"هيومن رايتس ووتش": النظام المصري ينكّل بعائلات المعارضين

"هيومن رايتس ووتش": النظام المصري ينكّل بعائلات المعارضين

19 نوفمبر 2019
اعتقال أقارب عدد من المعارضين المصريين (إبراهيم رمضان/الأناضول)
+ الخط -
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء، عن وقائع متعددة قام فيها النظام المصري بمداهمات لمنازل، واعتقالات، وحظر سفر بحق أقارب معارضين مصريين يعيشون خارج البلاد.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في تقرير، إنها وثّقت 28 حالة لصحافيين، وإعلاميين، وناشطين سياسيين، ونشطاء حقوقيين مصريين انتقدوا الحكومة أثناء وجودهم خارج مصر، مشيرة إلى أنه "في كل حالة قامت السلطات بمضايقة أو تهديد فرد أو أكثر من أفراد أسرهم داخل مصر، وفي بعض الحالات تعرّض أفراد الأسرة لعقوبات خارج نطاق القضاء انتقاما على ما يبدو من نشاط أقاربهم".
وأضاف التقرير أن الحالات التي وثقتها المنظمة الحقوقية وقعت بين عامي 2016 و2019، وطلب نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، جو ستورك، من السلطات المصرية وقْف تلك الهجمات، قائلًا: "في سبيل تصميمها على إسكات المعارضة، تعاقب السلطات المصرية عائلات المعارضين المقيمين في الخارج. ينبغي على الحكومة وقف هذه الهجمات الانتقامية التي ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي".
وأشار التقرير إلى أن ما وصفته المنظمة بأنه "أعمال انتقامية ضد أقارب المعارضين المصريين في الخارج تبدو واسعة النطاق، ومنظمة، وفي تزايد، والرسالة التي تريد السلطات المصرية إرسالها واضحة، وهي: لا تنتقد ولا تعارض ولا تتكلم، حتى لو كنت تعيش في الخارج، يمكننا أن نؤذي أحبتك".
ووثقت المنظمة قيام الأمن المصري بمداهمة أو زيارة منازل أقارب 14 معارضا، كما نهبت الممتلكات أو أتلفتها في خمسة منازل منها، وأن السلطات المصرية لم تُظهر أي مذكرات اعتقال أو تفتيش في أي من تلك الحالات، كما منعت سفر 20 من أقارب ثمانية معارضين، أو صادرت جوازات سفرهم.
وأكد التقرير أن السلطات المصرية احتجزت 20 شخصًا من أقارب 11 معارضا، أو حاكمتهم، وفي 13 حالة منهم، اتهمت السلطات الأقارب أو دانتهم، بما في ذلك حالة طفل اتُهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشْر أخبار كاذبة، كما أحالت السلطات إلى المحاكمة خمسة أقارب على الأقل، وبرأت واحدا.
وحجب التقرير أسماء بعض المصادر الذين قابلتهم المنظمة لضمان سلامتهم، ولفت إلى أن أكثر من خمسة نشطاء وصحافيين آخرين يعيشون خارج مصر، قالوا إنهم يتجنبون انتقاد الحكومة علنا أو الانخراط في أنشطة معارضة أخرى لأنهم يخشون على سلامة عائلاتهم في مصر.



وبين الحالات التي وثقها تقرير "هيومن رايتس ووتش" مذيعا قناة الشرق معتز مطر وهيثم أبو خليل، والناشطة السياسية المقيمة في تركيا غادة نجيب وزوجها الفنان هشام عبدالله، وكلهم تم اعتقال أفراد من عائلاتهم، بالإضافة إلى المنتج في قناة الجزيرة عماد الدين السيد، وبعض زملائه، وعلا ابنة الداعية يوسف القرضاوي وزوجها.

وقال صحافي مقيم خارج مصر منذ سنوات فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات منعت زوجته وطفله من السفر إلى خارج مصر، وصادرت جوازَيْ سفرهما لبضعة أسابيع في أوائل 2019.
كما قال ناشط سياسي مقيم في ألمانيا، إن السلطات منعت زوجته وأطفاله الثلاثة من مغادرة البلاد منذ عام 2017، وصادرت جوازات سفرهم. وأكّد كلّ من الصحافي والناشط أن ضباط الأمن الوطني في مطار القاهرة استجوبوا زوجتيهما بشأن أنشطتهما في الخارج، وقد أُطلق سراح الزوجتين لاحقا، ولكن مُنعتا من السفر.

وقال المدوّن عبد الله الشريف، والذي حازت مقاطع فيديو له على "يوتيوب" ملايين المشاهدات، إن مسلحين داهموا منزل والديه في الإسكندرية في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برفقة ضابط من الأمن الوطني، و"أجبروا" والده وآخرين من أفراد أسرته على تسجيل مقاطع فيديو تندد بنشاطه، موضحا أن هذا حدث بعد بثه مقاطع فيديو عن الفساد والهدر في الإنفاق على القصور الرئاسية.