الإنشاد الديني ينتشر في مصر

من الحضرة إلى المراكز الثقافية... الإنشاد الديني ينتشر في مصر

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
16 فبراير 2019
+ الخط -
كثرت فرق الإنشاد الديني في الأونة الأخيرة بمصر، وكذلك ظهورها العلني في المراكز الثقافية، بعد أن انحصر وجودها لعقود داخل الحضرات الصوفية المنتشرة في ربوع البلاد. وبات الشباب الصاعد يتنافس على نيل الشهرة، وإقامة المزيد من الحفلات التي تصدح فيها أنغام الفن الروحي.

في قلب القاهرة الفاطمية، حيث يقع مركز "الربع" الثقافي بشارع المعز، الذي يحرص على تنظيم احتفالات للفرق الإنشادية بين الحين والآخر، ليظهر من جنباته أصواتا رنانة تخاطب القلب والأذن، التقطت كاميرا "العربي الجديد" مشاهد للمنشدين، ولجمهور يفترش الأرض في صفوف متساوية.

فالإنشاد الديني؛ هو أحد الفنون الإسلامية وبدأ مع ظهور الأذان، وفقا للمنشد إبراهيم الخولي الذي قدم من محافظة الشرقية للمشاركة في الحفل بالقاهرة. وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن الإنشاد تطور في مصر والشام والعراق، وظهرت ألوان متعددة منه في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

بدأ الخولي، البالغ من العمر 25 عاما، تعلم الإنشاد منذ صغره بعد حفظ القرآن الكريم، من خلال سماعه للمشايخ القدامى الذين كان والده يحبهم، آملا أن يجد له مقعدا وسط كبار المنشدين المصريين، ومن خلال موسيقى الإنشاد يخاطب جيلا من الشباب الذي يريد الوصول إليه، وصار له مقاطع كثيرة بصوته يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

طريق الخولي نحو الإنشاد جاء من إيمانه برسالة إسعاد الجمهور، ونشر الرحمة،. ولفت الخولي إلى أن الإنشاد في مصر يشهد تطوراً ملحوظاً، خصوصاً مع إقبال الشباب على تعلم طرقه وأصوله. "لكنه يحتاج إلى الصبر"، بحسب الخولي.

واتفق المنشد لؤي الدمرداش مع الخولي، الذي شدد على حرصه على المشاركة في حفلات المراكز الثقافية لتوصيل غناء هادف. وبيّن أن "الفارق بين الابتهالات والإنشاد يكمن في أن الأولى مثلها مثل التواشيح في ثبوت ألحانها وأصالتها، وغير قابلة للتجويد أو التعديل، أما الإنشاد فيشترط جودة الصوت، ومن خلاله يستطيع المنشد الإبداع والتنقل بين المقامات المختلفة".

وأسس الإنشاد في مصر الشيخ علي محمود، الذي لقب بعميد الإنشاد، بحسب لؤي. وقال لـ"العربي الجديد": "كثيرون في الوقت الحالي لا يعرفون الشيخ علي محمود، فهو صاحب أولى التجارب في عالم الإنشاد، وكان هو أول مبتهل بالإذاعة المصرية".


وتابع الدمرداش أن "الإنشاد ينقسم عموماً إلى مديح شعبي، ويعتمده ياسين التهامي وأمثاله، والابتهالات التي عرفناها من خلال الشيخ سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار". وأعرب عن آمله في أن يتغلب الإنشاد الديني على كل غناء غير هادف، مؤكدا أنه لا ينتظر عائداً مادياً كبيراً بقدر الحصول على حقه في الظهور، و"توصيل رسالة سامية في مصر، بل وفي العالم كله".