هذه أجواء عيد الميلاد عربياً وعالمياً

أجواء عيد الميلاد عربياً وعالمياً... فسحة للفرح والتسامح

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
25 ديسمبر 2019
+ الخط -
احتفل المسيحيون في العديد من الدول العربية وفي العالم، بعيد الميلاد. وتفاوتت مظاهر الاحتفالات بهذه المناسبة. وبرغم الكوارث والمآسي التي يشهدها العالم، فقد أكد البابا فرنسيس في عظته بأن "عيد الميلاد يذكرنا أن الله يحب جميع البشر حتى أسوأهم". وأضاف أن "حبه غير مشروط وبلا مقابل". وتابع:"علينا ألا ننتظر أن يصبح الآخر جيداً لنقدم له الخير وأن تكون الكنيسة مثالية لنحبها وأن يقدرنا الآخرون لنخدمهم. لنكن مبادرين إلى ذلك".  

فمن كنيسة المهد حيث ولد يسوع المسيح حسب التقليد المسيحي، في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، انطلقت الاحتفالات، مجسدة رسالة المحبة والسلام والحرية والكرامة.

وقال المطران بييرباتيستا بيتسابالا المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين الذي ترأس قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا المحاذية لكنيسة المهد، "في عيد الميلاد العالم أجمع ينظر إلينا، ينظر إلى بيت لحم". وكان بيتسابالا صرح للصحافيين قبل القداس: "إنه وقت عصيب ولكن هناك سبباً للأمل (...) عيد الميلاد بالنسبة لنا هو للاحتفال بالأمل"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

واكتظت ساحة المدينة الواقعة مقابل كنيسة المهد بحشد كبير يضم العديد من الأطفال الذين ارتدوا لباس بابا نويل. وعند وصول بيتسابالا استقبله السياح عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وعزفت فرق الكشافة الموسيقى، بينما اصطف داخل كنيسة المهد، الحجاج الذين قدموا من إيطاليا والهند وتنزانيا وغيرها، لزيارة المغارة.

وقرعت فرق الكشافة الفلسطينية الطبول ضمن استعراضات كشفية خاصة بالمناسبة. وحضر القداس مسيحيون من قطاع غزة لكن عددهم أقل من السنوات الماضية إذ إن إسرائيل لم تمنح سوى عدداً قليلاً منهم تصاريح لدخول الضفة الغربية المحتلة.

وقال الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة وديع أبو نصار، إن إسرائيل سمحت لنحو 300 شخص فقط بمغادرة قطاع غزة لهذه المناسبة، من أصل 950 طلباً. وأضاف: "على الرغم من كل التحديات والصعوبات والألم والمشاكل التي تواجهنا، ما زال لدينا أمل في الله والشعوب".

وفي العراق، استقبلت الكنائس آلاف المسيحيين وضيوفهم من الديانات الأخرى للاحتفال بهذه المناسبة، برغم قرار بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو إلغاء مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية احتراماً لمن قٌتلوا في التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الأردن وخاصة في مدن مادبا وعجلون والسلط والفحيص والكرك وإربد والزرقاء والعاصمة عمّان، حيث يتمركز المسيحيون، أقيمت الاحتفالات، وزينت شجرة الميلاد بألوان الفرح.

وفي لبنان، تجسدت احتفالات الميلاد بحملاتٍ من التكافل والتضامن الاجتماعي وجمع التبرّعات وتوزيع الهدايا وتنظيم الألعاب والأنشطة الترفيهيّة، علّها تكرّس المعاني الحقيقيّة للأعياد.

وكما يجري كل عام وجّه عدد من القادة رسائل عيد الميلاد التقليدية. فقد دعا العاهل الإسباني فيليبي السادس في خطاب ألقاه في القصر الملكي إلى الاتحاد، مشيراً إلى أزمة كاتالونيا. وحض ملك إسبانيا مواطنيه على "الابتعاد عن الانقسامات التي تضعف تعايشنا". وتحدث عن "زمن يسوده شك كبير وتغييرات عميقة وتسارع في الكثير من المجالات ما يثير قلقاً في المجتمع"، مشيراً إلى أن "تراجع ثقة العديد من المواطنين في المؤسسات وكذلك كاتالونيا، هما من القضايا التي التي تثير قلقنا".

