موجة صقيع تجتاح شمال الولايات المتحدة وتقتل 12 شخصاً

موجة صقيع تجتاح شمال الولايات المتحدة وتقتل 12 شخصاً

01 فبراير 2019
رياح شديدة البرودة (Getty)
+ الخط -
تجتاح الولايات المتحدة، منذ الأربعاء، موجة صقيع وتضربها رياح شديدة البرودة مصدرها القطب الشمالي، ما حمل السلطات على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية السكان الأكثر تأثراً بالبرد. وذكر مركز الأرصاد الجوية أن "كتلة الهواء القطبية غير المسبوقة" ستؤدي إلى درجات متدنية جداً، تتراوح بين 34 و51 درجة مئوية تحت الصفر في السهول الشمالية ومنطقة البحيرات الكبرى، وأعالي المناطق وسط غرب الولايات المتحدة.

وأفادت تقارير رسمية وإعلامية، بأن البرودة تسببت في وفاة على الأقل في أرجاء الغرب الأوسط. ولقي بعضهم حتفه في حوادث مرور مرتبطة بالطقس، بينما توفي آخرون بسبب التعرض للبرودة.

وفي شمال غرب مينيسوتا، انخفضت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر عند الساعة السادسة صباحاً، في مدينة مانومن الصغيرة أمس الخميس. وأصدرت سلطات إيلينوي وويسكونسن وميشيغن إنذارات ليوم الأربعاء، الذي كان يفترض أن يكون النهار الأشدّ برودة وسيؤثر على 60 مليون نسمة.

وفي شيكاغو ثالثة مدن البلاد التي أطلق عليها اسم "مدينة الرياح"، وصلت درجات الحرارة  إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر، و26 تحت الصفر بعد ظهر أمس الخميس.

وقال رئيس بلدية شيكاغو رام إيمانويل خلال مؤتمر صحافي، مساء الأربعاء: "نواجه موجة صقيع تاريخية بالتأكيد". وأضاف: "درجات الحرارة المتدنية تهدد الأرواح، وعلينا التصرف في ضوء ذلك". وحذّر: "هناك البرد وهناك الصقيع! الصقيع موجة خطيرة من البرد الشديد". كما غطى الجليد قنوات المدينة وضفاف بحيرة ميشيغن تحت شمس حارقة.

ومن المتوقع أن تنعم شيكاغو، بحلول مطلع الأسبوع المقبل، بدرجات حرارة أعلى تذيب الثلوج ستتراوح بين أربع وعشر درجات مئوية. كما يتوقع حدوث ذلك في مناطق أخرى بالغرب الأوسط. لكن خبراء الأرصاد، حذروا من أن درجات حرارة من بين الأدنى منذ عشرات السنين ما زالت ممكنة في مناطق بالغرب الأوسط وأوهايو فالي.

وقال ليون جيلبرت (31 عاماً) وهو يعمل في مقهى في وسط المدينة المقفر لفرانس برس: "أشعر وكأنني قطعة جليد لم أعد أشعر بجلدي". وللاحتماء من الرياح الباردة خرج السكان من منازلهم يغطون أعينهم بأقنعة تزلج.

وبأمر من حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، ستبقى إدارات الولاية مقفلة حتى الجمعة، وطلب من الموظفين غير الأساسيين ملازمة منازلهم. كما أغلقت المدارس، بعد توقعات مركز الأرصاد الجوية انخفاض درجات الحرارة بين 30 و40 درجة مئوية تحت الصفر. 

وعمد موظفو السكك الحديد في شيكاغو، إلى تدفئة قضبان السكك الحديد لكي لا تتجمد وتؤدي إلى وقف حركة القطارات. وذكرت شركة "ميترا إليكتريك" للنقل، أن كل القطارات التي تسير في المدن كانت متوقفة الأربعاء و"حتى إشعار آخر".

ونقلت الصحف عن متحدثة باسم الشركة قولها: "سجلنا مشاكل عديدة مع كابلات التغذية، خصوصاً بسبب تقلص المعدن من جراء الأحوال الجوية الشديدة البرودة".

وتأثرت أيضاً حركة الملاحة الجوية. وألغيت أكثر من 2500 رحلة داخلية من وإلى الولايات المتحدة، ما أرغم المسافرين على مواجهة البرد ليوم إضافي على الأقل. وقال براندن روبنسن، الذي اضطر للبقاء ليوم إضافي في فندق بوسط شيكاغو: "سأبقى إلى أن أتمكن من السفر لأن كل الرحلات ألغيت".



وأطلقت البلدية على تويتر عبارة "لازموا منازلكم الدافئة" لثني السكان عن الخروج. وتم فتح أكثر من 270 "مركز تدفئة" في مبان فدرالية ومراكز اجتماعية، ومكتبات وحتى دوائر شرطة، للأشخاص المحتاجين إلى مكان دافئ، وخصوصاً مشردي المدينة وعددهم 16 ألفاً. كما قدمت مؤسسة "ليفت" لاستئجار سيارة مع سائق خدمة بـ15 دولاراً لنقل زبائنها الراغبين في الوصول إلى هذه المراكز والاحتماء من البرد.


وفي مينيابوليس وسانت بول، كان يفترض أن تبقى عدة ملاجئ مفتوحة على مدار الساعة. كما علق جهاز البريد الأميركي، المعروف بالتزامه توزيع البريد مهما كانت الأحوال الجوية، عمله في أنحاء من إنديانا وميشيغن وايلينوي واوهايو وداكوتا ونبراسكا. ويتوقع أن تتحسن الأحوال الجوية في نهاية الأسبوع، في حين تتجه موجة البرد إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. كما يتوقع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج في بنسلفانيا وماين.


(فرانس برس، رويترز)

المساهمون