سيول تغرق شمال إيران

سيول تغرق شمال إيران

23 مارس 2019
في إحدى المناطق التي أغرقتها السيول (تويتر)
+ الخط -

تستمرّ الفيضانات في المحافظات الإيرانية الثلاث خراسان الشمالية ومازندران وغلستان الواقعة شمالي البلاد، منذ يوم الإثنين الماضي، نتيجة الأمطار الغريزة التي خلّفت، حتى اليوم السبت، تسعة قتلى، بحسب وسائل إعلام إيرانية. كذلك تسببت الفيضانات في خسائر اقتصادية كبيرة على خلفية الأضرار الجسيمة التي طاولت الطرقات والبيوت والمحاصيل الزراعية وإمدادات الكهرباء والغاز وسكك الحديد وشبكة الاتصالات، علماً أنّ عشرات القرى والمدن ما زالت محاصرة بالمياه.

وتفيد وكالات أنباء في إيران بأنّ السيول تسببت في نحو 200 انهيار أرضي في محافظتَي مازندران وغلستان. وأوضح تقرير لجنة إدارة الأزمات في محافظة مازندران نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أنّ الفيضانات طاولت 200 قرية في المحافظة وتسببت في أضرار بـ1500 منزل في المدن والقرى، مدمّرة عشرات الجسور. لكنّ محافظ محافظة مازندران أحمد حسين زادغان صرّح، اليوم السبت، بأنّ السيول تراجعت بنسبة 80 في المائة، لكنّ طرقات 70 قرية فيها ما زالت مقطوعة، في حين ما زالت 50 قرية من دون كهرباء.

وتراجعت السيول في محافظتَي مازندران وخراسان الشمالية، لكنّها مستمرة في محافطة غلستان، حيث أغرقت المياه مناطق واسعة منها، وسط مخاوف من انهيار سدودها نتيجة عدم قدرتها على استيعاب مزيد من مياه الأمطار الغزيرة. ويتحدّث في السياق رئيس لجنة الإغاثة والإنقاذ في منظمة الهلال الأحمر، مرتضى سليمي، عن "مخاوف لدينا من احتمال انهيار السدود التي امتلأت بالكامل في خلال الأيام الأخيرة، ونسأل الله أن لا يحدث شيء". يضيف أنّ "الأوضاع بدأت تتحسن بعد توقّف هطول الأمطار".



يُذكر أنّ الأمطار التي توقّفت سوف تُستأنف الإثنين المقبل بحسب تقارير الأرصاد الجوية. وفي تقديرات تلك الأرصاد، فإنّ معدّل هطول الأمطار وصل إلى 315 مليمتراً في محافظة غلستان في خلال 24 ساعة، بينما معدّل العام الماضي كله بلغ 450 مليمتراً، وهو ما يعني أنّ 60 في المائة من أمطار عام واحد هطلت في خلال يوم واحد. وتوضح مصادر إيرانية مطّلعة أنّ السيول جرفت 180 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وسبعة آلاف هكتار من البساتين في غلستان، وألحقت أضراراً كبيرة ومتوسطة بـ500 منزل في مدنها وخمسة آلاف منزل في قراها.



آق قلا، في غلستان، من أكثر المدن تضرراً من جرّاء تداعيات الأحوال الجوية، وقد نقلت "وكالة أنباء فارس"، اليوم السبت، عن حاكمها أمانغلدي ضمير أنّ "الفيضانات أغرقت 70 في المائة من المدينة البالغ عدد سكانها 140 ألف نسمة، في حين أنّ 21 قرية تابعة لها محاصرة بالمياه". وأكد ضمير أنّ حالة طوارئ قصوى أعلنت في آق قلا، لا سيّما أنّ طرقاتها مقطوعة بسبب الفيضانات، بينما غمرت المياه مصانعها، الأمر الذي أدّى إلى تعطيلها.



وتتوقع المصادر الإيرانية المذكورة آنفاً، أن تطاول السيول مدناً أخرى في محافظة غلستان في خلال الساعات المقبلة، وقد طالب مساعد المسؤول عن الشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية للمحافظة، عبد الرضا جراغلي، سكان مدينة سيمين شهر وقرى قضاء غميشان بإخلاء منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أماناً. ولفت حاكم غميشان أميرشير توماج إلى أنّ "الموجة الثانية من السيول في طريقها إلينا". يُذكر أنّ وكالة "إرنا" نقلت عن خبراء في الأرصاد الجوية أنّ السيول الناتجة عن ارتفاع منسوب المياه في خزانات السدود شرقي محافظة غلستان هي في طريقها نحو مناطقها المحاذية لبحر قزوين.



في السياق، يشتكي مواطنون ومتضررون من جرّاء السيول من التأخر الحكومي في إغاثتهم والحدّ من تداعيات الفيضانات عبر توجيه السيول نحو مناطق غير مأهولة. وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت عن إجراءات واسعة لمواجهة الأوضاع الناجمة عن الفيضانات في المحافظات الثلاث، خصوصاً غلستان، فضلاً عن إعلان الجيش والحرس الثوري الإيرانيين عن تقديم العون إلى السلطات المحلية لتجاوز تداعيات السيول.



ويلقى غياب محافظ غلستان، مناف هاشمي، عن المشهد انتقادات واسعة، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد ذكرت "وكالة تسنيم للأنباء" أنّه بينما تواجه غلستان فيضانات غير مسبوقة ويعاني سكان المحافظة من مشكلات كثيرة، فإنّ المحافظ يقوم بزيارة خارجية وصفها وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي بأنّها "ضرورية لأسباب عائلية". وكان فضلي قد توجّه إلى المناطق المنكوبة، اليوم السبت، موفداً من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حين زار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني مناطق متضررة كذلك.




على صعيد متصل، حذّرت منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، اليوم السبت، في بيان لها نشرته "وكالة تسنيم للأنباء"، من احتمال وقوع فيضانات وسيول في المحافظات الجنوبية الثلاث: هرمزغان وسيستان - بلوشستان وكرمان، نتيجة فيضان الأنهر، داعية الإيرانيين في تلك المناطق إلى الابتعاد عن الأنهر وعن مجاري السيول.

المساهمون