تجمع في باريس دعماً لقطاع غزة

تجمع في باريس دعماً لقطاع غزة

16 نوفمبر 2019
رفض المشاركون الانتهاكات الإسرائيلية (العربي الجديد)
+ الخط -
بمبادرة من جمعية "يوروــ فلسطين" وجمعيات أخرى، شهدت ساحة الأبرياء قرب محطة "شاتليه ليهال" في وسط باريس، بعد ظهر اليوم السبت، تجمعاً لفرنسيين وعرب للتنديد بالجرائم الأخيرة في قطاع غزة، التي تسبّبت في استشهاد 36 فلسطينيّاً على الأقل، بعد اغتيال قيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" وزوجته في بيته أثناء نومه، والذي تلاه رد فلسطيني.

وطالب المشاركون بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل، ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر والصمت الأوروبي، والصمت الفرنسي المريب أحياناً والمتواطئ أحياناً أخرى.

وأكدت رئيسة جمعية "يورو ــ فلسطين" والناشطة في حركة مقاطة إسرائيل "بي دي إس" أوليفيا زيمور، أنّ جريمة اغتيال القيادي في "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا "لم تُثر صدمة لدى الرئيس إيمانويل ماكرون. نحن هنا لنقول إننا لسنا متفقين مع الموقف الرسمي الفرنسي، ونؤيد المقاومة الفلسطينية، ونحن معها لأن الحق والعدالة معها".

بدوره، يقول رجل الدين المسيحي المونسنيور جاك غايو إنّ "مقتل 34 فلسطينياً في 48 ساعة رقم مهول. حياة الفلسطيني تعادل حياة أي إنسان آخر. ولو تعلق الأمر بـ 34 قتيلاً إسرائيلياً في 48 ساعة، لكانت وسائل الإعلام كلها قد تحدثت عن الأمر. هنا، لم أسمع أي إدانة من البلدان العربية، ولا من فرنسا، التي هي ليست صديقة للشعب الفلسطيني. لو كانت كذلك لتحركت على الفور للإدانة. المقاومون الفلسطينيون موجودون في غزة على الرغم من الحصار المدمر وغير الإنساني، ولن يُحنوا قاماتهم ولن يستسلموا أبداً، وسيواصلون الصمود. الإسرائيليون لن يشعرون بالأمن لأن ثمة فلسطينيين في غزة. والجيش الأقوى في العالم لم ينجح في تجريد الغزيين من أسلحتهم. نحن مع الفلسطينيين، وأعتقد أنه في يوم ستنقلب الأوضاع، ومن هم مقاومون سينتصرون".

وبعد شعارات "حلّ واحد/ مقاطعة وعقوبات"، "غزة، معسكر اعتقال، يكفي"، "إسرائيل قاتلة/ ماكرون متواطئ"، تحدث الشاب إسماعيل من "جبهة الهجرات في الأحياء الشعبية"، مندداً بصمت رجال السياسة ووسائل الإعلام، والموقف الرسمي الفرنسي في ما يتعلق بالتصعيد في غزة الذي أدان إطلاق الصواريخ على إسرائيل، من دون أي تعليق على اغتيال القيادي الفلسطيني.

ويرى أنّه "ليس في المشروع الصهيوني سياسة يسار أو سياسة يمين، بل فقط سياسة اغتيال وقتل وإهانة". ويضيف أنّ موقف أوروبا وفرنسا "هو موقف المتواطئ مع جرائم الكيان الإسرائيلي".

من جهته، رحب نيكولا شهشاني المسؤول في جمعية "يوروـ فلسطين"، بالقرار الصادر عن محكمة العدل الأوروبية، يوم الثلاثاء الماضي، والذي يُلزم الكيان الإسرائيلي التمييز بين المنتجات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، بتضمينها إشارة "صنع في المستوطنات"، وبين باقي المنتجات، معتبراً هذا "نصراً لكل من يناضل من أجل مقاطعة منتجات الكيان الإسرائيلي"، ساخراً من "نقص الجرأة لدى المحكمة الإدارية العليا الفرنسية، التي رفضت البت في الأمر وأحالته إلى المحكمة الأوروبية".

لكن زيمور تؤكد أنّ "الأمر لا يجب أن يتعلق فقط بمقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات، بل كل منتجات الكيان الإسرائيلي، على غرار مقاطعة نظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا". وتقول إنّه "يتوجب سحب المنتجات الإسرائيلية من العرض في فرنسا، ما دام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد واجَه الموقف الأوروبي برفض وضع علامات على المنتجات تُثبت مصدرها من المستوطنات". كما طالبت زيمور بمقاطعة كل الشركات الأوروبية والفرنسية الضالعة في دعم اقتصاد وجيش الكيان وفنانيه ورياضييه، كما هو الحال مع شركة "بوما" (Puma) الألمانية، التي حلت محل "أديداس" في التعاقد مع فريق إسرائيل لكرة القدم.

إضافة إلى الموقف الفرنسي "المنحاز" لإسرائيل، من خلال إدانة قصف الفلسطينيين، أعلنت الناطقة باسم نواب كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون في البرلمان، أورور بيرجيه، في تغريدة: "إسرائيل هي خطّنا الأول ضد الإرهاب. وباسم مجموعة الصداقة بين فرنسا وإسرائيل، أعبّر عن تضامننا ودعمنا للشعب الإسرائيلي. فرنسا كانت وستظلّ دائماً إلى جانب إسرائيل وأمنها".

وتقول نجمة، وهي فرنسية من أصول جزائرية: "ليس غريباً هذا الموقف من أورور بيرجيه. هي مثال فيه مزيج من الانتهازية والولاء الأعمى والافتتان بإسرائيل. كانت مقربة من نيكولا ساركوزي، ثم من المرشح اليميني فرانسوا فيون. وبعد هزيمته وانسحابه من المشهد السياسي، لم تُضِع الكثير من الوقت، وأمسكت بإيمانويل ماكرون المنتَصِر والتحقت بحركته. كما أنها في فكرها السياسي لا تختلف عن رفاقها السابقين في حزب الجمهوريين، على رأسهم إيريك سيوتي وكريستيان إيستروزي، اللذان يتحدثان عن استيراد تقنيات مكافحة الإرهاب من إسرائيل، وكلاهما يتحدث عن عدو مشترك هو الإرهاب".