ضرب الطلاب في مدارس مناطق النظام السوري يتواصل

ضرب الطلاب في مدارس سيطرة النظام السوري يتواصل

21 مارس 2019
منع استخدام الضرب في تعليم الطلاب (Getty)
+ الخط -
مازال ضرب الطلاب أسلوباً معتمداً في العديد من المدارس الواقعة بمناطق سيطرة النظام، برغم قرار منعه من طرف وزارة التربية السورية، إذ يتم تسجيل العديد من الحوادث في هذا الشأن، آخرها ما تعرض لها الطفل سليمان رشيد (8 سنوات) في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة السعدي بحي المحافظة في مدينة حلب.

قصة الطفل سليمان، كما ترويها أسرته، بدأت حينما سقط على الأرض عندما كان يلعب مع رفاقه في المدرسة، وبعد دخوله الصف باكياً، قامت المعلمة بضربه عقاباً له على سقوطه، عوض سؤاله عن سبب بكائه والاطمئنان على حاله وما إذا كان بحاجة لمتابعة طبية في المشفى أو مراجعة للطبيب، وبعد نهاية الدوام ووصول الطفل إلى المنزل، لم يتوقف عن البكاء، وهو ما استدعى نقله إلى المستشفى على الفور ليتبين أن الطفل الذي تعرض للضرب من قبل معلمته يعاني من رضوض في الفك السفلي.

وفي تعليقه على هذه الحادثة قال المدرس مصطفى محمد (32 عاماً) من إدلب لـ"العربي الجديد": "كان على معلمته بدل ضربه محاولة فهم سبب بكائه والتعامل معه بهدوء، ففي نهاية الأمر هذا طفل لم يتجاوز الثامنة من العمر".

وأقرّ محمد بأنّ "الضرب لايزال وسيلة مستخدمة في المدارس السورية بنسب متفاوتة"، مضيفاً أن الضرب بوحشية أو استخدام العنف المفرط غير مقبول إطلاقاً.

وتابع "أنا لا أنفي وجود الضرب نهائياً من المدارس وحتى في مناطق سيطرة المعارضة، لكن ليس بهذا العنف الذي شهدناه في حوادث عدة في مناطق سيطرة نظام الأسد، هنا في بعض المدارس في إدلب يمكن استخدام الضرب كوسيلة تأديبية لا أكثر، وقد يلجأ بعض المدرسين له كحل ليس بمعنى الانتقام إنما من مبدأ العقاب لا أكثر، وبالطبع هذا النوع من الضرب لا يسبب أي أذى سواء نفسيا أو جسديا للطالب، كاستخدام القلم في عقاب طالب مقصر في دروسه وواجباته".

حادثة ضرب الطفل سليمان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بحسب السورية روهي باشا، التي تقول لـ "العربي الجديد": "حدث الأمر نفسه مع ابني منذ سنوات، فقد أقدمت معلمته على بضربه بالعصا؛ لأن مدير المدرسة دخل الصف ولم  يقف ابني فوراً". معقبة "هذا ما يحدث الآن في المدراس كل مدرس أو مدرسة يحمل بيده العصا على الدوام وكأن ضرب أولادنا الهدف منه تخلص هؤلاء المدرسين من ضغوطاتهم أو شيء من هذا القبيل".

بينما أكدت حسناء عثمان أن حادثة مماثلة وقعت مع ابنتها قائلة: "كل منطقة الزهراء تعرف قصة ابنتي التي تعرضت للضرب بوحشية على يد معلمتها. أقدمت على اقتلاع خصلة من شعرها ؛ فقط لأن صديقتها نادت عليها بصوت مرتفع نهاية وقت انتهاء الدوام المدرسي. بقيت ابنتي تبكي لساعات من هول الضرب وما شهدته من المعلمة وليومين متتاليين لم تكن قادرة على الكلام.

 

"لا مبرر أبداً للضرب الوحشي والعنيف للطلاب خاصة صغار السن"، هذا ما أكده المدرس مصطفى مشيراً إلى تداعياته النفسية والاجتماعية، مضيفاً "نحاول في المناطق المحررة الخروج من حالة التقوقع التي أدخلنا فيها النظام، كنا مكبلين، ولم يكن هناك انفتاح بخصوص أساليب التعليم والتوعية بمخاطر الضرب لتجنب استخدامه".

وقبل نحو ثلاثين عاماً أصدرت وزارة التربية السورية تعميماً بعدم السماح باستخدام الضرب في المدارس، تبعه قرار في عام 1988 يؤكد على عدم لجوء المدرسين للضرب، إضافة لقرار صادر في عام 2004 بمنع العنف في المدارس مع قرار آخر في عام 2012 أكدت فيه الوزارة تعميماتها السابقة.

المساهمون