حركة نزوح واسعة من ريف إدلب هرباً من القصف

حركة نزوح واسعة من ريف إدلب هرباً من القصف

18 ديسمبر 2019
القصف يجبر أهالي معرة النعمان على النزوح (الأناضول)
+ الخط -
تجددت حركة النزوح من ريف إدلب الجنوبي خلال اليومين الماضيين بسبب التصعيد العسكري، إذ تنهمر مختلف أنواع الصواريخ والقذائف على مدن وبلدات المنطقة، في حين يعاني الأهالي من أوضاع اقتصادية سيئة تمنع كثيراً منهم من الهرب.

وقال رئيس المجلس المحلي السابق لبلدة جرجناز، حسين الدغيم، النازح إلى معرة النعمان، لـ"العربي الجديد": "نزح الجميع من جرجناز، حتى من كان يقيم على أطرافها نزح، ولم يبق إلا بضعة شباب يحرسون البلدة أو يتفقدون منازلهم. بدأ النزوح منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ومنذ ذلك التاريخ مرت فترات هدوء، فعادت أعداد من العائلات، لكن البلدة اليوم خالية، والأهالي نزحوا إلى شمال إدلب".

وبين الدغيم أن "طبيعة المساعدات غير منتظمة، فهناك مناطق تصلها مساعدات، ومناطق أخرى لا تتوفر لها أية مساعدات، وهناك عائلات استفادت مرة واحدة، أو عدة مرات من المساعدات، وعائلات أخرى لم تستلم أية مساعدات، ولا توجد جهة تستقبل العائلات النازحة، وغالبيتهم استقروا في منازل مستأجرة في مدن وبلدات الشمال، وبعضهم توجه إلى مناطق ريف حلب".

وأضاف أن "من نزحوا إلى المخيمات لا تزيد نسبتهم عن 10 في المائة من الأهالي، وهؤلاء يعانون بشكل كبير، ومعرة النعمان كانت حتى وقت قريب في وضع جيد، إلا أن القصف الصاروخي وصلها مؤخراً، وتسبب في إرباك الحركة في الأسواق، ويهدد بموجة نزوح".

يحاول محمد معراوي الاختباء مع عائلته من الطيران الحربي الذي يحوم في أجواء مدينة معرة النعمان، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه لا يملك ترف النزوح لعدم توفر التكاليف المادية، موضحاً أن موجات النزوح من المدينة زادت بعد أن كانت حالات فردية ومتقطعة بسبب التصعيد الأخير.

ولفت معراوي إلى أن "هناك مئات النازحين من معرة النعمان، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، إذ لا يتوفر سوى بضع سيارات تنقل إلى أماكن أكثر أمناً في مناطق شمال إدلب، ولا يوجد أي مقومات للحياة بسبب الحملة العسكرية الشرسة".

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي في معرة النعمان، الشيخ بلال الذكرة، لـ"العربي الجديد": "اليوم بدأت بعض العائلات النزوح من المعرة، وأعداد السكان حالياً نحو 90 ألف نسمة، وكلهم يعيشون حالة إنسانية صعبة. الذين خرجوا من المعرة توجهوا شمالاً، ولا يوجد من يستقبلهم، ولم يتم إحصاؤهم بدقة".


وأضاف أن "المياه والكهرباء متوفرة في المعرة، ولكن القصف الهمجي يشل حركة الناس الذين يتجمعون في الطوابق السفلية، ولا يستطيعون الخروج من منازلهم، وستكون هناك موجة نزوح كبيرة في حال استمر القصف. لكننا بحاجة إلى المازوت لنقل الناس الذين يريدون النزوح، وهؤلاء بحاجة إلى وحدات سكنية أو كرفانات تقيهم البرد والأمطار".

وقال النازح من ريف إدلب الجنوبي إلى الحدود السورية التركية، سليمان محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي اتخذوا قرار النزوح بعد أن أمطرت الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة مدنهم وقراهم بالصواريخ والبراميل والقذائف، والتي حصدت أرواح أبنائهم، فقرروا الفرار بأرواحهم إلى مناطق الشمال".

وأضاف أن "مخيمات الشمال تعاني من تخمة، وهي أساساً تفتقد إلى أبسط مقومات المعيشة، ومع قدوم فصل الشتاء، غرقت معظم المخيمات بمياه الأمطار، وكثير من العائلات تعيش تحت الأشجار في العراء بسبب عدم تمكنها من توفير أجرة منزل بسيط، فقد تصل أجرة منزل متواضع إلى أكثر من 100 دولار".

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، أمس الثلاثاء، في تقرير، إن "حركة نزوح كثيفة تستمر من مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي باتجاه المناطق الآمنة نسبياً، وعدد العائلات النازحة خلال الفترة بين الأول من نوفمبر/تشرين الثاني إلى مطلع ديسمبر/كانون الأول، بلغ أكثر من 19 ألف عائلة".

المساهمون