طفل فلسطيني يقود السيارة برفاقه للمدرسة فتنقلب وتقتل شقيقته

طفل فلسطيني يقود السيارة برفاقه للمدرسة فتنقلب وتقتل شقيقته الطفلة

09 أكتوبر 2019
تأخر وصول الإسعاف(جعفر إشتيه/فرانس برس)
+ الخط -
تسود حالة من الاستياء في بلدة الظاهرية جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، عقب وفاة الطفلة سيرين طلال وريدات (3 أعوام) أمس الثلاثاء، بعد انقلاب مركبة غير قانونية، كان يقودها شقيقها الطفل الذي يبلغ من العمر 11 عاماً.

الطفلة سيلين كانت برفقة شقيقها حينما كان متجها إلى المدرسة، وفي المركبة كان أيضاً 3 من أصدقائه وأخت أُخرى لم يُصابوا بأذى، وعندما أوصلهم للمدرسة، أراد العودة بسيلين للمنزل قبل بدء الدوام المدرسي، لكن الموت كان أسرع لشقيقته التي أصيبت بجروح خطيرة في الرأس.

وشقيق سيلين طفل كان يقود المركبة ويبلغ من العمر 11 عاماً، أي لم يبلغ السن القانونية للقيادة بحسب قانون السير الفلسطيني بسبعة أعوام على الأقل، وقد اعتاد الكثير من السكان في بلدة الظاهرية، على تعليم أبنائهم في سنٍ صغيرة جداً على قيادة المركبات غير القانونية، وتوكيلهم أمر السواقة بشكل مستقل، وفق ما يوضح سليمان أبو علان وهو صحافي وناشط من بلدة الظاهرية، في حديث لـ"العربي الجديد".

لم تكن حادثة انقلاب المركبة سبباً وحيداً في وفاة الطفلة سيلين، بل إن وقوع الحادث على طريق فرعي في بلدة الظاهرية، وفي منطقة نائية أدى إلى تأخر وصول الإسعاف، بل وتأخر معرفة الناس بالحادث ومد يد العون للطفل الذي لم يعرف كيف يطلب المساعدة، خاصة أنه لم يكن يحمل هاتفاً نقالاً، بحسب ما جاء على لسان الناشط سليمان أبو علان.

أبو علان يدعو الناس عبر برامج إذاعية، للتخلي عن تعليم الأطفال سواقة المركبات غير القانونية واقتنائها من الأساس، حيث يؤكد أبو علان أن مشكلة الناس تكمن في إعجابهم بالثمن القليل للمركبة غير القانونية بألف أو ألفي شيقل (ما يقارب 300-600 دولار)، وتسليمها إما لزوجاتهم أو أطفالهم، فإذا حصل عطل في المركبة لا يكترث صاحبها نظراً لأن كلفتها رخيصة، مستنكرا إقدام آباء على وضع الوسائد لأطفالهم على كرسي القيادة كي تصل أيديهم إلى المقود!

ويناشد أهالي الظاهرية جهاز الشرطة الفلسطينية، بضرورة القضاء على ظاهرة المركبات غير القانونية (المشطوبة) تجنباً للحوادث المميتة، إذ يقول رئيس بلدية الظاهرة راتب الصبار لـ"العربي الجديد": "لقد ناشدنا الجهات المختصة مئة مرة من أجل القضاء على ظاهرة انتشار المركبات غير القانونية، للأسف أصبحت منطقتنا مكباً للسيارات (المشطوبة) التي تأتي من إسرائيل التي ليس لديها مانع في قتلنا بهذه الطريقة، والجميع يعرف أن بلدة الظاهرية على الحدود مع الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وهذا يسّهل دخول المركبات غير القانونية، التي تنتشر بطبيعة الحال في المناطق القريبة من الخط الأخضر".

ويستنكر رئيس بلدية الظاهرية وجود 10 فقط من أفراد الشرطة الفلسطينية في بلدة الظاهرية، التي يسكنها قرابة 45 ألف نسمة، وينتشر فيها أكثر من 60 تجمعاً للمركبات غير القانونية، ما يُبطئ عمل الشرطة في هذا الإطار، فيما وجهت المناشدات للأهل أيضاً، بضرورة الانتباه لأبنائهم من خطر قيادة المركبات.

الشرطة بدورها، أصدرت بيانها إزاء الحادثة موجهة من جديد مناشدتها للسكان بعدم امتلاك المركبات غير القانونية، بينما يقول الناطق باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي رزيقات لـ"العربي الجديد": "إننا نشعر بالأسف إزاء حادثة وفاة الطفلة سيرين، ونستنكر تعليم الأطفال سواقة المركبات غير القانونية، فالطفل لا يقدر خطورة المواقف التي يمر فيها أثناء قيادة المركبة، وتحقيقات الشرطة تشير بشكل أولي إلى أن سبب انقلاب المركبة هما السرعة الزائدة، وعدم قدرة الطفل على التحكم في المركبة في تلك اللحظة".

وفيما يتعلق بوجود عدد قليل من أفراد الشرطة في مركز الظاهرية، يقر رزيقات بوجود نقص في العدد، قائلا: "نحن في جهاز الشرطة نعاني من نقص في الكادر الشرطي".

ومنذ بداية العام الجاري، أتلفت الشرطة الفلسطينية نحو 7500 مركبة غير قانونية في مناطق الضفة الغربية، ويستهدف عملها أيضاً سماسرة المركبات غير القانونية، و"المشاطب" المرخصة (تجمعات لمركبات غير قانونية)، خاصة أن تلك المشاطب تجاوزت حدود الرخصة المسموحة لها ببيع المركبات غير القانونية، إذ إن الرخصة منحت للاستفادة من بعض القطع السليمة في هذه المركبات، بحسب ما يفيد به العقيد لؤي رزيقات.