من جهتها، اعترفت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية بأنها شهدت سنة "مليئة بالعثرات" ودعت البريطانيين إلى تجاوز انقساماتهم. وقالت في دعوة إلى المصالحة في بلد منقسم بسبب بريكست إن "خطوات صغيرة تم القيام بها بإيمان وأمل يمكن أن تسمح بتجاوز الخلافات القديمة والانقسامات العميقة لجلب الانسجام والتفاهم".

وفي الفيليبين، أفسد الإعصار "فانفون" يوم عيد الميلاد، وقد اضطر آلاف الفيلبينيين للبقاء في منازلهم بينما علق آخرون في مرافىء أو مراكز إيواء. وقال مسؤولون إنّ أكثر من 16 ألف شخص قضوا ليلة عيد الميلاد في المدارس وصالات الألعاب الرياضية والمباني الحكومية التي تم تحويلها على عجل إلى مراكز إيواء بعد أنّ وصل الإعصار الثلاثاء.

أما في أستراليا، فقد أصيب عشرات الأشخاص في أحد المجمعات التجارية بجروح بسبب تدافع من أجل شراء الهدايا.

وفي باريس وللمرة الأولى منذ أكثر من قرنين، لم يجر قداس ليلة الميلاد في كاتدرائية نوتردام. فقد أحيا المسيحيون الكاثوليك عيد الميلاد في كنيسة تبعد مئات الأمتار عن الكاتدرائية المغلقة منذ الحريق الذي دمر أجزاء منها. وأفسد إضراب قطاع النقل المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد، خطط السفر لعشرات آلاف المسافرين الذي حصلوا على تذاكر السفر لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم في الوقت المناسب.
 
يذكر أنّ الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي (من بينها الكاثوليك) تحتفل بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي (بينها الأرثوذكس) بالعيد يوم 7 يناير/ كانون الثاني.

دلالات

ذات صلة

الصورة
سياسة/تفجيرات سريلانكا/(Getty)

أخبار

أمرت السلطات السريلانكية جميع الكنائس الكاثوليكية بإغلاق أبوابها إلى أن تستتب الأوضاع الأمنية بعد الاعتداءات التي وقعت في عيد الفصح، كما أغلقت السلطات مبنى البنك المركزي ورفعت حالة التأهب الأمني في أعقاب تحذير من تفجير وشيك، اليوم الخميس.
الصورة
سريلانكا/تفجيرات كنائس/عيد الفصح/شاميلا كاروناراثني/الأناضول

أخبار

قال شاهد من "رويترز"، إنّ انفجاراً جديداً وقع، اليوم الإثنين، قرب كنيسة في العاصمة السريلانكية كولومبو، استهدفتها التفجيرات أمس الأحد.
الصورة
مصر/سياسة/اعتداء كنيسة مارمينا/(العربي الجديد)

أخبار

سُميت الكنيسة الصغيرة التي تقع غرب مدينة حلوان جنوبي القاهرة، تيمنًا باسمي القديس مارمينا، والبابا كيرلس السادس، بابا الأقباط السابق، وهي تتبع إبراشية حلوان والمعصرة.
الصورة
مسيحيو فلسطين يحتفلون بـ"سبت النور" في الضفة الغربية

أخبار

أحيت الطوائف المسيحية في الضفة الغربية، والتي تسير حسب التقويمين الشرقي والغربي، احتفالات "سبت النور" المقدّس اليوم، بمشاركة آلاف المسيحيين والفعاليات الشعبية والرسمية، إيذاناً بالاحتفال بعيد الفصح، والذي يحلّ يوم غد الأحد.