كيف تتعامل مع مدير متنمّر؟

كيف تتعامل مع مدير متنمّر؟

09 ديسمبر 2019
يُشرف عليهما (ديميتار ديلكوف/ فرانس برس)
+ الخط -

يقول الدكتور غاري نامي، مدير معهد التنمّر في مكان العمل بأميركا الشمالية، إن هناك 25 عادة يمكن أن تجعل رئيسك أو مديرك في خانة المتنمّر. ويتحدث عن تصرّفات مزعجة مشتركة بين معظم المديرين السيّئين، لا يمكن احتمالها، منها على سبيل المثال التقلّب في المزاج، الذي لا يمكن السيطرة عليه، والتلفّظ بعبارات محبطة، فضلاً عن الصراخ على الموظفين ونوبات الغضب التي تكاد تكون يومية. ونحو نصف الموظفين في الولايات المتحدة الأميركية وكذلك في المملكة المتحدة يقولون إنّهم استقالوا من وظائفهم، بسبب رئيس متنمّر يصرخ كثيراً أو يؤذيهم بطريقة ما، بحسب صحيفة "ذا إندبندنت".

وكشفت دراسة أُعدت عام 2017، أن الأشخاص الذين عملوا مع مدير كهذا كانوا أكثر اكتئاباً. ولطالما دعمت الأبحاث وجود رابط بين الإساءة في مكان العمل والعواقب السلبية على الموظفين، الذين قد يشعرون بالقلق ويفقدون قدرتهم على التركيز. وأظهرت دراسة جديدة أعدتها المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، أن الأشخاص الذين يتعرّضون لسوء المعاملة في مكان العمل أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تقول لوزا (اسم مستعار) التي تبلغ من العمر 50 عاماً، إن مديرها حالة استثنائية، إذ لم تختبر مثيلاً له. وتوضح لـ"العربي الجديد"، قائلة: "تعاملت مع مديرين في السابق اعتادوا الصراخ للتعبير عن غضبهم أحياناً، لكنّهم كانوا منصفين في الوقت نفسه، وسرعان ما اعتذروا. بعضهم كان مجرّد صورة لمدير لا يقدّم ولا يؤخّر، أي أنّهم يجهلون ما يقوم به الموظفون من جهد، فلا يمدح ولا ينتقد، الأمر الذي يمكن أن يقلّل من عزيمة الموظف في العمل. لكنّها تفاصيل يمكن التعايش معها، في ظل الحاجة إلى الراتب".

تضيف لوزا: "حالتان استطعت تقبّلهما على الرغم من أنّني شعرت بالانزعاج أحياناً. أمّا اليوم، فأعمل مع مدير سلبي إلى درجة كبيرة. أعترف بأنّني أصبحت عاجزة عن التعامل معه. هو مثل آلة مدمّرة بكل معنى الكلمة. ينتقد الموظفين علناً، خصوصاً الذين يكرههم، وهم كثر. ولا يمكن أن يتفوّه بأية كلمة إيجابية، حتى لو قدم الموظف اختراعاً جديداً لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل". وتوضح: "في البداية، لم أكترث له كثيراً، لكن الاستمرار لسنوات في العمل مع مسؤول يمكن وصفه بالخبيث أصابني بحالة اكتئاب وإحباط". تضيف: "هذا تنمّر من نوع آخر. لا صراخ ولا نوبات غضب، بل لا مبالاة مع انتقاد متكرّر، إلى حد الإحساس بأنّك مجرّد رقم في الشركة لا معنى لوجودك".




ولأنّ من المهم معرفة كيفية التعامل مع مديرين كهؤلاء، وجدت الدراسة التي أعدها البروفسور بينيت تيبر من جامعة ولاية أوهايو، أن الموظفين الذين استجابوا بنحو سلبي لرؤسائهم البغيضين، أي تجاهلوهم أو تظاهروا بذلك، لم يشعروا بأنّهم ضحايا في مكان العمل. أما أولئك الذين أرادوا الثأر أو الانتقام من رؤسائهم، فقد عانوا من ضغوط نفسية أقل. أمّا الموظفون الذين عجزوا عن الانتقام أو الرد بالمثل، فقد تأثرت حياتهم المهنية والنفسية كثيراً. بالتالي فإنّ التعامل مع مدير سيّئ لا يختلف عن التعرّض للتنمّر في المدارس. لذلك، من الصعب عدم التأثر بالإساءة، فقد يكون من الأفضل التعامل بالمثل والقتال.

دلالات