"بنك الملابس" مبادرة شبابية جديدة في العراق

"بنك الملابس" مبادرة شبابية جديدة في العراق

27 فبراير 2019
حاويات الملابس المستعملة (فيسبوك)
+ الخط -
بالرغم من المآسي الَتي يعيشها العراقيون لعدم وجود خطة حكومية ترتقي بالواقع الاقتصادي والإنساني، وتنهي معاناة شريحة كبيرة من الفقراء والمعدمين، تأتي المبادرات الإنسانية المجتمعيّة الَتي يطلقها شباب متطوعون كحل بديل ومؤقت للتخفيف عن كاهل الكثير من العوائل المتعففة.

"بنك الملابس" هو إحدى مبادرات شباب، يجمعون الملابس المستعملة في حاويات لحفظها، ثم يعملون على غسلها وتعقيمها وكيّها، ومن ثم توزيعها لمن يحتاج من الفقراء والبسطاء. وفكرة بنوك الملابس انتشرت في العديد من المدن العراقية، وهي واحده من عشرات المبادرات الَتي اتسع نطاقها بين الشباب العراقي لمساعدة العوائل الفقيرة والأرامل والأيتام.

وعن ذلك تقول الناشطة المدنية مها غضنفر (27 عاما): "النهوض بالواقع الإنساني ليس بالأمر الهين في ظل احتياج نسبة كبيرة من العراقيين للمساعدات، ومن يقدم لهم العون. لكن وجود مثل تلك المبادرات الإنسانية الشبابية الَتي تنتشر بالعراق تلقى الترحيب لأنها تشكل متنفسا للمحرومين والمعدمين".

وتابعت في حديث لـ"العربي الجديد": "نسبة الفقر ارتفعت في البلاد، وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن 23% من العراقيين يعيشون على أقل من 2.2 دولار يومياً، وهذا يزيد من سوء أحوال الفقراء والمحتاجين مع تدهور الواقع الاقتصادي لذلك نراهم يثمنون تلك المبادرات الَتي يمكن أن تكون نقطة تحول لعائلة مستفيدة، كما أنها تبعث روح المواطنة بين الشباب".

واعتبرت أن "المجتمع العراقي عانى الكثير ولا يزال خصوصاً في المناطق الَتي تعرضت للتهجير والنزوح من عام 2014، ونجد أن أكثر سكان تلك المناطق بحاجة إلى إعادة الحياة لمدنهم ومساعدتهم على تخطي الصعاب، وغالبا ما يقوم بذلك شباب مبادرون لفعل الخير، وبمساعدة الناس وليس في العراق فحسب، بل خارجه أيضاً".



وبينت غضنفر، الَتي تنخرط بالعمل مع منظمة حواء للإغاثة والتنمية، في إطار برنامج لمساعدة النازحين والعائدين أنّ "أغلب الأعمال التطوعية، وحتى عمل المنظمات المحلية يأتي نتيجة الواقع المأساوي الّذي تعيشه العوائل بعد أن فقد بعض معيليها وظائفهم ومصادر رزقهم ومنازلهم، وأصبح دخل المعيل لأسرته محدودا جدا لا يسد الرمق. كما أن بعض العاملين في المهن الحرة لا يتقاضون أكثر من 100 ألف شهريا أي نحو 80 دولاراً، بالتالي فإن أقل مساعدة تقدم لهم تشكل فرقًا، وهذا أقل واجب يمكن أن يقدمه الشباب لمجتمعهم للشعور بالعطاء وتأصيل الانتماء لبلدهم".

وقال غسان المهداوي (24 عاما)، الناشط المتطوع بفريق "إنسانيو شهربان"، "نحن مجموعة من الشباب شكلنا فريقا لمساعدة العوائل المتعففة في مدينتنا المقدادية داخل محافظة ديالى، وقام الفريق بعدد كبير من المبادرات الإنسانية منها مساعدة الأيتام والأرامل وفتح دورات تقوية للطلاب من العوائل المتعففة، وأخرى لتعليم النساء الخياطة، وفتح دورة حلاقة خاصة بالشباب العاطلين عن العمل".

وأضاف "بعد مفاتحة عدد من الأطباء والصيدليات قمنا بفتح مجمع طبي وصيدلية للعوائل الفقيرة على أن يكون الكشف الطبي مجانيا، ومن المبادرات الأخرى فتح دار للأطفال المصابين بالضمور العضلي إضافة إلى تجهيز الشباب بجهاز العرس وتزويجهم، وكل ذلك بمساعدة المتبرعين كل حسب موقعه ومنصبه وإمكانيته المادية".



وأوضح لـ"العربي الجديد"، "كلما قمنا بعمل تطوعي تزداد ثقة المتبرعين بنا خاصة بعد أن يلمسوا تأثير ذلك التبرع على أرض الواقع مثل شفاء طفل مريض بعد مساعدته بثمن العلاج، أو فرحة العوائل بتوزيع كسوة العيد أو تقديم المساعدات المادية والعينية".

وأكد المهداوي أن "المساعدات تصل لجميع المحتاجين ومن مختلف الطوائف والقوميات والأديان دون تمييز بين مواطن وآخر لأن العمل الإنساني والخيري لا يفرق بين المحتاجين، وهذا يزيد من نسبة الترابط بين أبناء المجتمع، وهذا ما نسعى إليه من خلال عملنا التطوعي".

يشار إلى أن نسبة الفقر في العراق ارتفعت منذ الاحتلال الأميركي عام 2003، وبحسب إحصائية البنك الدولي عام 2018 فإن نسبة الفقر في البلاد وصلت إلى 41.2 في المائة في المناطق المحررة، و30 في المائة في المناطق الجنوبية، و23 في المائة في الوسط، 12.5 في المائة في إقليم كردستان العراق.

وأوضحت الإحصائية أن 48 في المائة من السكان في العراق أعمارهم أقل من 18 عاما بينهم 23 في المائة فقراء، أي كل طفل من أربعة أطفال يصنف فقيراً. وتشير الإحصائية الدولية إلى أن 5 في المائة هي نسبة الأطفال الفقراء في كردستان العراق، و50 في المائة نسبة الأطفال الفقراء في المحافظات الجنوبية.

دلالات

المساهمون