دراسة: الشباب والفئات المهمشة الأكثر استعداداً للتطرف في تونس

دراسة: الشباب والفئات المهمشة الأكثر استعداداً للتطرف والعنف في تونس

19 نوفمبر 2019
تنامي العنف والتطرّف في صفوف الشباب (Getty)
+ الخط -
كشفت دراسة حديثة أنّ الشباب دون سن الـ34 وخريجي الجامعات والمهمشين هم أكثر الفئات استعداداً للتطرف العنيف في تونس، فيما ينخرط الرجال في الأعمال المتطرفة أكثر من النساء.

ووفقاً لدراسة "النوع الاجتماعي والتطرف العنيف في دول شمال أفريقيا" التي أنجزت في إطار عمل مشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومركز المرأة والأمن والسلام بجامعة موناش، بالتعاون مع الشركاء في ليبيا والمغرب وتونس، فإن تحليل ظاهرة العنف بحسب النوع الاجتماعي (الجندر) خلص إلى تنامي العنف والتطرف في صفوف الشباب الذين يعيشون حالة سخط وإحباط.

وبحسب الدراسة، فإن النساء عادة ما يلعبن أدواراً ثانوية في الأعمال المتطرفة والمجموعات التي تتبنّى العنف، على غرار الإسناد اللوجستي والمرافقة، مع إمكانية التدرج في المهام إلى القيادة والنشاط الميداني، إلى جانب الرجال.

وفي السياق، تقول المسؤولة بمكتب تونس في منظمة الأمم المتحدة، فاتن بجاوي، إنّ "الهدف من هذه الدراسة هو تحديد مستويات العنف الجندري وأشكال التطرف لدى الجنسين حتى يتسنى القيام بالخطط اللازمة للتصدي لهذه الظواهر التي تتشكل مع التغيرات التي تشهدها البلدان نتيجة التحولات السياسية".

وأضافت أن الدراسة كشفت مواقع الضعف والفئات المستهدفة بالتطرف في تونس، وخاصة منها الأوساط الشبابية المهمشة، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن المستوى الدراسي لا يشكّل في بعض الأحيان حصانة كافية لأصحابه، ما يفسر وقوع شباب الجامعات في براثن العنف والتطرّف، وفق قولها.

وأبرزت بجاوي أن الجماعات المتطرفة وضعت تبعية النساء في صلب جدول أعمالها، ما يدفع نحو ضرورة فهم دوافع الانضمام إلى هذه الجماعات بغاية منع التطرف العنيف.

وأشارت إلى أن العقد الماضي تميّز بزيادة التطرف العنيف وأعمال الإرهاب في شمال أفريقيا، في حين أن غالبية أولئك الذين ساندوا الجماعات المتطرفة وانضموا إليها هم من الرجال، فقد شهدت دول شمال أفريقيا أيضاً سفر العديد من مواطنيها إلى دول أخرى في المنطقة للانضمام إلى العراق وبلاد الشام، على الرغم من إيديولوجيتها فيما يتعلق بحقوق المرأة.

ولفتت الدراسة إلى أن اللغة القائمة على النوع الاجتماعي تلعب دوراً مهماً في استراتيجيات التجنيد والاحتفاظ بالفئات المتطرفة العنيفة في المنطقة.

وبيّنت أن هناك عدداً قليلاً من الأبحاث والتحليلات للعلاقة بين التطرف العنيف والمساواة بين الجنسين، ودوافع النساء اللائي ينخرطن في هذه المجموعات، والدور الذي يلعبنه في صفوفها.

وتعمل وزارة شؤون المرأة والأسرة التونسية على استثمار نتائج هذه الدراسة في تدعيم وسائل الوقاية من زيادة ظاهرة التطرف والعنف عبر تحويل الفئات المستهدفة إلى أدوات توعية لمعالجة جذرية لظاهرة التطرف العنيف من خلال استهداف المصدر، ودعم تربية الصغار منذ سن مبكرة على مبادئ المساواة بين الجنسين والتسامح وعدم التمييز.


وأكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ، نزيهة العبيدي، في تصريحات إعلامية، أن تونس هي البلد الأول في العالم العربي الذي وضع خطّة عملية لمكافحة التطرف العنيف، وذلك من خلال تركيز إذاعات على الإنترنت في كل المحافظات موجّهة للأطفال، إلى جانب تقديم قروض للنساء لإنشاء مشاريع لدعم تعلّقهن بمحيطهن بهدف الحدّ من التطرف.