سياح روس خسروا حياتهم في تركيا

سياح روس خسروا حياتهم في تركيا

06 نوفمبر 2019
سيّاح يستمتعون بالبحر في تركيا (كريس ماغكراث/ Getty)
+ الخط -

شهد موسم الصيف الأخير مجموعة من الحوادث التي تعرّض لها السياح الروس في المنتجعات التركية، وراح ضحيتها نحو 90 شخصاً، وسط تساؤلات حول ما إذا كان ذلك نتيجة للإهمال في تأمين السياح أو نسبة طبيعية في ظل التوقعات بزيادة عددهم

شهد موسم الصيف الأخير مجموعة من الحوادث التي تعرّض لها السياح الروس في المنتجعات التركية، وراح ضحيتها نحو 90 شخصاً، وسط تساؤلات حول ما إذا كان ذلك نتيجة للإهمال في تأمين السياح أو نسبة طبيعية في ظل التوقعات بزيادة عددهم إلى أكثر من ستة ملايين هذا العام.

ومن آخر الحوادث التي تعرّض لها السياح الروس في تركيا، انقلاب حافلة كانت تقل عدداً من السياح الروس في منتجع أنطاليا، وأصيب بعضهم إثر ذلك. وفي حادثة أخرى، أعيدت سائحة روسية إلى وطنها على متن طائرة طبية بعدما دخلت في غيبوبة أثناء وجودها في تركيا.
وقبلها، انشغل الرأي العام الروسي بواقعة سكب زيت ساخن أثناء عرض أقيم في وقت العشاء بسبب خطأ الطباخ، ما أدى إلى إصابة بضعة أشخاص، بينهم طفلان، بحروق.

وفي حادثة أخرى، أصيب أكثر من 20 سائحاً روسياً جراء انقلاب حافلة سياحية في أنطاليا، وهم في طريقهم إلى المطار في نهاية عطلتهم في النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي. تضاف إلى ما سبق مجموعة من الحوادث المروعة التي تعرض لها أطفال ومراهقون دون الـ 20 عاماً، منها غرق طفلة من مواليد عام 2013 في مسبح في فندق تركي مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، وسط غياب لرجال الإنقاذ في محيطه. أما طفلة أخرى في عمر 12 عاماً، فدخلت في غيبوبة إثر حادثة في مسبح في منتجع بودروم، إلى أن توقفت نبضات قلبها في نهاية أغسطس/ آب الماضي.



مع ذلك، لا يرى كبير الخبراء القانونيين في موقع "السائح على حق"، ميخائيل جيتنوخين، أي زيادة كبيرة في الحوادث المتعلقة بالسياح الروس في تركيا، من دون أن يستبعد في الوقت نفسه احتمال تراجع مستوى الخدمات بسبب تدفق أعداد هائلة من السياح. ويقول جيتنوخين لـ "العربي الجديد": "غالبيّة الحالات الـ 90 عانت من وعكات صحية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بينما ظلت حوادث السير والتسمم والغرق مثل معدلات السنوات الماضية. كما أن حركة السياحة إلى تركيا ازدادت كثيراً هذا العام. ونتيجة لذلك، زاد عدد المصابين من دون أن تتغير نسبتهم من إجمالي عدد المسافرين".

وفي ما يتعلق بأسباب الضجة الإعلامية حول الحوادث في تركيا، يقول: "لا أرى أية زيادة تذكر في عدد الحوادث، لكن وسائل الإعلام أصبحت تبدي اهتماماً أكبر بها وتخلق أجواء إعلامية محددة حول قضية سلامة السياح الروس. خلا قطاع السياحة هذا العام من أي أحداث تستحق التغطية، مثل إفلاس كبرى الشركات أو تعديلات تشريعية هامة، فتتناول وسائل الإعلام ما هو على السطح".

ويستشهد جيتنوخين بإحصائيات شركة "إي أر في" للتأمين السياحي، التي تشير إلى حدوث 1.6 حالة وفاة من بين كل 100 ألف سائح توجه إلى تركيا في عام 2019، في مقابل 1.7 في العام الماضي.

على الرغم من ذلك، لا يستبعد احتمال تراجع مستوى الخدمات في الفنادق التركية نتيجة تزايد عدد السياح، قائلاً: "تعمل الفنادق التركية بكامل طاقتها لاستقبال السياح الروس، وهناك شكاوى كثيرة من حالة الحجز في الفنادق فوق قدرتها الاستيعابية. مستوى الخدمة يتراجع، والاهتمام بسلامة السياح أيضاً على ما يبدو، لكن ليست هناك أدلة مباشرة على ذلك".

ومن مؤشرات تجاوز أعداد السياح الروس الطاقة الاستيعابية للفنادق التركية، توقف بعض الفنادق في أنطاليا عن حجز الغرف في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد ارتفاع الطلب بنسبة 20 في المائة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكان السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي يرخوف، قد قال لوكالة "نوفوستي" في سبتمبر/ أيلول، إن الموسم الصيفي المنتهي "كان صعباً جداً لنا لناحية عدد الحوادث مع السياح الروس جنوب تركيا".

ويؤكد يرخوف حدوث 88 حالة وفاة ونحو 40 حالة إجلاء طبي، عازياً الأمر إلى زيادة حركة السياحة من روسيا إلى تركيا، التي بلغت ستة ملايين سائح في العام الماضي قابلة للارتفاع هذا العام، ووفيات أشخاص مسنين يعانون أمراض القلب والأوعية ويصابون بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية في ظروف جوية تختلف كثيراً عن روسيا.



وبحسب إحصائيات وزارة الثقافة والسياحة التركية، فإن حركة السياحة الروسية إلى البلاد زادت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام بنسبة 14.5 في المائة، بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتبلغ 3.8 ملايين سائح.

بذلك، جاءت روسيا في المرتبة الأولى لناحية عدد حالات وصول السياح إلى تركيا، متفوقة على ألمانيا (2.7 مليون سائح) وبلغاريا (1.44 مليون) وبريطانيا (1.42 مليون) وإيران (1.1 مليون).

وتبقى تركيا منذ سنوات الوجهة الرئيسية للسياحة الخارجية الروسية باستثناء عام 2016، نتيجة وقف حركة رحلات الطيران العارض (تشارتر) بين البلدين بسبب الأزمة في العلاقات بين موسكو وأنقرة، على خلفية إسقاط قاذفة "سوخوي-24" من قبل سلاح الجو التركي على الحدود مع سورية نهاية عام 2015.