"فهرية القرن 21"... مغربية تتبرع ببناء مدرسة ثانوية

"فهرية القرن 21"... مغربية تتبرع ببناء مدرسة ثانوية ومبنى لإيواء الطلاب

17 فبراير 2019
سيدة الأعمال المغربية نجية نظير (تويتر)
+ الخط -


قفز اسم سيدة أعمال مغربية بسرعة إلى واجهة الحدث في البلاد بعد انتشار خبر تبرعها بمبلغ مالي كبير يصل إلى 12 مليون درهم (نحو 1.2 مليون دولار)، من أجل بناء مؤسسة تعليمية ومبنى لإيواء التلاميذ في منطقة ابن أحمد القروية، وترميم مدرسة أخرى في المنطقة ذاتها.

وأثار إقدام سيدة الأعمال المغربية نجية نظير على التبرع بهذا المبلغ المالي الكبير إعجابا وإشادة واسعتين وسط المغاربة، خاصة أنها لم تكن معروفة من قبل، فضلا عن كونها لم تسع إلى الشهرة، بل إن الأضواء هي التي سعت إليها في مبادرة خيرية تروم إنقاذ تلاميذ القرى من الهدر المدرسي.

ولقب نشطاء ومتابعون سيدة الأعمال المغربية بفاطمة الفهرية للقرن الواحد والعشرين، باعتبار أن أم البنين فاطمة الفهرية تعد وجها نسائياً رصع جبين التاريخ المغربي بإشرافها على بناء مسجد القرويين العريق بمدينة فاس، والذي يعد أحد أقدم المساجد في العالم.

وتقول نظير في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد، إنها تفاجأت بحجم المتابعة والإشادة التي واكبت تبرعها لبناء مؤسسة تعليمية لمستوى الثانوي، مشيرة إلى أن هدفها الرئيس من التبرع هو أن يكون عملها خالصا لوجه الله بعيدا عن الرياء، ويهدف إلى خدمة التلاميذ والتلميذات ومنحهم فرصة متابعة دراستهم في ظروف أحسن.

وأفادت المتحدثة بأن تمويل بناء مؤسسة تعليمية في منطقة ابن أحمد جنوب إقليم سطات بالمغرب كان من بين أحلامها التي سعت إلى تحقيقها، خاصة أنها تنحدر من المنطقة ذاتها، وكانت ترى المعاناة التي يكابدها التلاميذ وخاصة التلميذات في الذهاب إلى مدارس بعيدة ونائية، ما يضطر كثيرات منهن إلى ترك الدراسة والمكوث في بيوتهن، ليضيع مستقبلهن جراء هذه المشكلة.





وبهذه المبادرة يتمكن تلاميذ وتلميذات منطقة ابن أحمد، من متابعة دراستهم وألا يقطعوا تعليمهم بسبب غياب المؤسسة التعليمية الثانوية، كما أن "دار الطالب" الممولة من طرف نظير ستتيح لعدد من التلاميذ الإيواء من أجل تيسير مسارهم الدراسي.

ويندرج تبرع سيدة الأعمال المغربية لبناء المؤسسة التعليمية الثانوية وتأهيل مدرسة في دائرة ابن أحمد الجنوبية، في إطار اتفاقية وقعتها مع وزارة التربية الوطنية تهدف إلى الارتقاء بمستوى التربية والتكوين والرفع من جودته، وتوسيع العرض التربوي خاصة بالعالم القروي.

وتشير تفاصيل الاتفاقية إلى "إنجاز ثانوية تأهيلية بها داخلية بجماعة أولاد فارس بدائرة ابن أحمد الجنوبية بتكلفة مالية تقدر بـ 12 مليون درهم. أما الاتفاقية الثانية فتهم تأهيل الوحدة المدرسية بنفس الجماعة وذلك من خلال تعويض ثلاث حجرات مدرسية من البناء المفكك بحجرات من البناء الصلب وبناء حجرات إضافية للتعليم العام وحجرة للتعليم الأولي وأربعة مرافق صحية وترميم سور الوحدة المدرسية وتأهيل ساحتها الداخلية، وسيكلف هذا المشروع غلافا ماليا يصل إلى مليون درهم.

وقال محافظ إقليم سطات، خطيب الهبيل، عند التوقيع على الاتفاقية يوم الجمعة الماضي، إن "هذه المبادرة تعد نموذجا يحتذى من طرف الميسورين، وهي في منزلة بناء مسجد لأنها تعود بالخير والنفع الكبيرين على شباب المنطقة الذي يعتبر الركيزة الأساسية وأمل ومستقبل بلادنا".

ولفتت نظير إلى أنها لاحظت تكلف الميسورين ببناء المساجد في كل مكان، في حين أن القلة منهم يهتمون بتشييد المدارس، معتبرة أن أجر بناء مدرسة لتعليم الأجيال المقبلة كبير لا يقل عن أجر بناء بيوت الله.

المساهمون