجراءات واضحة من شأنها أن تفيد البيئة.

عام 2013 شاركت أكثر من 7000 مدينة وبلدية في 154 دولة وإقليماً بالفعاليات، وحظيت بدعم من مشاهير مثل نجم كرة القدم في برشلونة ليونيل ميسي، ورائد الفضاء كريس هادفيلد (من محطة الفضاء الدولية)، وبطل مناهضة الفصل العنصري نيلسون مانديلا. كما ازدادت المعالم التي أطفئت أنوارها إلى عدد قياسي مقارنة بالأعوام السابقة. وشارك بعضها للمرة الأولى، منها مقر الكرملين والساحة الحمراء في روسيا. وسجلت وسائل التواصل الاجتماعي كبرى المشاركات في ساعة الأرض، وازدادت نسبة التغريدات بنسبة 50 في المائة لتصل إلى 1.16 مليون.

عام 2014 اجتاحت ساعة الأرض العالم والملايين من 162 دولة ومنطقة، اتخذوا اللون الأزرق شعارهم للرمز لكوكب الأرض. وكان الهدف تعبئة الجهود والتمويل الجماعي لدعم مشاريع التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، ما يمكّن ساعة الأرض من التطور كحدث سنوي إلى حركة عالمية تمكن المجتمعات من تحمل المسؤولية عن بيئتها.

-عام 2015 عملت فرق الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وساعة الأرض حول العالم، على نشر الوعي حول تأثير تغير المناخ على الزراعة، وكيف يمكن للمستهلكين والشركات والمجتمعات اتخاذ الإجراءات اللازمة، وخصوصاً أن الزراعة وإنتاج الغذاء يتأثران بدرجة كبيرة بالتقلبات المناخية، والتحولات الموسمية، وأنماط هطول الأمطار الناجمة عن تغير المناخ. وأنشئ أول كتاب وصفات غذائية أعدها 52 من كبار الطهاة في أستراليا، موضوعها ساعة الأرض 2015.

عام 2016 عمّت الاحتفالات 178 دولة لا في قارّات العالم وحسب، وإنما على متن محطة الفضاء الدولية أيضاً، للتذكير بتصميم العالم القوي على مواجهة أكبر تحد بيئي لكوكبنا حتى الآن. وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تواصل سكان العالم لا فقط لدعم مشاريع المناخ كما كان الحال في السنوات السابقة، ولكن أيضاً للمساعدة في الترويج واتخاذ موقف ضد تغير المناخ على حساباتهم الشخصية على "فيسبوك" و"تويتر".

- عام 2017 ازدادت المشاركات في الذكرى العاشرة لساعة الأرض، وأحيت الاحتفال 187 دولة ومنطقة إضافية في العالم للمرة الأولى، وأطفأ أكثر من 3000 معلم أنواره، وأبدى ملايين الأفراد والشركات والمنظمات عبر القارّات التزامهم بتدابير مكافحة تغير المناخ. كانت المشاركة قياسية، في وقت ازدادت فيه الحاجة إلى العمل لحماية المناخ أكبر من أي وقت مضى.

عام 2018 أكثر من 188 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم انضموا لساعة الأرض، بعد يوم من تحذير 550 عالماً من "التراجع الخطير" في التنوع البيولوجي العالمي. وأطفئت إنارة 18000 معلم تضامناً مع مبدأ خفض استهلاك الطاقة، كما استخدم هاشتاغ #EarthHour و # connect2earth أكثر من 3.5 مليار مرة. كما ازدادت المشاركات والمحادثات عبر منصة connect2earth.org بشأن ما تعنيه الطبيعة لهم، تلك المنصة التي تهدف إلى بناء الوعي الجماهيري حول قيم التنوع البيولوجي والطبيعة، وانعكاساتها على جودة الحياة والصحّة والرفاه.

المساهمون