صلوات وأرغفة خبز عند نهر دجلة لإخراج غرقى العبّارة

صلوات وشموع وأرغفة خبز عند نهر دجلة لإخراج غرقى العبّارة

24 مارس 2019
حداد شعبي على الضحايا (فيسبوك)
+ الخط -
تستمر عمليات البحث عن ضحايا العبارة المنكوبة في نهر دجلة قبالة الموصل، لليوم الثالث على التوالي، مع توسعة رقعة جهود التفتيش على جانبي النهر لمسافة تمتد لأكثر من 70 كلم، وإغلاق بوابات السدود لتخفيف سرعة جريان المياه، أملا بالعثور على جثث أخرى، وسط تأكيدات مجلس المحافظة بأن العدد سيرتفع لأن هناك 60 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين.

وفي هذه الأثناء، تواصل المدن العراقية المختلفة وقفاتها التضامنية مع أهالي الموصل، عبر التظاهرات والوقفات المطالبة بوقف الفساد، وعبر الصلوات والأدعية عند نهر دجلة، وإيقاد الشموع على مجرى الأنهار تعبيراً عن حزنهم.

واليوم الأحد قال مجلس محافظة نينوى، إن 60 بلاغا عن مفقودين ما زالوا داخل نهر دجلة لم يتم انتشالهم بعد، متوقعا أن يرتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 180 شخصا، بعد انتشال 120 شخصا حتى الآن.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام العبار، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية عراقية إن البلاغات الستين التي تلقاها المجلس عن مفقودين ما زالوا في النهر تعني أن عدد الضحايا سيرتفع عدد إلى أكثر من 180 شخصا في فاجعة العبارة.



وأكد العبار أن "المجلس بانتظار قرارات القضاء بشأن المستثمر وجميع المتورطين في الفاجعة لمحاسبتهم"، مبينا أن "فرق الدفاع المدني ما زالت مستنفرة في موقع الحادث مع استمرار أعمال البحث عن الجثث الغارقة".




وقال النقيب محمد حسين الطائي من فريق للدفاع المدني المشرف على عمليات البحث عن ضحايا العبارة والإخلاء في الموصل، إنه تم توسيع رقعة البحث لأكثر من 70 كلم من مجرى نهر دجلة، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن الجهد مستمر لحين التأكد من انتشال جميع الضحايا من النهر، لافتا إلى أن الأهالي بدورهم شكلوا فرقا للبحث عن ذويهم، معرباً عن أمله في تراجع سرعة التيار التي تصعب الكشف عن الجثث أو يتم دفعها باتجاه حافتي النهر.

أرغفة خبر وأدعية وصوات

ويتفاعل الشارع العراقي مع نكبة العبارة، وتستمر حالة الحداد في البلاد، وألغيت أعياد النيروز والاحتفالات في الجامعات العراقية بمناسبة التخرج التي تصادف هذا الأسبوع، وكذلك فعاليات احتفالية في عدة وزارات بينها مهرجان فني في بابل.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو مختلفة من عدة مدن تتضمن تضامناً مع النكبة، من بينها مقطع مصور لسيدة عراقية مسنة تلقي أرغفة خبر في نهر دجلة، وتتوسل به أن يخرج من ابتلعهم وتقدم أرغفة الخبز قرباناً لذلك، وتدعو لهم بشكل مؤثر أبكى من حولها.

وقال الناشط محمد عبد الله الحمداني من سكان الموصل لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي ما زالوا على حافة النهر يبحثون عمن فقدوه، مبينا أن المدينة منكوبة، والآن صارت مفجوعة، فمجالس العزاء تنتشر بكل مكان في الموصل".

وأكد أن "الحصيلة مستمرة بالارتفاع مع مرور الوقت، وإعلانات العثور على جثث تكون عبر مكبرات المساجد، ويهرع الناس على أثرها للتأكد من هوية الضحية الجديد، والساعات تمر ثقيلة على الجميع".