تظاهرة في تونس احتجاجاً على وفاة 11 رضيعاً

تظاهرة في تونس احتجاجاً على وفاة 11 رضيعاً... ومطالبات بإصلاح قطاع الصحة

11 مارس 2019
ندد المتظاهرون بـ"الاستهتار بصحة المواطنين" (العربي الجديد)
+ الخط -
احتشد نحو مئتي شخص أمام المسرح البلدي في العاصمة التونسية، مساء الأحد، احتجاجاً على وفاة 11 رضيعاً في قسم الرضع وطب التوليد بمستشفى الرابطة.

ورفع المحتجون شعارات منددة بـ"الاستهتار بصحة المواطنين" و"وأد المستقبل"، محملين المسؤولية للحكومة والأحزاب السياسية الحاكمة التي توانت عن إصلاح قطاع الصحة.

والتف عشرات التونسيين حول نشطاء المجتمع المدني الذين حضروا الوقفة، رافعين صناديق كرتونية، في إشارة رمزية إلى تلك التي سلمت فيها إدارة المستشفى الأطفال، لتتسع رقعة المحتجين بعد دقائق من انطلاق الوقفة.

وقال الناشط اليساري أيوب عمارة، خلال خطبة حماسية، إن "الوضع الذي آل إليه القطاع الصحي مفزع، وهي حقيقة غير جديدة تعلمها الحكومات المتعاقبة كما يعلمها التونسيون الذين يزورون المستشفيات العمومية".

وأضاف أن "فضائح هذا القطاع التي تتالت، انطلاقاً من فضيحة البنج الفاسد ثم صمامات القلب منتهية الصلاحية وصولاً إلى كارثة وفاة أحد عشر رضيعاً، وكل هذه الحوادث، دلائل على غياب أي إرادة للإصلاح، بالنظر للفساد المستشري في صفقات الأدوية وأروقة المستشفيات بوجود لوبيات مرتبطة بالساسة".

واعتبر الناشط أن كل ما روّجت له الحكومة ورئيسها من خطابات حول مقاومة الفساد لا تعد إلا محض شعارات سياسية. وذكر عمارة، في تصريح لـ"العربي الجديد" إثر الوقفة، أن "كل التقارير الرقابية بينت بوضوح أن قطاع الصحة من أكثر القطاعات التي ينخرها الفساد فيما تتفاداه السلطة وتتجنّب تفكيك هذه المنظومة، نظراً إلى صلابتها وارتباطها باللوبيات والمافيات السياسية والمالية في البلاد".

وأكد والد أحد الرضع المتوفين في كلمة ألقاها أمام المحتجين أن ما تطلبه العائلات اليوم هو الحقيقة الكاملة حول الظروف التي حفت بمقتل أبنائهم، وأشار إلى أن الأهالي الذين فجعوا في أبنائهم وانقلبت أفراحهم إلى مأساة لهم مطلق الحق في معرفة من المتسبب في هذه الفاجعة، والجهة المسؤولة عن إدخال المحلول المجرثم إلى المستشفى وحقنه لأبنائهم.

من جانبه، بيّن الباحث صلاح الداودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، أن الأمر لا يقتصر على مقتل 11 رضيعاً، وإنما هو اغتيال للأمل والمستقبل والحلم في تونس. وأرجع الداودي ذلك إلى أزمة هيكلية في قطاع الصحة العمومية التي تدفع بأقصى سرعة نحو الانهيار، ثم ترك التونسيين في مواجهة الخواص ليضحي العلاج وخدمات الصحة امتيازاً لطبقة دون أخرى.

وأبرز المتحدث ذاته أن "دور المنظمات اليوم هو الوقوف في وجه هذه الإرادة الممنهجة لضرب قطاع الصحة، وطالب في هذا الصدد الاتحاد العام التونسي للشغل بأن يتبنى قضية هذا المرفق والدفع عن إصلاحه"، حسب قوله.

وأوضح أن "ضرباً من الاستهانة بصحة التونسيين واستهدافاً لحقهم في الحياة تشهده تونس اليوم ويتطلب الوقوف بحزم من قبل القوى الوطنية للتصدي لذلك".

دلالات