مستوطنون يعتدون على منازل الفلسطينيين باحتفالات "عيد سبت سارة"

مستوطنون يعتدون على منازل الفلسطينيين خلال احتفالات "عيد سبت سارة" في الخليل

23 نوفمبر 2019
الاحتلال يغلق وسط مدينة الخليل تمهيداً لاقتحام المستوطنين (فيسبوك)
+ الخط -

لم تتوقف اعتداءات المستوطنين وانتهاكاتهم المتواصلة بحق الفلسطينيين في البلدة القديمة من مدينة الخليل ومحيطها منذ أمس الجمعة، بالتزامن مع احتفالهم، اليوم السبت، بما يُسمى "عيد سبت سارة".
واعتدى مستوطنون مساء اليوم السبت، على طفل وأصابوه بحجر في الرأس، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن طواقمه تعاملت مع إصابة الطفل الذي نقل إلى مستشفى عالية الحكومي في مدينة الخليل، كما اعتدى المستوطنون على طاقم إسعاف تابع للهلال الأحمر خلال تقديمه الإسعاف الأولي لأحد المواطنين بالبلدة القديمة في الخليل.

وشهدت ليلة أمس، اعتداءات لمستوطنين على عائلات الجعبري وسلهب وجابر ودعنا وقفيشة وغريّب، ووثق تجمع مدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل 10 انتهاكات، وقال رئيس التجمع عماد أبو شمسية لـ"العربي الجديد"، إن الطفل الذي تم الاعتداء عليه هو حفيده محمد طنينة، وأنه أصيب بجروح في الرأس نتيجة اعتداء المستوطنين بالحجارة على بيته، كما أصيب 8 أفراد من عائلة الجعبري بجروح، من بينها إصابة خطرة لرب الأُسرة نتيجة إلقاء حجر ضخم على رأسه من قبل مستوطنين اعتدوا على منزل العائلة قبل اقتحامه.

وذكر أبو شمسية أن أحدث انتهاكات المستوطنين تمثلت في اقتحام منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، ظهر اليوم السبت، وقد أخلى جيش الاحتلال منذ ساعات الصباح المنطقة من الفلسطينيين، تسهيلاً لاقتحام المستوطنين منطقة يدّعون أنها "قبر حبرون"، أحد رجال الدين اليهود، وهي في الحقيقة حجر قديم يقع في أراض تعود لعائلة إقنيبي، وقد غادر المستوطنون بعد أداء طقوس تلمودية.




كما اعتدى المستوطنون، عصر اليوم، على مواطن فلسطيني مُقعد من عائلة إدعيس يملك محل بقالة في منطقة تل إرميدة، إذ قاموا برشه بالغاز، بالإضافة إلى الاعتداء على الزبائن الذين تواجدوا في المحل.



وفي شارع الشهداء ببلدة الخليل القديمة، أصيبت إحدى السيدات بنزيف نتيجة الهلع من سلسلة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال منذ الأمس، وأوضح عماد أبو شمسية أن المستوطنين تعمدوا إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على منازل الفلسطينيين، ومن بينها منزله.

وأغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي أمام المصلين الفلسطينيين منذ عصر أمس الجمعة، ليستمر الإغلاق حتى ساعات متأخرة من مساء اليوم، لإتاحة المجال أمام آلاف المستوطنين للاحتفال بـ"عيد سبت سارة"، المنسوب إلى سارة زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، إذ يتبركون بها وبمن دُفن من سلالة النبي يعقوب في مغارة موجودة أسفل الحرم الإبراهيمي، حسب زعمهم، فيما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها في محيط الحرم الإبراهيمي وعلى الطرق المؤدية إليه.

دعوة اليونسكو للتدخل
رسمياً، حثت فلسطين منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، على التدخل لحماية الحرم الإبراهيمي بالخليل. وجاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أنّ اقتحامات المستوطنين الحرم "تفرض على المنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها اليونسكو تحمّل مسؤولياتها تجاه تلك المواقع الدينية". ودعت في بيانها إلى "بذل مزيد من الجهود لإجبار سلطات الاحتلال على احترام قرارات تلك المنظمات ووقف اقتحاماتها".



وشدّدت الخارجية الفلسطينية في البيان الذين نشرته وكالة "الأناضول" على أنّ اقتحام الحرم الإبراهيمي من قبل المستوطنين، وأداء صلوات تلمودية فيه "يدق من جديد ناقوس الخطر". واعتبرت أنّ تلك الاقتحامات "تهديد مباشر" للسيطرة على الحرم الإبراهيمي بالكامل ومنع المسلمين من الوصول إليه. كذلك، قالت إنّ هذه "الاعتداءات الاستفزازية، حلقة جديدة من مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على العديد من المواقع التاريخية والدينية والأثرية في الضفة وتهويدها، بما ينسجم مع رواية الاحتلال التلمودية".