قلق المعلمين في نيودلهي

قلق المعلمين في نيودلهي

26 مارس 2019
يطالبون بحقوقهم في التعيين (سونو مهتا /Getty)
+ الخط -
بعد تظاهرات لأكثر من أسبوعين، نظمها آلاف من معلّمي مدارس العاصمة الهندية نيودلهي، ممن يعرفون بـ"المعلمين الضيوف" أي المتعاقدين لفترة محددة، وجدال كبير مع الحكومة المحلية في العاصمة، تتجه الأخيرة إلى الرضوخ لمطالب هؤلاء بالوظيفة الثابتة، عقب انتهاء فترة عقودهم في نهاية فبراير/ شباط الماضي. مع ذلك، يعود القرار النهائي إلى حكومة الهند المركزية وحاكم إقليم دلهي الذي تقع فيه العاصمة، لاتخاذ قرار نهائي بشأنهم.

في التفاصيل، قرر المجلس الوزاري في نيودلهي تعيين ما يتراوح بين 22 ألفاً و25 ألف معلم ومعلمة، باتوا معلقين بعدما انتهت مدة عقودهم في نهاية فبراير الماضي. عاش المعلمون فترات عناء وقلقاً دائمين، بسبب تباطؤ الحكومة في اتخاذ القرار بشأنهم. وطلبت إدارات المدارس من هؤلاء المعلمين عدم الحضور، ابتداءً من أول مارس/ آذار الجاري، فبدأوا في تنظيم تظاهرات ومسيرات في مختلف مناطق نيودلهي وأمام منازل المسؤولين، وخصوصاً منزل وزير التعليم في الحكومة المحلية، مانيش سيسوديا.




قال سيسوديا عقب القرار الأخير، إنّ المجلس الوزاري قرر تعيين هؤلاء المعلمين بشكل دائم، لكنّ الأمر النهائي محلياً يحتاج إلى موافقة حاكم إقليم دلهي، أنيل بايجال، بعد نقله إلى الحكومة المركزية. كذلك، أضاف الوزير أنّ من أصل 64 ألف مقعد للمعلمين والمعلمات، لا يوجد في المدارس حالياً أكثر من 58 ألفاً، من بينهم 22 ألف معلم ضيف ممن انتهت مدة عقودهم. وذكر الوزير أنّ تعيين هؤلاء بشكل دائم أمر ضروري للغاية لا فقط لمستقبلهم، بل أيضاً لمستقبل التلاميذ، ومن دون تعيينهم لا يمكن أن تسير أمور تلك المدارس، مشيراً إلى الحاجة إلى مزيد من المعلمين أيضاً.

تابع سيسوديا: "في الحكومة المحلية، ندعو منذ سنتين إلى تعيين هؤلاء المعلمين بشكل دائم، لكنّ الأمور ليست في يدنا كلياً، لأنّ القضية متعلقة بالحكومة المركزية، ومن ثم فإنّ الأمر يحتاج إلى موافقة حاكم الإقليم أنيل بايجال". أضاف: "كما نقلق على حالة المعلمين ومعظمهم فقراء وفي حاجة إلى المساعدة، نقلق حيال حالة المدارس، لأنّ مدارس نيودلهي لا يمكن أن تسير أمورها من دون هؤلاء المعلمين، لأنّهم يشكلون جزءاً كبيراً من الكادر التعليمي، ومن دون تعيينهم الدائم لا يمكن أن تستمر المدارس في أعمالها. الحكومة المحلية من أجل هذا السبب تتوقع من الحكومة المركزية أن تتعامل مع القضية بجدية لأنّ الأمر متعلق بمستقبل المعلمين والتلاميذ على حدّ سواء، ونحن نعرف جيداً أنّ التعليم في الهند يحتاج إلى اهتمام أكبر".

ليست قضية التعيين أو الإقالة هي القضية الوحيدة، التي أخرجت الآلاف من معلمي المدارس الحكومية في العاصمة الهندية إلى الشوارع للتظاهر في أماكن عديدة، من بينها الباحات الخارجية لمنازل المسؤولين في الحكومة المحلية، بل أيضاً قضية الرواتب. فبالرغم من تسلم كثيرين منهم رواتبهم حتى شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لم يتسلم كثيرون منهم رواتبهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من دون أن يعرفوا السبب، بالرغم من محاولاتهم الكثيرة، ورفع أصواتهم إلى المسؤولين بشتى الوسائل. في المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية في نيودلهي، عن مسؤول في إدارة التعليم في نيودلهي، يدعى سنجي غويل، قوله إنّ هناك عدداً قليلاً من المعلمين لم يتم صرف رواتبهم منذ أشهر، وذلك لمشكلة تقنية، معرباً عن عزم الحكومة على صرف تلك المستحقات في القريب العاجل.

مسألة الرواتب المعلقة تشكل مصدراً كبيراً للقلق لدى بعض المعلمين، لكنّ المشكلة الأساسية التي أقلقت الآلاف من هؤلاء هي قرار الحكومة بشأن مستقبلهم، فهل ستقرر الحكومة المركزية إبقاءهم كما قررت الحكومة المحلية في نيودلهي أم لا؟ المؤشرات كانت مزعجة جداً لهم، إذ جرى منعهم من الذهاب إلى المدارس حال انتهاء أجل عقودهم. وثمة من يرى أنّ قرار الحكومة المركزية قد يكون إبقاء البعض وإعفاء آخرين، وهو ما يمثل أيضاً مشكلة كبيرة لمن سيجري إعفاؤهم.




في كلّ الأحوال، أراح قرار الحكومة المحلية في نيودلهي هؤلاء قليلاً، لكنّ القلق الأكبر هو في انتظار القرار النهائي في حقهم من أعلى سلطة في البلاد.

رسالة
كتب شعيب رانا أحد المعلمين المعلقين، الذي يعلّم في مدرسة حكومية في سندر نغري في نيودلهي، رسالة إلى الحكومة يشكو فيها عدم تحويلها رواتب بعض المعلمين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أنّ معظم هؤلاء فقراء يعيشون في منازل مستأجرة، من ثم فإنّ وقف صرف رواتبهم يخلق لهم مشاكل كبيرة.