الأسير الفلسطيني مصعب هندي... الإضراب عن الطعام شوقاً للحرية

الأسير الفلسطيني مصعب هندي... الإضراب عن الطعام شوقاً للحرية

24 نوفمبر 2019
الأسير الفلسطيني مصعب هندي (فيسبوك)
+ الخط -
تنفس الفلسطيني توفيق هندي وزوجته أم مصعب من قرية "تل" غرب نابلس الصعداء أواخر إبريل/ نيسان 2018، بعدما أوقف نجلهم الأسير مصعب هندي إضرابه عن الطعام، والذي استمر 35 يوماً، قبل أن يُفرج عنه وفق اتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية في التاسع من سبتمبر/ أيلول من العام ذاته.

لكن لم يكد يمر عامٌ على لمّ شمل العائلة حتى تكررت معاناة مصعب وأسرته، إذ اعتقل مجددا في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري بدعوى أنه "خطر على أمن إسرائيل"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

لم يكن أمام مصعب وهو على أبواب الثلاثين من عمره، من خيارات سوى خوض معركة الإضراب عن الطعام "معركة الأمعاء الخاوية" مجدداً، فامتنع بداية من 22 سبتمبر/ أيلول الماضي عن تناول الطعام، فقررت إدارة معتقلات الاحتلال عزله في معتقل "نيتسان – الرملة"، ومنعت ذويه من زيارته.
ورفضت المحكمة العليا للاحتلال اليوم الأحد، الالتماس المقدم باسم الأسير هندي، حسب نادي الأسير الفلسطيني.

عرف مصعب هندي الاعتقال في سن مبكرة، فاعتقل للمرة الأولى قبل أن يبلغ عامه الثامن عشر، وقال والده توفيق هندي لـ"العربي الجديد" إن "مصعب فاقت فترات اعتقاله ثماني سنوات متفرقة، وصدر بحقه 24 أمر اعتقال إداري، وهو تقريباً لم يعش مع العائلة سوى أشهر قليلة طيلة السنوات الأخيرة، إذ يفرج عنه، ومن ثم يعود إلى سجون الاحتلال".

ومنذ اعتقاله هذه المرة، لم يره والده إلا خلال جلسة المحكمة التي عقدت في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، إذ تمنع زيارته ولا توجد وسيلة للتواصل معه إلا من خلال المحامي الذي يلتقيه لدقائق معدودة.

وروى الأب فصولا من معاناة ابنه البكر الذي اغتنمت العائلة الإفراج عنه لإتمام زواجه قبل عدة سنوات، وهو اليوم أب لطفلين. يقول: "مصعب حاضر في قلوبنا، وغائب عن عيوننا، ولا نكاد نحتفل بالإفراج عنه، حتى يعتقله الاحتلال مرة أخرى، ولم يستطع استكمال دراسته، ولا الالتزام بعمل محدد".

ويوجه الأب رسالة عتاب للسلطة الفلسطينية التي يراها مقصرة في متابعة ملف الأسرى بشكل عام، والمضربين عن الطعام والمرضى على وجه الخصوص: "لو وجد مصعب وغيره من الأسرى من يدافع عنهم رفضا لسياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، لما اضطروا لخوض معركة الأمعاء الخاوية، ولما عرضوا أنفسهم للخطر".

وتقول والدة مصعب لـ"العربي الجديد": "المعلومات التي تصلنا من المحامي الذي يزوره باستمرار تشير إلى أنه يستفرغ مادة خضراء، ويعاني من دوخة شديدة مع صداع يزداد عند قيامه بأي حركة بسيطة، وكذلك من ضيق في التنفس، وعدم انتظام في دقات القلب، وآلام في المفاصل، وأوجاع شديدة في الظهر، وآلام في الكلى، وحموضة شديدة في المعدة".

وتابعت أم مصعب: "شو بدك تعرف كمان. اليوم وزنه أقل من أربعين كيلوغراماً من أصل خمسة وثمانين كيلوغراماً قبل ما يحبسوه، كما أنه لا يقوى على الوقوف، ويتحرك بواسطة كرسي متحرك".

وعقد الاحتلال جلسة محاكمة لمصعب هندي الخميس الماضي، وتفاءلت العائلة بإمكانية تحديد سقف زمني لاعتقاله الإداري، لكن القاضي الإسرائيلي لم يُصدر أي قرار، وتمت إعادة مصعب إلى مستشفى الرملة، حيث يقبع هناك في حالة صحية حرجة.