سكان الشمال السوري يستخدمون فحم الحراقات بديلاً لوقود التدفئة

سكان الشمال السوري يستخدمون فحم الحراقات بديلاً لوقود التدفئة رغم مخاطره

23 نوفمبر 2019
الشتاء يداهم مخيمات النازحين في سورية (محمد عبد الله/الأناضول)
+ الخط -
يلجأ الأهالي في مناطق ريف حلب الشمالي وريف إدلب إلى المخلفات الناتجة عن حراقات النفط البدائية، المعروفة باسم "فحم الحراقات"، بديلا عن وقود التدفئة الذي لا يمكنهم الحصول عليه إما لندرته أو لارتفاع سعره في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة.

وأوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ياسر الحمدوش، لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي مضطرون للاعتماد على هذا النوع من مخلفات الحراقات بسبب سوء الأوضاع المادية والمعيشية، وتابع: "مخلفات الحراقات مادة كيميائية لها آثار سلبية على الجهاز التنفسي في الأماكن المغلقة، ولكن سوء الوضع المعيشي، وعدم وجود بديل يجعل المواطنين يرضخون للأمر الواقع".
وأضاف أن "المجالس المحلية لا يمكنها دعم حصول المواطنين على مواد التدفئة لعدم توفرها بالسوق المحلية، فضلا عن عدم توفر الدعم المادي، ولا توجد حاليا خطط للدعم، ولكن يتم التواصل مع المنظمات الإنسانية لمساعدة الناس على مواجهة فصل الشتاء".

وقال الناشط الإعلامي أسعد الحمصي إن "فحم الحراقات متوفر في ريف إدلب، وسعر الطن الواحد منه يتراوح بين 20 ألف ليرة سورية و65 ألف ليرة سورية (40 إلى 115 دولارا أميركيا)، كما يتوفر الفحم الحجري التركي، والذي يتراوح سعر الطن الواحد منه بين 165 إلى 200 دولار".

وأضاف الحمصي لـ"العربي الجديد": "فحم الحراقات ذو رائحة كريهة، وينتج حرارة عالية، ومن الصعب استخدامه من قبل النازحين في الخيام كونه قد يتسبب باختناقهم، أو إحداث حرائق".

وأشار عيسى عبد الكريم إلى أن سبب لجوئه إلى هذا النوع من الفحم في التدفئة هو سعره المنخفض نسبيا مقارنة بباقي مواد التدفئة، وقال لـ"العربي الجديد": "في العام الماضي كان سعر الكيلوغرام الواحد يبلغ 15 ليرة سورية (الدولار يساوي 515 ليرة)، بينما بلغ سعره هذا العام 50 ليرة سورية في منطقة إعزاز من جراء الطلب المتزايد عليه".

وأكد المهجر، من جنوب دمشق المقيم في مدينة إعزاز، ثائر أبو شرخ، لـ"العربي الجديد"، أن "سعر فحم الحراقات الرخيص هو السبب الأساسي لاعتماده بديلا عن الوقود التقليدي في التدفئة نتيجة ارتفاع أسعار المازوت والكاز. تلعب الحالة الاقتصادية دورها في تحديد وسيلة التدفئة، وكثير من الأهالي، وخصوصا المهجرين، لا يستطيعون تحمل تكلفة التدفئة بعد ارتفاع الأسعار، وفي ظل عدم توفر فرص عمل تحقق للأهالي والمهجرين الاكتفاء الذاتي".
وأضاف أبو شرخ: "يضطر الأهالي، وخصوصا المهجرين، إلى انتظار المؤسسات التي قد تقوم بتوزيع كميات محددة من المحروقات للتدفئة، لكنها لا تكفي عدة أيام في هذا البرد القارس، وأكثر من يعاني من جراء هذا الأمر هم القاطنون في المخيمات".

وقال المختص في الهندسة البيئية، محمد الإسماعيل، لـ"العربي الجديد"، إن "الأضرار الناجمة عن استخدام مخلفات فحم الحراقات في الشمال السوري كبيرة، سواء على الإنسان أو على البيئة، كون هذا النوع من الفحم يطلق كميات كبيرة من غاز أحادي أكسيد الكربون، وهو أكثر خطورة من ثنائي أكسيد الكربون كونه يسبب الاختناق في حال استنشاقه، ويؤدي إلى أمطار حامضية في حال انتشاره بشكل كثيف، إضافة إلى أنه يعيق نمو النباتات في التربة".

وأضاف الإسماعيل أنه "من المتعارف عليه أن الانبعاثات الناجمة عن هذا النوع من مخلفات النفط يدوم خطرها لعشرات السنين، وينبغي إيجاد بدائل عنه، وعلى منظمات حماية البيئة التدخل للتوعية من مخاطره".

المساهمون