نزوح آلاف الأسر مع استمرار القصف على حماة وإدلب

نزوح أكثر من 7500 عائلة مع استمرار القصف على مناطق حماة وإدلب

21 فبراير 2019
يتوجهون إلى أماكن أكثر أمناً (Getty)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري استهدافها للمدن والبلدات الواقعة في المنطقة منزوعة السلاح في كل من ريف حماة الشمال والشمالي الغربي ومناطق ريف إدلب الجنوبي والغربي، مع استمرار حركة نزوح الأهالي وتوجههم إلى أماكن أكثر أمناً في إدلب.

وأصدر فريق "منسقو استجابة سورية"، أمس الأربعاء، إحصائية بأعداد النازحين من المنطقة منزوعة السلاح، من جراء الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات النظام على مناطق وأرياف حماة وإدلب، منذ بداية شهر فبراير/شباط الجاري وحتى الآن.

وجاء في الإحصائية التي نشرها الفريق، أنّ عدد العائلات التي نزحت من مناطق القصف بلغ 7526 عائلة، بينما توجّه النازحون إلى 66 قرية وبلدة ومخيما، إذ يستمر الفريق في إحصاء أعداد النازحين من المنطقة وتوسيع رقعة البحث الميداني في القرى والبلدات التي لم يدخلها بعد.

وفي وقت سابق، دعا الفريق، في بيان له، إلى وقف هجمات النظام على إدلب وريف حماة الشمالي، التي تزيد من المآسي الإنسانية من قتل ونزوح ودمار، معتبراً أن التصعيد الأخير يخرق اتفاق سوتشي حول المنطقة منزوعة السلاح، التي تشمل أجزاءً من ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والغربي وريف حلب الجنوبي.

وقال عمران الناجي (38 عاما)، لـ"العربي الجديد"، إن الوضع لم يعد يحتمل في بلدته بسهل الغاب في ريف حماة، فالقصف لم يترك مجالا للمخاطرة أبدا والبقاء، وبلدة الشريعة هي بلدة صغيرة اضطر أهلها في هذا الوقت إلى النزوح باتجاه مناطق في إدلب، إذ توجّه الناجي هو وعائلته إلى مخيم أطمة قرب الحدود السورية التركية في ريف إدلب.

ويقول الناجي "اعتدنا في السابق على النزوح من البلدة ليوم أو يومين، وبعد الهدوء الذي شهدته المنطقة عدنا لممارسة عملنا اليومي كالمعتاد، لكن في هذه الأوقات يبدو أن الأمور تتجه نحو الأسوأ والقصف يزداد كل يوم، لذلك يبدو أن فترة نزوحنا ستطول".

في المقابل، نشر المجلس المحلي لمدينة خان شيخون إحصائية عن عدد القتلى، من التاسع من فبراير/شباط الجاري وحتى التاسع عشر من نفس الشهر، جراء استهداف قوات النظام للمدينة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وبلغ عدد القتلى 29 شخصا، بينهم 9 سيدات، إحداهن نازحة من بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى تسعة أطفال قضوا من جراء القصف.

وأشار المجلس المحلي في مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، إلى أن القصف يستهدف تحديدا التجمعات السكنية والمراكز الحيوية، بما فيها المدارس، مما أدى إلى حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، إذ إن هذه المناطق مدنية بحتة وليس فيها أية مقرات عسكرية وتديرها مؤسسات مدنية، واستنكر المجلس في بيانه صمت المجتمع الدولي على ما يجري في إدلب.


بدورها، تقول خديجة أم ممران، لـ"العربي الجديد": "منذ حوالي أربعة أشهر لم ندخل البلدة، فالعودة صعبة في الوقت الحالي، كل شيء مدمر تقريبا، ولم يسلم بيت من القذائف، في كل يوم أتضرع بالدعاء للخلاص مما نحن فيه، فهذا النظام لا يملك شفقة ولا رحمة، يدمّر كل شيء ويقتل كل شيء".

وتضيف: "استأجرنا منزلا في مدينة إدلب ونقيم فيه اليوم، والأولاد التحقوا بمدرسة قريبة، لكن الخوف في قلوبنا، فمنذ أيام وقع انفجار هنا، وسبب مقتل أناس، أتمنى العودة إلى بيتي فلا ملاذ لي ولعائلتي سواه".

المساهمون