هل تبني مصر أسواراً عازلة في شرم الشيخ؟

هل تبني مصر أسواراً عازلة في شرم الشيخ؟

20 فبراير 2019
أعمال بناء جدار شرم الشيخ (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت الحكومة المصرية في بناء جدار على امتداد طريق المنتجعات السياحية في مدينة شرم الشيخ الواقعة على البحر الأحمر، جنوبي سيناء، بطول 37 كيلومتراً، من منطقة خليج نبق إلى محمية رأس محمد، ما أثار استهجان السكان والسائحين على حد سواء، كون الجدار يحجب الرؤية عن المارين.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنه تم هدم السياج القديم الذي كان يحيط بمنطقة "الرويسات" الصناعية، واستبداله بسياج خرساني ضخم، كما تم بناء سياج مماثل خلال الشهر الأخير حول مطار شرم الشيخ الدولي.
وأكدت المصادر أنه "تم البدء في مشروع بناء ما يقال إنه جدار منذ مطلع الأسبوع الجاري في عدة مناطق حيوية في شرم الشيخ، خصوصا تلك التي يقصدها السياح الأجانب بشكل كثيف. مناطق العمل تتركز في نبق ورأس محمد وخليج نعمة".


وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "قيادات في وزارة الداخلية المصرية تحدثت عن إنشاء الجدار في محيط مدينة شرم الشيخ قبل خمسة أعوام، وتحديدا في 22 فبراير/شباط 2014، في أعقاب هجوم استهدف حافلة سياحية متجهة إلى منتجع طابا. لكن القيادات الأمنية والحكومية ترفض الحديث عن الموضوع في الوقت الحالي".

وعبر متابعون عن استيائهم من الصور المتداولة للجدار على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا أن الجدار يمنع المارة من رؤية الطبيعة، ويعزل السكان البدو ممن يعيشون ويعملون في نطاق المدينة عن الأماكن السياحية.
وكتب السيد أحمد الشريف على "فيسبوك": "هذا السور يشكل كارثة بيئية وجمالية وسياحية، ويحول مدينتنا الجميلة إلى سجن قبيح. كلفة هذا الجدار غير معروفة، ولكنها تقدر بالملايين في بلد يعاني من ديون مالية خطيرة". واستطرد: "هذا المشروع لن يوقف أي إرهاب، وفي رأيي هو إهدار للمال. المسؤولون لديهم رؤية محدودة حول مسألة تنفيذ الأمن من دون تدمير السياحة والجمال".

وقال رئيس مدينة شرم الشيخ، اللواء محمود السولية، في وقت سابق، إن "الجدار الذي يجري إنشاؤه على الطريق عبارة عن سور شبكي مهمته صد النفايات المتطايرة في اتجاه البحر، ومنع عبور الأغنام والماعز في اتجاه خليج نعمة"، على اعتبار أن الخليج من أبرز المناطق السياحية بالمدينة، مستشهداً بإقامة السعودية سوراً شبكياً من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة "لمنع عبور الإبل والجمال التي تتسبب في حوادث الطرق".

وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن السلطات في مصر تستهدف من بناء الحاجز الإسمنتي عزل المناطق السياحية عن محيطها في منتجع شرم الشيخ الذي يناضل لجذب السائحين منذ توقف الرحلات الروسية والبريطانية إلى المدينة أواخر عام 2015، على أثر تحطم طائرة ركاب روسية بعد وقت قصير من إقلاعها في المنطقة بهجوم مرتبط بالإرهاب، ولا يزال حظر الرحلات الجوية المباشرة إلى شرم الشيخ سارياً منذ واقعة سقوط الطائرة الروسية بسيناء، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصاً.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن الصور المسربة تظهر بناء حاجز خرساني بارتفاع يصل إلى ستة أمتار، ما يُثير تخوفات السكان بشأن تطويق محيط المدينة، ونقلت عن محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة (صهر الرئيس عبد الفتاح السيسي)، قوله إن "المشروع يتألف من مزيج من الحواجز الخرسانية العالية، لما لا يقل عن 37 كلم من سياج الأسلاك الشائكة، مع إنشاء أربع بوابات (جميلة) للولوج إلى المدينة".

وذكرت الصحيفة البريطانية أن السلطات في جنوب سيناء نظرت خططاً مماثلة لبناء جدار حول المدينة في عام 2005، لكنها ألغتها، في الوقت الذي رفض فيه المحافظ الحالي الإفصاح عن أسباب إحياء المشروع.
وقالت مديرة منتجع "ريكسوس" في شرم الشيخ، كيلي ولمزلي، إنها لم تكن على علم بالأمر، "ولا أحد يفهم حقيقة ما يجري".

وأفاد أحد المقيمين في المدينة (رفض ذكر اسمه)، بأن نقاط التفتيش والكاميرات حاصرت المدينة لتوفير الأمن، معتبراً أن بناء الجدار "سيغطي على جمال شرم الشيخ المعروفة بجبالها وصحرائها، ولن يُحدِث فارقاً على المستوى الأمني، بل سيزعج الناس بصورة أكبر، ولن يوقف الإرهاب. يقول هذا الجدار للبدو إنهم ليسوا جزءاً من المجتمع، ويرسل رسالة مفادها أنهم لا يستحقون الحماية من الإرهاب"، وفقاً لتقرير "الغارديان".