نساء أفغانستان يقبلن على قيادة السيارات

نساء أفغانستان يقبلن على قيادة السيارات

04 مارس 2019
تتعلم القيادة (واكيل كوهسار/ فرانس برس)
+ الخط -
تواجه المرأة الأفغانية العديد من العقبات الاجتماعية لأسباب كثيرة، أهمها الحرب المستمرة في البلاد والتي أثرت على مختلف قطاعات الحياة. على الرغم من ذلك، أحرزت تقدماً كبيراً في عدة مجالات ونجحت في الحصول على بعض حقوقها. ولولا الفساد في البلاد، لكان حال المرأة أفضل بكثير.

ومن ضمن الملفات الاجتماعية المتعلقة بالنساء، قيادة السيارة. ويشكل الوضع الأمني والأعراف والتقاليد وغيرها عائقاً كبيراً في وجه الراغبات في قيادة السيارة، على الرغم من سماح القانون الأفغاني لهن بذلك.

في الشمال الأفغاني، حيث الوضع الأمني أفضل قليلاً مقارنة بمناطق الجنوب، يلاحظ أن النساء أكثر إقبالاً على تعلم القيادة، وتزداد أعدادهن يوماً بعد آخر، وهو ما رحب به المعنيون بحقوق النساء. كما أن الأمر أصبح مصدر دخل لبعض النساء اللواتي يتولين مهمة تعليم القيادة.
توضح مديرة مركز خاص لتدريب النساء على فن القيادة ليلما أحسن: "الأمر مؤشر جيد، والنساء في أفغانستان يتحدين الأحوال السائدة والأعراف المتبعة، وقد خرجن من المنازل لممارسة مهن مختلفة منها قيادة السيارة وتعلم هذه المهارة".



وفي تصريحات لوسائل إعلامية محلية، تقول ليلما: "قبل ثلاثة أعوام، أنشأت مركزاً لتدريب النساء وتعليمهن مهارة القيادة، وكنت مترددة وخائفة آنذاك، إلا أن شقيقاتي وقفن إلى جانبي. وبعد مضي ثلاثة أعوام، تأتي عشرات النساء إلى المركز لتعلم القيادة بعدما كان هذا العدد ضئيلاً جداً في البداية"، مشيرة إلى حدوث تغيير كبير يتعلق بدور المرأة في المجتمع، والتي باتت أكثر استعداداً لخوض مختلف الميادين وتخطي العقبات.

تتابع ليلما: "في بداية الأمر، واجهنا مشاكل كبيرة لإقناع النساء بتعلم القيادة. وكانت المعضلة الأساسية هي ترغيبهن". وبعد مضي ثلاث سنوات، تغيرت الأحوال وأزيلت الكثير من العقبات، لأن مئات النساء تعلمن قيادة السيارة، وما زالت العشرات يتعلمن في المراكز.
تضيف ليلما أن هناك تغيراً إيجابياً، بعدما باتت عائلات كثيرة ترضى بأن تتعلم بناتها القيادة. "عندما أرى النساء يقدن السيارات في المدينة، أكون في منتهى السعادة". وتلفت إلى أن عملها شاق، إذ تعمل في إدارة تعليم المعلمات وتدريبهن نصف اليوم، وفي النصف الثاني تعلم النساء القيادة.

وفي ما يتعلق بتفاعل عامة المواطنين، تقول ليلما إنها تقود السيارة منذ سبعة أعوام في مدينة مزار شريف، ولم تتعرض لأي أذى ولو لمرة واحدة.

في هذا الإطار، تقول آسيا محمد لـ "العربي الجديد"، إنها تعلمت القيادة وباتت تقود السيارة في مدينة مزار شريف. تشرح أنها تعلمت بداية قانون السير واستخدام شارات المرور. وفي المرحلة الثانية، تعلمت بعض الأمور الأساسية التي تتعلق بالقيادة، ثم بدأت التدرب على القيادة عملياً. توضح آسيا: "كنا نواجه مشاكل كبيرة في السابق بسبب الأعراف والوضع الأمني، لكن الأمور تغيرت إلى حد كبير. على سبيل المثال، لم تعد العائلات تمنع الفتيات من تعلم القيادة في المراكز المعنية بتعليمها. كما أن بعض الأسر ترغم بناتها على الذهاب إلى مراكز تعليم القيادة، بعدما زاد عدد النساء اللواتي يقدن السيارات في مدينة مزار شريف.



وما يساعد النساء على تعلم القيادة، وجود مدربات ومعلمات، ومراكز تعليم خاصة بالنساء، لأن المجتمع الأفغاني محافظ، ولن ترضى العائلات أن تتعلم البنات القيادة مع رجل. ويرحب ناشطون في مجال حقوق النساء بإقبال النساء على قيادة السيارات، معتبرين ذلك خطوة مهمة تساعد النساء في الحصول على مزيد من الحقوق، وخوضهن الحقول الاجتماعية المختلفة.

من جهتها، تقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان طاهرة علمي، لـ "العربي الجديد": "هناك تطورات إيجابية تتعلق بحقوق النساء، منها إقبالهن على قيادة السيارات وتقبل المجتمع للظاهرة". وتشير إلى أن النساء يقدن السيارات في المدن الأفغانية المختلفة، وهن مرتاحات ولم يواجهن عقبات أو مشاكل. تؤكد أن "المشكلة موجودة ونحن في حاجة إلى التوعية في المناطق النائية لأنّ المرأة ما زالت محرومة من أبسط حقوقها كالتعليم والصحة وغيرها، وبالتالي يصير الحديث عن قيادة السيارات أمراً صعباً. لذلك، نحن جميعاً في حاجة إلى الاهتمام بتلك المناطق".

المساهمون