بريطانيا: الموافقة على استخدام القنب في خدمات الصحة الوطنية

بريطانيا: الموافقة على استخدام القنب في خدمات الصحة الوطنية للمرة الأولى

11 نوفمبر 2019
استخدام الأدوية المشتقة من نبات القنب الهندي (Getty)
+ الخط -
وافق المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (نيس)، في بريطانيا، على استخدام الأدوية المشتقة من نبات القنب الهندي في مراكز خدمات الصحة الوطنية للمرة الأولى. وهي خطوة تسمح بتناول عقار لعلاج الصرع لدى الأطفال، وآخر لعلاج التصلب المتعدّد (التصلب اللويحي). ويأمل المشاركون في الحملة أن يفتحوا الباب أمام المزيد من العقاقير المستخرجة من القنب.

ويمكن أن يقلّل عقار (Epidyolex)، المصنوع من زيت القنّب، من النوبات التي يعاني منها الأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين، في نوعين من أشكال الصرع النادر. أمّا الدواء الآخر المعروف باسم (Sativex)، وهو عبارة عن رذاذ يحتوي على الكانابيديول (CBD) ورباعي هيدروكانابينول (THC)، المكون الفعال للقنب، فيمكنه علاج تصلب العضلات لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. وذلك بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية اليوم الاثنين.

وكان "نيس" قد قال في وقت سابق في مسوَّدة التوجيه في أغسطس/آب الماضي، إن هذه الأدوية باهظة الثمن كي يسمح باستخدامها في مراكز "خدمات الصحة الوطنية"، بيد أنّه أوصى منذ ذلك الحين باستخدام هذين الدواءين.

تجدر الإشارة إلى أنّ القانون قد تغيّر العام الماضي، وسمح للأطباء بوصف الأدوية التي تعتمد على الحشيش أو القنّب، لكنّهم كانوا يترددون في وصف هذا العلاج، بسبب غياب التجارب السريرية التي تقدم أدلة ملموسة على فوائده وسلامة المرضى، الأمر الذي أدّى إلى دفع المرضى وعائلاتهم مبالغ مالية للحصول على الوصفات الطبية الخاصة، أو طلب العلاج في الخارج أو حتى الحصول على الأدوية بشكل غير قانوني.

ويأتي تغيير القانون في المملكة المتحدة، بعد حملة تشارلوت كالدويل (52 عاماً) التي يعاني ابنها بيلي (14 عاماً) من الصرع الشديد، بعد أن كانت تواجه فاتورة شهرية تصل إلى ألفي جنيه إسترليني للحصول على علاج القنّب. وجاء تغيير القانون متأخراً بالنسبة إلى بيلي الذي تطوّرت حالته وبات يحتاج إلى علاج أقوى، بيد أن والدته ترى أنّه أمر بالغ الأهمية، وسيفيد آلاف المرضى الذين يعانون من الصرع.

ولا تزال السيدة كالدويل مستمرّة في حملتها للسماح باستخدام المزيد من القنّب في المجال الطبي، وستواجه المحكمة العليا يوم الجمعة، في بلفاست، إيرلندا الشمالية، إذ ستطلب من خدمات الصحة الوطنية، الموافقة على استخدام العقاقير التي يحتاجها ابنها بيلي. وهي تدرك أنّه لا يزال أمامها طريق طويل من الكفاح للوصول إلى مطالبها، لكنّها تقول إنّه "لا يمكن أن نتجاهل الآلاف من المرضى الآخرين في المملكة المتحدة الذين يعانون من أمراض عديدة ويمكنهم أن يستفيدوا طبياً وعلاجياً من الحشيش الطبي".

وقد جرت الموافقة على استخدام علاج (Epidyolex) لمتلازمي (Lennox-Gastaut وDravet)، وهي أشكال الصرع التي تصيب نحو تسعة آلاف شخص في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى علاج (clobazam)، وهو دواء مضاد للتشنج.

وقال "نيس" إنه لا يزال هناك أسئلة عن تكلفة العلاج وفعاليته، لكنه خلص إلى أن "الكانابيديول يُعَدّ استخداماً مناسباً لموارد خدمات الصحة الوطنية". أمّا عن علاج (sativex)، فقال "نيس" إنّ "الأدلة أظهرت فوائد استخدامه.


بدوره يقول ديفيد نوت، وهو اختصاصي في علم الأدوية العصبية، إنّ الباب مفتوح الآن لزراعة القنّب النباتي لأسباب علاجية.

وأضاف: مع ذلك، قد تستمر الجماعات المحلية المسؤولة عن خدمات الصحة الوطنية، في اعتبار هذه الأدوية باهظة الثمن.

دلالات

المساهمون