أدوية مجهولة المنشأ ومنتهية الصلاحية تهدد حياة فقراء العراق

أدوية مجهولة المنشأ ومنتهية الصلاحية تهدد حياة فقراء العراق

21 فبراير 2019
يدفع فقراء العراق الثمن (Getty)
+ الخط -
عادت مشكلة الأدوية في العراق إلى الواجهة، لكن النقاش هذه المرة ليس حول ندرتها أو سرقتها من المستشفيات وبيعها في السوق السوداء، بل من خلال إغراق الصيدليات بأدوية مجهولة المنشأ أو منتهية الصلاحية يتم التلاعب بتواريخ إنتاجها من قبل ما تصفهم السلطات العراقية بـ "مافيات الأدوية".

ورغم توسيع السلطات العراقية نطاق حملتها في البحث عن تلك الأدوية وجمعها وحرقها واعتقال المتاجرين بها، إلى جانب إغلاق الصيدليات المتورطة، إلا أن المواطنين وأغلبهم من شريحة الفقراء ما زالوا يدفعون ثمن ذلك بسبب انخفاض أسعار هذه الأدوية.

ويتّهم نواب في البرلمان العراقي الحكومة، بـ"قتل" مرضى السرطان، بسبب عدم تزويدهم بالأدوية.

وكشف مسؤول عراقي بوزارة الصحة في بغداد، اليوم الخميس، عن إطلاق "حملة واسعة تركز على بغداد وعدد من المدن الجنوبية والغربية في البلاد، لضبط مخازن تلك الأدوية وشبكات تصريفها واعتقال من يتورط بها بعد وفاة مواطنين اثنين هذا الأسبوع جراء أدوية منتهية الصلاحية منشأها إيران".

وبيّن أن إيران تحولت إلى بوابة لتهريب الأدوية المغشوشة إلى العراق، وهناك شبكات ترتبط بشخصيات تدعمها في بغداد وتحصل على مبالغ خيالية جراء ذلك، مؤكدا أنه تم ضبط كميات كبيرة من الأدوية وإتلافها، لكن الموضوع ما زال في أوله والبلاد تغصّ بأدوية فاسدة يذهب ضحيتها البسطاء.

وفي السياق، قال عضو نقابة الصيادلة العراقيين، علي البياتي، إنّ عددا غير قليل من الصيدليات تحول إلى مكان لجمع الأموال، مؤكدا لـ"العربي الجديد" وجود أشخاص لم يكملوا تعليمهم الجامعي يديرون بعض الصيدليات، ويمنحون الأدوية للمرضى من دون وصفة طبية.

وأوضح أن هذا الأمر متفشٍّ في مختلف مناطق العراق، وبعض الصيدليات تمرر أدوية منتهية الصلاحية، وأخرى مصنعة محليا على أنها مستوردة من ماركات عالمية، مبينا أن بعض الصيدليات الشهيرة في بغداد تقوم باحتكار أدوية أمراض مزمنة لتبيعها بأسعار مضاعفة.

وتابع: "في الأيام الأخيرة مثلا قام بعض الأشخاص بجمع كل ما هو موجود في صيدليات بغداد من دواء (ADALAT 30) المخصص لمرضى الضغط من الصيدليات، من أجل احتكار بيعه في صيدلية واحدة في حي الكرادة ببغداد بضعف سعره"، مبينا أن هذا الدواء أصبح يباع بعد احتكاره بـ 55 ألف دينار عراقي (ما يعادل 46 دولارا أميركيا)، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 28 ألف دينار عراقي قبل أزمة اختفائه.

إلى ذلك، أكد مسؤول صحة ديالى (شرقا)، علي التميمي، وجود صيدليات تبيع الأدوية غير المرخصة، موضحا في تصريح لراديو محلي أن دائرة الصحة بالمحافظة تتابع هذا الأمر من أجل الحدّ منه.

ولا تقتصر معاناة المرضى العراقيين على الدواء غير المرخص، بل يعاني بعض الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة من اختفاء كامل للأدوية.

وهذا ما أكده عضو لجنة الصحة في البرلمان العراقي، جواد الموسوي، الذي انتقد وزارة الصحة بسبب تقصيرها في توفير الأدوية لمرضى السرطان، متهما خلال تصريح صحافي الحكومة العراقية بـ "قتل المرضى" الذين لا توفر لهم الدواء.


وبيّن أن وزارة الصحة تتجاهل مسألة توزيع الدواء على مرضى السرطان منذ أربعة أشهر، معبرا عن قلقه من تردي الخدمات الطبية في المستشفيات، وغلاء الأجور التي تثقل كاهل المواطنين.

وأوضح أن سوء السياسات الصحية يلزم البرلمان بتشديد الدور الرقابي على أداء الخدمات الطبية داخل المستشفيات، مبينا أن لجنته لن تسكت عن أداء وزارة الصحة، وستعمل على محاسبة المقصّرين.

المساهمون