المواشي تزاحم المارّة في شوارع العراق

وفي السياق، ارتفعت أصوات عراقيين لمطالبة الجهات الحكومية بإيجاد حل لهذا المشكل، بعدما سجلوا انتشار قطعان الأغنام والأبقار في بعض شوارع البلاد، من قبيل الشارع السريع الرابط بين محافظتي بغداد وبابل، وغيره، حتى أصبحت الدواب تخالط المارة والسيارات.

وبنبرة لا تخلو من السخرية، طالب سائقوا سيارات الأجرة في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بتعيين شرطة للمرور، مسؤولة عن تنظيم السير لقطعان الأغنام والأبقار التي غزت شوارع العراق.

وقال أبو جعفر، وهو سائق سيارة أجرة يتنقل بين بغداد والمحافظات الجنوبية: "في جعبتي قصص كثيرة عن الأغنام والأبقار التي تقطع شوارع البلاد، منها المضحك والمبكي"، ويستحضر المتحدث قصته عندما كان في طريقه إلى محافظة ميسان يقلّ الركاب إلى وجهتهم: "ما إن أوشكنا على الوصول فجرا، حتى دهمنا قطيع من العجول وقطع السير علينا".

وتابع "كانت سيارتي هي الأولى التي وقفت في الشارع، والقطيع يمر من أمامها، لم يكن أمامي خيار سوى الانتظار، لكن فجأة سمعت صوتا وكأن شيئا كبيرا يصدم سيارتي، لقد هجم أحد العجول على سيارتي بقوة وضربها برأسه، حتى تكسرت مصابيحها الأمامية، إلى جانب وقوع خدوش كثيرة فيها".

أصبحت تزعج المواطنين (العربي الجديد)

وأضاف "لم أفكر في حجم ضرر السيارة حينها، لأن الرعب سيطر عليّ أنا والركاب من المشهد المخيف".

وفي البصرة، لا يكاد المشهد يختلف عن قصص أبي جعفر، فالعديد من شوارع بلدة القرنة، شمالي المحافظة، يتزاحم فيها المارّة مع الماشية من أغنام وأبقار.

أبو أحمد، وهو صاحب محل صغير في البلدة، لم يخف تذمره من الأمر، وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "المواشي تزاحمنا يوميا في الطرقات، وأحيانا تبعثر بضاعتنا المعروضة على الرصيف"، وأضاف: "ناشدنا الجهات الحكومية بمنع رعاتها، ومحاسبتهم على ذلك، لكن بلا جدوى".

مناشدات لمنع رعيها في الشوارع (العربي الجديد)

ومع كثرة المواشي في تلك البلدة، بدأ الموضوع يأخذ منحى إداريا بعدما بدأت الشكاوى تصل إلى الجهات المسؤولة، حيث أكد مسؤول محلي لـ"العربي الجديد"ّ، أنّ "الإدارة المحلية في البلدة قدمت طلبات رسمية إلى إدارة المحافظة، بإصدار قرار بمحاسبة أصحاب تلك المواشي".

وأضاف أنّ "قرارات قريبة ستصدر من قبل وزارة البلديات بمصادرة المواشي السائبة داخل المدن، وسيعمّم القرار على مدراء البلديات، وبالتنسيق مع قوات الشرطة سيتم تنفيذه".

مصادرة الأغنام السائبة (العربي الجديد)