وفاة طفلين سوريين في حريق بمخيم الهول للنازحين

وفاة طفلين سوريين في حريق بمخيم الهول للنازحين

18 فبراير 2019
معاناة الأطفال السوريين في مخيم الهول للنازحين (فيسبوك)
+ الخط -

توفي طفلان في مخيم الهول للنازحين بريف الحسكة الشرقي، اليوم الإثنين، بسبب حريق اندلع في خيمة يعيشون فيها، في أحدث فاجعة ضمن سلسلة من الحوادث الأليمة في المخيم الذي شهد قبل يومين وفاة سيدة مع طفلتها.

وقال الناشط محمد عيسى لـ"العربي الجديد"، إن "الحريق أدى إلى وفاة الطفلين الشقيقين زكريا أحمد وزينب أحمد، والسبب المباشر لتكرار هذه الحوادث أن الأهالي يشعلون المواد البلاستيكية والألبسة القديمة والخشب إذا توفر، إذ لا يوجد وقود تدفئة، وهذه المواد إن لم تتسبب بحريق فإنها تتسبب بأمراض للأطفال والنازحين".

وأضاف عيسى: "ليس هناك وسائل لوقاية النازحين من البرد في المخيم، وخاصة الأطفال، وهناك استغلال واضح للمنظمات الإنسانية من قبل قوات سورية الديموقراطية، فلا يمكن لأي منظمة القيام بأي عمل دون موافقتها، وفي بعض الأحيان تقوم المنظمات بتوزيع بطانيات وحفاضات للأطفال، لكن البطانيات ذات جودة متدنية، عدا عن أنها غير كافية".

وأشار إلى أن "قسد تتعامل مع النازحين على أنهم ينتمون إلى تنظيم داعش، فضلا عن التمييز على أساس العرق الذي يقومون به للتفرقة بين العرب والأكراد، وهناك عمليات استغلال جنسي في المخيم، وغيره من مخيمات ريف الحسكة الخاضعة لسيطرة قسد، والتي تعرف في المنطقة بأنها (مخيمات الموت) نظرا لسوء الأوضاع الإنسانية فيها".

وبين المخاطر التي يواجهها النازحون الألغام الأرضية التي تسببت بوفاة العديد منهم وإصابة آخرين بجروح خطرة، وكان آخرها أمس، حين قضى أربعة نازحين من ريف دير الزور الشرقي، بينهم طفل عمره ثماني سنوات، في حين توفي أكثر من 45 شخصا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بحسب إحصائيات محلية بسبب تدني الخدمات الإنسانية.


وأوضح علاء الياسر لـ"العربي الجديد"، أن "العوائل القادمة حديثا إلى المخيم تتنظر ساعاتٍ طويلة للحصول على بعض الأغطية والمساعدات الإنسانية. ويمكن أن تبقى في العراء لساعات، فلا يوجد آلية للاستجابة السريعة لتلبية متطلبات الأهالي، وهم يعتمدون على ما استطاعوا حمله من أغطية أو أغذية خلال فترة انتظارهم، وما يخيف النازحين أكثر هو الاعتقالات التي تطاولهم تحت أي تهمة".

وقال النازح سلامة كمال: "استغلونا لحظة وصولنا إلى المخيم، فدفعنا نحو ألف دولار أميركي للسيارات التابعة لقسد حتى ينقلونا من المنطقة قرب حقل التنك إلى المخيم الذي اعتقدنا أنه سيكون نهاية معاناتنا من القصف والحرب والدمار، لكن يبدو أننا سنعيش معاناة جديدة في المخيم الذي تبين أنه عبارة عن سجن لا أكثر".

وأنشأ مخيم الهول بالقرب من بلدة الهول خلال الحرب الأميركية على العراق في 1991 بإشراف الأمم المتحدة، بقدرة استيعابية تصل إلى 200 عائلة، وجهز بنحو 130 منزلا، ليستقبل النازحين العراقيين خلال الحرب، ويتجاوز عدد النازحين إليه حاليا 20 ألف شخص.

المساهمون