الأدوية في مخيم الركبان صعبة المنال

العواصف الغبارية متواصلة في مخيم الركبان والأدوية صعبة المنال

26 ديسمبر 2019
صعوبات في الرعاية الصحية وتأمين الأدوية (Getty)
+ الخط -



تتواصل العاصفة الغبارية التي تضرب مخيم الركبان الواقع في منطقة المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، لليوم الثالث على التوالي، معيقة حركة النازحين هناك، ومتسببة بمشاكل للأطفال وكبار السن خاصة ممن يعانون أمراضاً تنفسية مثل الربو، يفاقمها شحّ في الأدوية.

وقال الناشط الإعلامي المقيم في مخيم الركبان، عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد": "المواد الغذائية أصبحت متوفرة داخل المخيم نوعا ما، لكنها مرتفعة السعر، وبسبب الفقر هناك حالات سوء التغذية، إذ يقتصر طعام بعض العوائل على وجبات قليلة، كما لا تتوفر أدوية الأطفال دائما".

وتحدث الحمصي عن وجود صعوبات في تأمين الأدوية بسبب غلائها من جهة، ولتشديد قوات النظام على منع دخولها للمخيم من جهة ثانية. وتقول المصادر الطبية إنّ الأدوية التي تدخل المخيم قليلة وأسعارها مرتفعة، ويصل سعر أي صنف لنحو 10 آلاف ليرة سورية (حوالي 19.42 دولارا أميركيا).

وأردف الحمصي "جميع الأدوية تدخل المخيم عن طريق التهريب، ومعظمها يتعلق حاليا بالإنفلونزا الموسمية والمكملات الغذائية للنساء الحوامل وأدوية الربو التي يكثر الطلب عليها في أوقات العواصف الغبارية".

وتتسبب العواصف الغبارية بحالات اختناق للأطفال في مخيم الركبان على وجه التحديد، كما يعاني المخيم من دخول مياه الأمطار للمنازل الطينية في حال هطولها بغزارة كما حدث العام الماضي، إذ اجتاحت المياه البيوت الطينية والخيام، وتسببت في تدمير بعضها. وقد عمل النازحون في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي على ترميم وصيانة هذه البيوت خلال استعداداتهم لفصل الشتاء.

ويقول عضو تنسيقية تدمر، بشار عكيل لـ"العربي الجديد"، "إنه رغم انخفاض أعداد النازحين في المخيم بعد اتباع النظام وروسيا سياسة الجوع أو الركوع، إلا أن المشاكل لا تزال نفسها في ظل التجاهل الأممي للنازحين، إذ تتقاعس الأمم المتحدة بشكل أساسي ومتعمد في تقديم أي خدمات للنازحين هناك، ووعدوا منذ نحو شهرين بإدخال أدوية وبعض المساعدات، لكن هذا الأمر لم يحدث أبدا، ومن الواضح أنهم يساهمون بالضغط على النازحين ويجبرونهم على الرضوخ لما يريده النظام"، بحسب قوله.

وأوضح أحد نازحي المخيم لـ"العربي الجديد"، أن النازحين يلجؤون في الوقت الحالي للتداوي بالأعشاب أو الطب البديل، كون الأدوية مرتفعة السعر بشكل كبير وغالبا يحتاجون وقتا لا بأس به للحصول عليها في حال لم تكن متوفرة.

وكان عدد النازحين في المخيم تجاوز 45 ألفا، وبقي منهم في الوقت الحالي نحو 10 آلاف نسمة منذ بدء النظام بتطبيق حصار خانق على المخيم في شهر سبتمبر/ أيلول عام 2018، إذ بدأت الكثير من العوائل بمغادرة المخيم نحو مناطق سيطرة النظام، وتم نقل الشبّان لمراكز احتجاز في حي دير بعلبة بمدينة حمص.


وكانت هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان أوضحت في بيان لها في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن النظام اقتاد جزءا من هؤلاء الشبان لمعتقلات في مدينة حمص، بينما تم تحويل آخرين للفروع الأمنية التابعة له في العاصمة دمشق، وأجبر باقون على الالتحاق بصفوف قواته ضمن الخدمة الإلزامية.