رحيل خباز اللاجئين في اليونان... وحزن على وفاته
مشاعر حزن في أوساط اللاجئين على رحيل أرفانيتاكيس (تويتر)
توفي ديونيس أرفانيتاكيس، خباز جزيرة كوس اليونانية في بحر إيجة، وحائز الجائزة الأوروبية للمجتمع المدني عام 2016، أمس الأحد عن 77 عاماً.
وأثارت وفاة الخباز اليوناني، الذي كان مدافعاً عن حقوق اللاجئين وساعدهم على طريقته، مشاعر الحزن لا في بلده فحسب، وخصوصاً أنه عرف بدعمه للاجئين في اليونان وتقديمه الخبز المجّاني للاجئين الوافدين إلى جزيرة كوس اليونانية يومياً.
وأصدر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بياناً أمس الأحد أعرب فيه عن عزائه بوفاة "مواطن أوروبي مثالي"، أظهر "سخاءً وحساسية نادرة تجاه مئات المهاجرين التعساء". وقال يونكر: "أوروبا خاصتي هي التي مثّلها ديونيس أرفانيتاكيس".
وغرد يونكر على "تويتر" باليونانية قائلاً عن ديونيس أرفانيتاكيس: "أنت رمز أوروبا (...) خلال رحلتك الطيبة يا خباز كوس أعطيت الخبز كل يوم للأرواح الجائعة والمضطربة".
— Jean-Claude Juncker (@JunckerEU) ١٧ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
وسبق ليونكر أن أشاد بالخباز اليوناني في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في 9 سبتمبر/ أيلول 2017، في سياق حديثه عن أخطر أزمة عالمية للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وناشد الأوروبيين "أن يتذكروا جيداً أن أوروبا هي قارّة حيث كان الجميع تقريباً في وقت ما لاجئاً".
وتابع: "أوروبا هي الخباز في كوس الذي يوزع خبزه على النفوس الجائعة والمرهقة"، وختم: "هذه هي أوروبا التي أريد أن أعيش فيها".
— UNHCR Greece (@UNHCRGreece) ١٨ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
وفي تصريح سابق له عام 2015 لإحدى الصحف المحلية، حمّل الحكومة اليونانية مسؤولية المصاعب التي يعيشها اللاجئون، وقال: "إنه خطأ الدولة اليونانية. أين الديمقراطية؟ حين كنت صغيراً كان الناس يعانون من الجوع. والأمور هي نفسها اليوم. الأطفال جائعون ويتسولون. لا أعرف أين هم الأشخاص الذين لديهم المال. 50 في المائة من الناس في جزيرة كوس لديهم المال. أين هم الآن، إنهم يتخلون عن القيام بأي شيء لتخفيف معاناة اللاجئين".
وقال أيضاً: "نحن وهم (اللاجئون) في نفس الجزيرة، أي نعيش معاً حياة متوازية نتلاقى فيها بالإنسانية". وعبّر الخباز عن إيمانه بأنه "لا يوجد ما هو لنا وحدنا، نحن وهم شعب واحد الآن".
وفي اليونان، أشاد رئيس الجمهورية اليونانية، بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس بـ "إنسانية" و"تضامن" ديونيس أرفانيتاكيس مع اللاجئين.
— Alex Court (@CourtA) ١٧ نوفمبر ٢٠١٥ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
ونشأ أرفانيتاكيس في أسرة فقيرة مؤلفة من 10 أفراد، وهاجر إلى أستراليا في سنّ 16، وعاد في النهاية إلى اليونان واستقر في جزيرة كوس في 1970 وفتح مخبزاً بمدخّراته.
— Eerik-Niiles Kross (@EerikNKross) ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
وفي مارس/ آذار 2015 بدأ بتقديم 100 كيلوغرام من الخبز يومياً، إلى العدد الكبير من اللاجئين الذين يلجأون إلى كوس.
وقال أرفانيتاكيس في ذلك الوقت: "أعرف شعور عدم امتلاك أي شي". وفارق الخباز الحياة عن عمر 77 عاماً لأسباب غير محددة.
وكتبت عنه صحيفة "هافبوست" عام 2017 تقريراً، ذكرت فيه أن الخباز ديونيس أرفانيتاكيس كان يقترب من طوابير اللاجئين من سورية والعراق وإريتريا وأفغانستان في جزيرة كوس، المنتظرين لأخذ حصصهم من الطعام، ويسألهم أولاً عن الأطفال. وكان يقسم أرغفة الخبز الكبيرة بينهم.
— Christos G Failadis (@xfailadis) ١٧ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
وعند سؤال اللاجئين عنه كانوا يشيدون بكرمه، يقدرون ابتسامته اللطيفة وسلامه الحارّ عليهم.
وكان أرفانيتاكيس يحمل الخبز والمعجنات كل صباح بشاحنته، مقترباً من الشاطئ حيث يصل اللاجئون بقوارب مطاطية مكتظة، ويسيرون نحو الميناء الرئيسي بملابس مبللة يبحثون عن الماء والغذاء والمأوى. هناك كان خباز اللاجئين يقدم للوافدين ما يسدّ رمقهم بعد رحلة عذاب طويلة.
